"ما ليش حد غير ربنا، ووليد كان بهون عليا كل الحاجات الوحشة اللى شوفتها، وهو اللى طلعت به من الدنيا، كان نفسى أكبره وأعلمه، ودلوقتى واقفة فى النيابة العامة، عشان أنهى إجراءات تشريحه، ومش عارفة هدفنه فين، بعد ما أبوه ما ضربه علقة موت، وهرب من إمبارح".. بهذه الكلمات تحدثت "فاطمة أسامة" 27 عاما، أمام مكتب محقق النيابة العامة بمدينة بلبيس، كى تدلى بأقوالها فى المحضر الذى تقدمت به، تتهم فيه زوجها النقاش، بقتل طفلهما ضربا.
انفراد يلتقى أم الطفل
"انفراد" التقى الزوجة ، أثناء انتظارها بالنيابة العامة، لسماع أقوالها فى المحضر، وهى فى حالة صعبة، ولبكائها المتواصل على طفلها الوحيد، حاولنا تهدئتها، والتحدث معها، قالت: أنا أعمل بائعة مناديل ومتزوجة منذ 5 سنوات، وانفصلت عن زوجى لمدة سنة ونصف، ثم عدت له مرة ثانية، وهو يعمل نقاش ومن محافظة حلوان، وعندما انفصلت عنه جئت للعيش بمدينة بلبيس، وكنت أقضى نهارى فى بيع المناديل كى أوفر مصاريف الإيجار، ومصاريفى أنا والطفل.
وتضيف والدة المجنى عليه: زوجى كان دائم التعدى على طفلنا بالضرب، وسبق أن ضربه وأحرقه فى أماكن حساسة بجسده، وحررت ضده المحضر رقم 3045 إدارى مركز بلبيس، منذ 3 أشهر، ثم عاد وانتظم معى، وبالأمس تركت له الطفل، ونزلت كى أبيع المناديل، وعندما عدت للمنزل، قال، أنا ضربت "وليد" لأنه تبول على نفسه أثناء النوم، ودخلت جرى أقلب فى الطفل، وجدته لم يرد، وبه كدمات، وآثار ضرب، فحملته وتوجهت به مسرعة إلى مستشفى بلبيس العام، وجاء أحد الأطباء لتوقيع الكشف عليه، وقال لى "ابنك مات"، وأضافت: أنا مش عارفة أعمل إيه، وماليش حد فى الدنيا، ونفسى أدفن ابنى وأحصل على على شهادة الوفاة، أولا، ثم القصاص من أبيه بالقانون.
بداية الواقعة
البداية كانت بتلقى اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، يفيد بلاغا من "فاطمة أسامة" 27 عاما، ربة منزل، ومقيمة بمركز بلبيس، تتهم زوجها "هشام م ع" 38 عاما، نقاش، ومقيم بحلوان، بقتل طفلهما "وليد " 3 سنوات، بعد ضربه، لقيام الطفل بالتبول على نفسه، أثناء نومه، ولاذ الأب بالفرار، بعد علمه بوفاة الطفل، متأثرا بإصابته بكدمات شديدة بالجسم،، وتم التحفظ على جثة الطفل بمشرحة المستشفى العام لمعاينتها من قبل النيابة العامة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2961 إدارى مركز بلبيس لسنة 2106 .
معاينة جثة الطفل
وأمر المستشار أمير إلهامى نوار رئيس نيابة بلبيس العامة، بإشراف المستشار أحمد الفقى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، بفتح تحقيق فى المحضر، بانتقال أحمد يحيى وكيل النائب العام، لمشرحة بلبيس لمعاينة جثمان الطفل، وانتداب الطب الشرعى لتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، وتبين من المعاينة أن الطفل به إصابات بالجسم قديمة وحديثة".