كشف الدكتور عبد الرحمن حجازى، مدير عام منح التفرغ، التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، عن العديد من الكواليس التى تم الاستعداد لها والعمل عليها منذ أن تولى منصبه فى 16 أكتوبر 2017، استعدادا للدورة الجديدة من منح التفرغ لعام 2018 / 2019.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن حجازى، فى حواره لـ"انفراد" بعض المآخذ التى يراها فى آليات عمل منح التفرغ، ومشروعات التطوير التى تستهدف الارتقاء به من حيث القيمة المادية التى يحصل عليها المبدع المستفيد، وكذلك الاستفادة من المنتج الذى يتم تقديمه، وإلى هذا الحوار..
فى البداية.. هل كانت لديك رؤية معينة حينما توليت منصبك قبل فتح باب التقدم لمنح التفرغ 2018 - 2019؟
برأيى أن المشكلة الدائمة التى تؤرق عمل منح التفرغ هى المجال الأدبى والدراسات الاجتماعية، لأن مجالات الفن التشكيلى محددة، ولهذا قمت فى البداية بعمل حصر لكل ما تم إنتاجه فى المجال الأدبى، فالأزمة هى أن الأعمال غير محددة، فمثلا عندما تسأل عن الأعمال التى طبعت فى الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات، نجد أن هناك سلسلة فى المجلس الأعلى للثقافة، هى سلسلة إبداعات التفرغ، ودورها هو نشر أعمال منح التفرغ، وبالطبع بالنظر إلى مشروع منح التفرغ الذى بدء فى الستينيات، سنجد أن الأعمال التى نشرت مقارنة بما يتم منحه قليلة جدا، واكتشفت أيضًا أن ما نشر كان ناتجا لجهود المبدعين أنفسهم، فللأسف أعمال السلسلة لا تصدر من الإدارة المركزية بل تصدر من الشعب واللجان، وبناء على هذا قدمنا مشروعا ينص على نشر أعمال منح التفرغ وتنشر من خلال الإدارة المركزية.
ومتى تم تقديم هذا المشروع؟
تم تقديمه حينما كان الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزيرا للثقافة.
وهل تم البت فى أمره؟
لا، حتى الآن ننتظر قرار الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة.
وما هى ملامح هذا المشروع؟
هو ينص على طباعة الأعمال المميزة من مشروع منح التفرغ، وذلك لأن وزارة الثقافة لن تستطيع طباعة كل الأعمال التى تقدم إليها من منح التفرغ، وما أن تتم الموافقة على المشروع، فسوف نبدأ فى عملية النشر.
يرى البعض أن مشروع التفرغ إهدار للمال العام.. كيف ترد على هذا؟
مشروع منح التفرغ ليس إهدارا للمال العام، فالأصل فى المشروع هو تشجيع المواهب على الإبداع، وبالتالى، من هنا تأتى أهمية المشروع فى تشجيع المواهب وكسبها خاصة فى ظل الظروف الراهنة التى تعيشها مصر فى حربها ضد الإرهاب.
هناك مجالات تم حجبها فى جوائز الدولة هذا العام، وكان من المستحيل أن يتم حجبها، مثل المسرح الشعرى، وغيرها ما يقرب من 9 مجالات، والسؤال أين هم المبدعون؟ وبالتالى جاء دور منح التفرغ لمراعاة هذا، ومن هنا زاد عدد المتقدمين للحصول على منح التفرغ، ففى العام الماضى كان عدد المستفيدين 210 فى كافة المجالات، أما هذا العام 2018 / 2019 أصبح عدد المستفيدين 363 فى كل المجالات الأدب والعلوم الاجتماعية والفن التشكيلى.
وكيف قمتم بذلك؟
أكثر المتقدمين لمنح التفرغ هم فى مجالات الرواية والقصة والشعر، ولهذا طلبنا من المتقدمين إبلاغ أصدقائهم أصحاب المواهب فى الشعر المسرحى وأدب الأطفال بالتقدم، ومن هنا زاد العدد، وبناء على ما تقدم، قامت اللجان بالفحص، وكانت هذه النتيجة، ففى مجال الأدب تقدم ما يقرب من 200 وفى الفن التشكيلى تقدم 400.
وما هى معايير قبول طلبات الحصول على منح التفرغ؟
هناك لجان متخصصة فى الأدب والدراسات والفن التشكيلى تقوم بفحص ما يتم التقديم به، وتقدم هذه اللجان ثلاثة تقارير عن كل عمل، وبناء على ذلك، يتم الأخذ بالدرجة المتوسطة من مجموع نتيجة التقارير الثلاثة، وفيما بعد يتم تحديد اللائحة المخصصة التى يحصل من خلالها على قيمة المنحة شهريا، وهى نسبة متوسط تقدر بـ65% فما فوق، وذلك بحسب ما ترى اللجنة العليا، وهى التى تحدد الشريحة التى يندرج تحتها المستفيد.
وما هو حجم الميزانية المخصصة لمنح التفرغ؟
هذه النسبة متغيرة وفقا للعام المالى، ويتم تخصصيها وفقا للنسبة المستفيدة منها، وتخصصها وزارة المالية، فهذا العام كما ذكرنا 363 مستفيدا.
بالنسبة إلى العام الماضى.. ما هو حجم مشروعات منح التفرغ التى تم الانتهاء منها؟
هذا الأمر لا يقاس بهذه الآلية، ففى كل عام تنظر لجان منح التفرغ فى المشروعات المقدمة إليها، والتى حصلت على المنح لمدة عام، وبما أن هناك منح تستمر لمدة أربع سنوات، فإن اللجنة تنظر فى المشروعات أو الأعمال المقدمة إليها لتقرر حينها إذا كان المستفيد من المنح يستحق الاستمرار فى المنحة أو لا.
وبالتالى فإن الأمر يعتمد على جدية المبدع المتقدم للحصول على المنح، فإذا قدم ما يثبت جدية مشروعه، ورأت اللجنة أنه يستحق، حصل على الموافقة فى الاستمرارية، وإذا كان العكس، توقف المنحة.
ألا ترى أن هذه الآلية قد تكون سببا فى إهدار المال العام وأننا بحاجة إلى آلية تمكنا من ضبطها أكثر؟
كما قلنا من قبل، إن الأساس فى منح التفرغ هو التشجيع على الإبداع، ولأننا لا نسعى للدخول فى نوايا المبدع المستفيد ولا نحاسب عليها، إذا ما كان جادا أم لا، أم باحثا عن منح تستمر لمدة أربع سنوات، ناهيك عن أن قيمة المنح المادية "هزيلة" فى ظل الظروف الاقتصادية التى نمر بها، ولهذا أيضًا قررنا لأول مرة أن تكون هناك عملية ضبط، تتمثل فى المتابعة الربع سنوية، بمعنى أن المستفيد ملزم بداية من العام المالى 2018 / 2019 بعرض جزء من مشروعه الذى حصل على منحة التفرغ بناء عليه بعد مرور 3 أشهر للنظر فى أحقيته إذا ما كان يستحق الاستمرار فى الحصول عليها أم لا.
وما هى أعلى قيمة يحصل عليها المستفيد من منح التفرغ؟
أعلى قيمة قبل الخصم 2400 جنيه شهريا، وبعد الخصم تصل إلى ما يزيد عن ألفين جنيه، ناهيك عن الغالية التى تحصل بعد الخصم على 1600 جنيه.
وهل هناك نية لزيادة هذه القيمة؟
هناك رؤية من الدكتور سعيد المصرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بزيادة هذه القيمة، بشرط تقليل نسبة المستفيدين من منح التفرغ، ولمن يقدم عملا يرقى للحصول على منحة التفرغ.
وهل تم الانتهاء من هذا المشروع؟
المشروع الخاص بتقليل عدد المستفيدين لرفع القيمة المادية ما زال فى طور الإعداد، أما المشروع الخاص بالعمل المستفيد من المنحة تم تقديمه إلى مكتب الوزير.
بشكل عام.. منذ أن توليت منصبك هل ترى ثمة مآخذ على لائحة عمل منح التفرغ الحالية؟
هناك جانبان فى منح التفرغ، الأول هو التفرغ العام، وهو ما نتحدث عنه منذ البداية، والتفرغ الموجه، وهو تقديم فكرة مشروع كامل، وتتم محاسبته عليها ماديا وتطبيقيا، فمثلا، فى هذا الإطار يمكن تقديم فكرة مشروع رواية عن الإرهاب الذى نعانى منه، أو لنقل مشروع فكرى، خلال السنة المالية، وبعد تسليمه للمشروع، يحصل على المبلغ المالى للمنحة كاملا، وللأسف هذا الجانب لا يدور، ومن هنا نجزم بأن التفرغ الموجه لا تشوبه أى شبهة لإهدار المال العام.
بما أنك ما زلت فى بداية فترة عملك فى منح التفرغ.. هل لديك أهداف معينة تسعى لتحقيقها؟
بالتأكيد، أولا هو نشر مشاريع التفرغ المميزة فى المجال الأدبى من خلال الإدارة المركزية باسم التفرغ، فالسلسلة موجودة بالفعل، ولكنها غير مفعلة، ومنذ الثورة لم يصدر 10 كتب على الأقل، على الرغم من انتهاء الكثير من المشاريع، ويقوم أصحابها بنشرها فى أماكن أخرى، فما يحدث هو أن المبدع يحصل على منحة التفرغ من وزارة الثقافة، ويذهب لمكان آخر لنشر عمله، وللعلم أنا لست ضد هذا، لأن الهدف الأساسى من المنحة هو التشجيع، والقيمة المالية قليلة، والقانون لا يلزمه بذلك أيضًا، وليس لدينا جهة نشر لنشرها، فمنذ الستينيات لم ينشر عمل واحد يتبع الإدارة المركزية، ولكن ما كان يصدر فى سلسلة مواهب التفرغ يتبع الشعب واللجان الثقافية، ولست من يطالبها بنشر الأعمال، بل هى جهود خاصة من المبدعين الراغبين فى نشر أعمالهم فى هذه السلسلة.
ولكن هناك جهات مخصصة للنشر تابعة للوزارة لماذا لا تذهب إليها؟
لأننا بحاجة إلى مخصص مالى فى هذه الحالة، وبالفعل ذهبنا إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وبحثنا فى هذا الأمر شفويا، وتوصلنا إلى قيمة مالية مخصصة للمشروع تقرب من نصف مليون جنيه، وحتى الآن ما زلت فى انتظار القرار.
ما هو الجديد بالنسبة للحاصلين على منح التفرغ هذا العام؟
العام الماضى كان عدد المستفيدين 210 فى مختلف المجالات، وهذا العام أصبح عبد المستفيدين 363 مستفيدا، ولأول مرة أضفنا فن الخط العربى ضمن مجالات منح التفرغ فى الفن التشكيلى، وتقدم إلينا 12 طلبا حصل منهم 8 مستفيدين على منح التفرغ، والخط العربى هنا، سيقدم لنا كلوحة، وأيضًا هناك فرع مخصص للدراسة الفنية حول الخط العربى، وسوف تنشر فى كتاب.
وهل لديكم رؤية للاستفادة من لوحات الخط العربى؟
نعم، فنحن أمام حدث عالمى، وهو العاصمة الإدارية الجديدة، ومن هنا طرحنا على أنفسنا السؤال، لماذا لا نستغل هذه الأعمال فى تجميل العاصمة الإدارية، ولا نتركها فى المخازن، ومن هنا نسعى إلى تزين الميادين والمؤسسات والشركات بهذه اللوحات التى تعد ضمن مقتنيات وزارة الثقافة.