المشاركون فوجئوا بما رأوه فى مصر.. وسألوا الرئيس: "محتاج مننا أيه لما نرجع بلدنا"؟
قداسة البابا تواضروس كشف عن جوانب شخصية وقال إن أكثر أكلة يكرهها "الموخية"
الكنيسة مولت المؤتمر باشتراكات الشباب وبعض الرعاة قدموا مساعدات عينية
وزارة الهجرة ذللت العقبات أمام المشاركين وتولت التواصل مع كافة أجهزة الدولة
فى الطريق المؤدى لدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، تزاحمت الأكمنة الأمنية فإذا عبرت أحدهم ستفاجئ بالثانى، فى الوقت الذى كان فيه مركز لوجوس بالمقر الباباوى الملاصق للدير يستعد لحفل ختام ملتقى الشباب العالمى فى نسخته الأولى، والذى انطلق قبل أسبوع من اليوم، بمشاركة 200 شاب وفتاة يمثلون 6 قارات تتواجد فيها الكنيسة القبطية حول العالم، بالإضافة إلى شباب مصريين.
عن المؤتمر الذى حظى باهتمام البابا تواضروس شخصيًا، تحدث أنطوان داوود منسق مساعد الملتقى، بعدما حالت الإجراءات الأمنية دون وصولنا إلى داخل الدير، يقول انطوان أن الفكرة بدأت منذ ما يقرب من ستة سنوات أى بعد تولى البابا تواضروس الثانى كرسى البطريرك، وبدأنا العمل عليها من شهر نوفمبر الماضى
ففى نوفمبر بدأ تشكيل لجان الإعداد والتحضير، حيث رأى البابا أن الكنيسة اتسعت بشكل غير مسبوق وصار لديها ما يقرب من 30 إيبراشية خارج مصر فى حوالى 62 دولة حول العالم، ومن ثم بات التواصل مع الشباب القبطى فى الخارج ضرورة ملحة.
ينقل منسق المؤتمر عن البابا تواضروس قوله أن هذا العام تحتفل الكنيسة بنصف قرن على تأسيس إيبراشيات المهجر و100 سنة على تأسيس مدارس الأحد و100 سنة على ظهور العذراء بكنيسة الزيتون، مضيفا: "فرأينا أن يأتى شباب المهجر للاحتفال معا، واشترطنا على الحاضرين أن يكونوا من أبناء الجيل الثانى فى المهجر فلم نشرك من هاجر حديثا إلى هناك، ونوعية المشاركين كانت مميزة جدا ومن بينهم من لم يزر مصر مسبقا، ورأوا مصر الجميلة بدلا ما يسمعونه فى وسائل الإعلام الأجنبية، والكثير منهم اتصل بأهله وأبلغهم رغبته فى زيارة مصر مرة أخرى".
وأشار أنطوان، إلى أن الكنيسة عمدت إلى اختيار المشاركين عبر اللجنة المنظمة بعدما وضعت بعض الشروط من بينها وأن يكون عمر المشارك ما بين الـ 22 وحتى 28 عامًا، وأن يجيد العربية أو يحسن التواصل بها على الأقل، أو اللغة الإنجليزية كحل بديل، حيث رشحت الإيبراشيات القديمة فى المهجر ستة مشاركين نصفهم بنات ونصفهم ذكور، أما الإيبراشيات حديثة النشأة فرشحت شابين للمشاركة، بينما رشحت الإيبراشيات التى تأسست ما بين هذا وذلك 4 شباب وبنات.
توزع برنامج ما بين الروحى والدينى والسياحى والثقافى، وأكد أنطوان، على أن الجزء السياحى شهدت زيارة الأهرامات ومتحف مجوهرات الإسكندرية وفى الجزء الثقافى: "حضرنا حفلا بالأوبرا للفنانة نسمة عبد العزيز وزرنا مكتبة الإسكندرية"، بالإضافة لزيارات الكنائس والأديرة القبطية، مضيفا: "وحاولنا أن نطلعهم على صورة مصر الحضارية، فلم يكن المقصود من المؤتمر البقاء فى الدير على طريقة الخلوات الروحية بل قصدنا "العودة للجذور" هو شعار المؤتمر، والكنيسة هى جذور الأقباط المهاجرين ولأن الكنيسة جزء من مصر، وتاريخها يتداخل مع التاريخ المصرى ولا ينفصلان عن بعضهما، عملنا على أن يتعرف الشباب المهاجرين على تاريخ مصر وتاريخ الكنيسة معا".
فيما كانت بعض أجزاء من البرنامج تعقد داخل الدير فى قاعات المحاضرات، من بينها محور قصص النجاح، الذى انقسم لجزئين قصص نجاح الرجال وقصص أخرى للنساء، رأى البابا ضرورة الإشارة لدور المرأة الناجحة من بينهم "ماما ماجى" رائدة التعليم، والأم "انسطاسيا" الراهبة بدير أبو سيفين، وهى أول راهبة تحصل على درجة الدكتوراة فقد استطاعت إلى جانب صلواتها وطقوسها الرهبانية أن تذاكر وتبحث لتحصل على درجة الدكتوراة فى تاريخ الآباء السواح، واستغرقت الرسالة منها خمس سنوات، وقد كانت متحدثة جيدة ألهمت الشباب الحاضرين وحدثتهم عن أهمية الوقت.
أما بالنسبة للقاء وفد من المشاركين بالرئيس السيسى، قال انطوان: "الرئيس السيسى على علم ومتابعة بكافة فعاليات المؤتمر وقد سخر جهود الحكومة لمساعدتنا سواء وزارة الهجرة أو الآثار أو السياحة، وأراد مقابلة الشباب فاخترنا له شابا وشابة من كل قارة، واخترنا كاهنا من استراليا واسقف من أوروبا، وانطباعهم كان مبهرا، وشعروا أن الرئيس قائد للمرحلة القادمة ويقدر الشعب المصرى كله ولديه رؤية مستقبلية، ولقد حدث الشباب عن رؤيته الاقتصادية لمستقبل مصر، والشباب سألوه بشكل مباشر نقدم ايه لمصر لما نرجع بلدنا؟، قال الرئيس : احكوا لهم عما شاهدتوه فى مصر".
وأشاد أنطوان بدور وزارة الهجرة فى تنظيم المؤتمر يقول: "سهلت لنا العقبات وتواصلت مع كافة جهات الدولة لتسهيل التصاريح والتنقلات والتأشيرات والاستقبال فى المطار والاستعدادات الأمنية وسخرت الوزارة نفسها لتذليل العقبات والمشاكل".
أما بالنسبة لتمويل المؤتمر فقد تم تمويله من خلال اشتراكات الشباب المشاركين، والجزء الأخر دعم من الكنيسة وبعض الشركات قدمت رعاية مثل الشركة التى قدمت مياه معدنية وأخرى قدمت تيشيرتات، ووضعنا لوحة باسم هؤلاء الرعاة.
وأكد منسق ملتقى الشباب العالمى، على أن هذا الحدث يختلف عن مؤتمر شباب أوروبا الذى يعقد حاليا فى اليونان، وقال إن مؤتمر أوروبا ينظم منذ سنوات، ولكن ككنيسة جامعة كان لابد أن يكون لها مؤتمر واحد للشباب من كل أنحاء العالم يجمع شباب المهاجرين من كل القارات مثل أوروبا وأمريكا واستراليا وآسيا وأفريقيا، وجود مؤتمر شباب أوروبا أو شباب أمريكا مع ملتقى شباب الكنيسة العالمى يعكس فكرة التنوع فى الخدمة، فإذا كان مؤتمر شباب أوروبا أو شباب أمريكا معنى بمشاكل الشباب فى تلك القارات فإن ملتقى الشباب العالمى يعتنى بقضايا الشباب بشكل أهم وأوسع
وعن تزامن المؤتمرين معا فى الوقت نفسه، قال أنطون: "لم نراع تزامن المؤتمرين معا، لأننا استهدفنا شباب آخرين، إيبراشية مثل إيطاليا يمكن أن يخرج منها شاب ليحضر مؤتمر شباب أوروبا باليونان، والأخر يأتى لحضور الملتقى هنا فى مصر، وهو ما ضمن لنا عدم تكرار الشباب".
ونفى أنطوان، غياب أسقفية الشباب عن تنظيم المؤتمر رغم أن الأنبا موسى أسقف الشباب نفسه لم يكن حاضرا أيا من الفعاليات فقال أن أسقفية الشباب شاركت معنا فى التنظيم بشكل مباشر وغير مباشر، فمن ضمن أعضاء اللجنة المنظمة القس داوود وديع وهو كاهن فى أسقفية الشباب، والكثير من المنظمين يخدمون بأسقفية الشباب مضيفا: "لكن الملتقى منذ اللحظة الأولى يخضع لإشراف قداسة البابا تواضروس، والبابا هيئة فى حد ذاته وهو من يحدد من يساعده وما هى احتياجاته وحسب إمكاناتهم، فضم خدام من أسقفية الشباب وآخرين لهم علاقة بالتنظيم واللوجستيات وهكذا، كانت اللجنة المنظمة تراعى تلبية كافة احتياجات المؤتمر".
أضاف منسق المؤتمر: "قداسة البابا تواضروس يحلم أن يعقد المؤتمر كل عامين، ولكننا سنعمل على قياس وتقييم نتائج المؤتمر بشكل احترافى، وقد يستغرق شهرين أو أكثر، وبناء عليه سنقرر هل يعقد كل عام أو عامين أو ثلاثة.
يروى أنطوان تفاصيل اللقاء الذى جمع البابا بالشباب وامتد لأكثر من أربعة ساعات، ولقاء مع قداسة البابا تواضروس كان بدايته الأربعاء الماضى حيث سأل الشباب البابا وهو أجاب، وكانت غالبيتها عن شخصية البابا الإنسان، سألوه عن أكلته المفضلة وأكثر مادة أحبها فى المدرسة وغيرها، كان الشباب متشوقا للتعرف على شخصية البابا نفسه وليس منصبه أو خدمته، وقال قداسة البابا لهم إن أكثر أكلة لا يحبها هى "الملوخية".
أما عن فلسفة حفل الختام الذى انتهى مساء أمس، قال أنطوان: "رأينا أن تختلف عن حفل الافتتاح، فقد كانت حفل الافتتاح أقرب للروح المصرية، تضم أوبريت مصرى وكورال شهير هو كورال قلب داوود، أما الختام قررنا أن تكون الحفلة للشباب أنفسهم، يشاركون فيها، يقدمون عروضًا بعد أن قضوا معنا أسبوعا هنا".