تشهد سماء مصر والمنطقة العربية خلال الساعات المقبلة 6 ظواهر فلكية يرصد بعضها عن طريق العين المجردة والبعض الآخر من خلال التليسكوبات، وتعتمد إمكانية رصدها بشكل عام على توافر الظروف الجوية والمناخية لذلك.
الظاهرة الأولى التى تشهدها مصر ستحدث الليلة، حيث ستظهر واحدة من أشهر المجموعات النجمية وهى "كاسيوبية " ذات الكرسى، حيث يمكن تمييز هذه المجموعة النجمية بسهولة بسبب شكلها الذى يشبه حرف " W " أو " M " وهى تتخذ شكل الحرف اعتمادا على الوقت الذى يتم فيه الرصد ويرجع اختلاف الوضعية نتيجة دوران الأرض حول نفسها، حيث من المتوقع العثور عليها بسهولة بالأفق الشمالى الشرقى بداية الليل.
وتعد مجموعة نجوم "كاسيوبيه" ذات الكرسى تدور بعكس عقارب الساعة حول نجم القطب الشمالى خلال الليل، حيث تقع عاليا فوق النجم القطبى فى الساعات قبل ضوء الفجر وفى ذلك الوقت ترصد أيضا مجموعه نجوم الجبار بالأفق الشرقى .
أما الظاهرة الثانية فستحدث يوم الأحد المقبل، حينما سيكتمل قمر الحج حيث أكد الدكتور محمد غريب، أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، إن الحسابات الفلكية التى أجراها المعهد أكدت أن قمر شهر ذو الحجة يصل يوم الأحد المقبل الموافق 26 أغسطس إلى مرحلة البدر فى سماء مصر.
وأضاف غريب فى تصريحات لـ"انفراد"، أن بدر الشهر الهجرى الحالى من المقرر اكتماله يوم الأحد المقبل الموافق 26 أغسطس فى تمام الساعة الواحدة و 56 دقيقة ظهرا.
الظاهرة الثالثة ستكون يوم الأحد أيضا، حينما يقع كوكب عطارد سيقع فى أقصى استطالة له حول الشمس قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد، إن الكوكب سيقع بزاوية 5 درجة غربا، موضحا أن الكواكب تبلغ قمة لمعانها فى السماء فجرا قبل شروق الشمس أو مساء بعد غروبها، عندما تكون في أقصى استطالة لها مع الشمس.
وأضاف تادرس، أن الاستطالة هي الزاوية الظاهرية بين الشمس والكوكب عندما تقاس من الأرض، موضحا أن الكواكب الداخلية هي التي تقع قبل الأرض في الترتيب بعدا عن الشمس، وهى عطارد والزهرة، حيث تكون زاوية استطالتها أقل من 90 درجة، ولا يمكن أن تصل إلى 180 درجة أبدا، لأنها لا تصل إلى حالة التقابل أبدا.
وأوضح أن استطالة عطارد أقل من كوكب الزهرة ، ويمكن رؤيته لفترة أقصر وبطريقة أصعب من الزهرة ذو الاستطالة الأطول، مشيرا إلى أنه بالنسبة للكواكب الخارجية وهي الكواكب التي تقع بعد الأرض في الترتيب بعدا عن الشمس وهى المريخ والمشتري وزحل وغيرها، فإنها تبلغ أقصى استطالة لها عندما تكون في حالة التقابل أي عندما تبلغ قيمة الزاوية 180 درجة.
الظاهرة الرابعة تتمثل فى ظهور كوكب المريخ ثابتا فى السماء، حيث يكون ذلك يوم الثلاثاء 28 أغسطس، لأن الكوكب وصل يوم الثلاثاء 31 يوليو الماضى إلى أقرب مسافة من الأرض، وهى الأقرب منذ عام 2003، حيث بلغت 57.59 مليون كيلومتر.
ومن المقرر أن يبقى ساطعا فى السماء حتى أوائل شهر سبتمبر، حيث يرصد المريخ طوال الليل تقريبا، و يشاهد فى الشرق عند بداية الليل ويصل أعلى السماء قرب منتصف الليل ويرصد فى الغرب مع بدء الفجر، حيث يبدو للعين المجردة كنقطة ضوئية مائلة للحمرة تلمع بضوء ثابت، وبعد ذلك سيكون ظهوره الاستثنائى في عام 2018 قد انتهى، وسيبدأ الكوكب في التلاشى، ويظهر المريخ بهذه الطريقة مرة أخرى فى عام 2035 .
أما الظاهرتين الأخيرتين فتتمثلان فى أن كوكب نبتون سيبعد درجتين جنوبا عن مركز القمر، حيث من المقرر أن يحدث ذلك فى 27 أغسطس ، كما أن كوكب أورانوس سيبعد 5 درجات شمالا عن مركز القمر وذلك فى 31 أغسطس.
شروط رؤية تلك الظواهر تتمثل فى وجوب البعد عن الأماكن المضيئة والاتجاه إلى المناطق المفتوحة والمظلمة ، وصفاء الجو وخلوه من الغبار والسحب وبخار الماء "الشبورة "،ترك العنان للعين لتتعود على ظلمة السماء لمدة عشرة دقائق على الأقل، الاسترخاء على كرسى يميل إلى الخلف لمشاهدة السماء بوضوح .