تجددت أزمة رهبان الدير المنحوت بمحافظة الفيوم، الذين يتعدون على مساحة 10 آلاف فدان من أراضى الدولة بمحمية وادى الريان، وأنشأوا سورا حول هذه المساحة، يعيق تنفيذ الطريق الإقليمى، المقرر أن يربط بين الفيوم والواحات، وكانت الأزمة أوشكت على الحل، بعدما عقد اتفاق بينهم، وبين المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الاستراتيجية والقومية، والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، تضمن ترك مساحة للرهبان تصل إلى 3 آلاف فدان، وأن تسترد الدولة الـ 7 آلاف فدان الآخرين، ويتم تنفيذ الطريق، وبالفعل توجه المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، مساء أول أمس إلى الدير، واستقبله عدد من الرهبان، وتم البدء فى تنفيذ هدم السور، إلا أن الانقسامات بين الرهبان حالت دون إتمام عملية التنفيذ، واعترض عدد من الرهبان على إتمام هدم السور وانسحب المحافظ.
وتقدم صباح اليوم، مهندسو المقاولون العرب العاملون بمشروع تنفيذ الطريق الإقليمى، الذى يربط بين محافظة الفيوم والواحات، ببلاغ إلى مركز شرطة يوسف الصديق، يتهمون فيه رهبان الدير المنحوت بإشعال النيران فى آلة تابعة للشركة، كانت تقف بجوار سور الدير، وتفحيمها، احتجاجا على هدم جزء من سور الدير أول أمس لمرور الطريق.
كان اللواء ناصر العبد مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز يوسف بتقدم مهندسى شركة المقاولين العرب المسؤلين عن تنفيذ الطريق الإقليمى الذى يربط بين محافظة الفيوم والواحات ببلاغ يتهمون فيه الأنبا بولس مسئول الدير، وعدد من الرهبان بحرق معدة تابعة للشركة كانت تقف بجوار سور الدير، احتجاجا على هدم جزء من السور أول أمس، لاستكمال أعمال الطريق، المقرر أن يمر من سور الدير الذى أقامه الرهبان على مساحة تعديات على أراضى الدولة، تبلغ 10 آلاف فدان، وتم تحرير محضر بالواقعة، قيد برقم 2779 لسنة 2016 جنح مركز شرطة يوسف الصديق، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.
من جانبه، قال الراهب مارتيروس الريانى المتحدث باسم الدير المنحوت، ومسؤل ملف التفاوض على مرور الطريق الإقليمى بالدير، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، إنه هو المفوض الوحيد المسئول عن هذا الملف بالدير، ومعه الأب بضابا، بتفويض من الأنبا اليشع المكارى، مسؤل الدير، الذى يعالج حاليا فى ألمانيا.
وأشار الراهب مارتيروس، إلى أنهم يتواصلون مع المسؤلين فى الدولة منذ أكثر من عام، بخصوص الاتفاق على مرور الطريق الإقليمى من وسط الدير، ولم يتم التوصل إلى أى اتفاق، حتى حضر المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية لشئون المشروعات القومية والاستراتيجية، وزار الرهبان فى الدير وتعرف على وضع الدير، وعرض علينا حلا للأزمة أرضى جميع الرهبان، وتضمن الحل، أن يمر الطريق الإقليمى للواحات من وسط سور الدير، ولكن دون الإضرار بأى منشآت تابعة للدير، والرهبان، وأن يحتفظ رهبان الدير بالعيون الطبيعية والآماكن الأثرية، والمزارع التى أنشأها الرهبان، داخل الدير، وأن يتم بناء سور لتأمين الرهبان حول أماكن إقامتهم، على مساحة 3 آلاف فدان، على نفقة الدولة.
وأكد الراهب مارتيروس لـ "انفراد"، أن الجميع وافق على هذا، وتم التواصل مع محافظ الفيوم، واتفقنا على بدء التنفيذ، إلا أن أحد الرهبان، ويدعى بولس الريانى، وبصحبته 20 طالب رهبنة، وليسوا رهبانا، يعترضون على الاتفاقية، وتسبب ذلك فى وقف الهدم بعد زيارة المحافظ لنا، وبدء التنفيذ، كما أنهم قاموا فى اليوم الثانى بإشعال النيران فى معدة تابعة للشركة، وتفحيمها، واليوم يقومون بإعادة إنشاء الجزء الذى تم هدمه من السور.
وأشار الراهب مارتيروس إلى أنه، سيتم التواصل مع القيادات الأمنية بمحافظة الفيوم، وتقديم مذكرة ضد الراهب بولس، و20 طالب رهبنة آخرين، للتعامل معهم وإبعادهم عن الدير، ومنعهم من الوقوف فى وجه المهندسين المسئولين عن تنفيذ الطريق الإقليمى للواحات.
وقال الراهب مارتيروس: أؤكد أننى ومن معى من رهبان الدير، سننفذ اتفاقنا مع المهندس إبراهيم محلب والمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، رغم أنف الجميع، وسنعمل بأيدينا مع المهندسين والعمال، لحين استكمال الطريق.
من جانبه، قال المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم فى تصريحات صحفية ، أن زيارته للدير المنحوت أول أمس، وإزالة جزء من سور الدير، جاءت بعد اتفاقية مع الرهبان على الإزالة، ولم يذكر المحافظ أى خلافات وقعت بينه وبين الرهبان.
وكان المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، اصطحب قوة وتوجه الاثنين الماضى، إلى دير الأنبا مكاريوس بمحمية وادى الريان، لتنفيذ اتفاق عقد مؤخرا مع رهبان الدير، لهدم جزء من السور المحيط بالدير، الذى يشمل تعديات على 10 آلاف فدان من أراضى المحمية، وذلك لتنفيذ الطريق المؤدى إلى الواحات، وعقب توجه المحافظ استقبله عدد من مسئولى الدير، وبدأت عملية إزالة السور، إلا أن مندوبى الشركة المتواجدين، أكدوا أن هذا الجزء ليس المتفق عليه، فتوقفت عملية الإزالة، واصطحب الرهبان المحافظ إلى غرفة داخل الدير للاطلاع على خريطة تنفيذ الطريق، وفجأة، اعترض عدد من الرهبان على التنفيذ، فقرر المحافظ الانسحاب، وعدم استكمال الاتفاق، خاصة أنهم تراجعوا عن اتفاقهم.