فى عام 2015 أثارت عدد من الشخصيات جدلا واسعا بتصرفاتهم، واستحوذوا على جانب كبير من اهتمامات المصريين، ما بين السخرية فى أوقات، والهجوم والنقد أحيانا، لذا رصدت "انفراد" أربعة أسماء شغلت تفكير الشعب المصرى.
الشخصيات الأربعة هم الإعلامى توفيق عكاشة الذى أطلق على نفسه مفجر ثورة يونيو، ونجح فى الحصول على أعلى الأصوات فى البرلمان. وكذلك الإعلامية ريهام سعيد وما تعرضت له من هجوم شديد عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، والمنتج السينمائى محمد السبكى واستمراره فى إثارة الجدل بأفلامه وتصريحاته، وأخيرا وجوده ضيف شبه دائم على ساحات المحاكم طوال العام.
كما لا يمكن إغفال الراقصة سما المصرى، والتى أعلنت ترشحه فى الماراثون الانتخابى، لكن تم استبعادها فى وقت لاحق.
ريهام سعيد
ريهام سعيد، أحد أهم الأسماء التى لها بصمات واسعة فى 2015، الإعلامية التى دائمًا ما يقترن ظهورها بجدل كبير، إلى أن توقفت الإعلامية الشهيرة عن الظهور بأمر حملات النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بسبب الأزمة المعروفة بـ«فتاة المول»، وتعود كواليس الأمور إلى استضافة ريهام سعيد فى برنامجها «صبايا الخير» للفتاة التى تعرّضت للضرب على يد شاب فى أحد المراكز التجارية، إلا أن ما روته الفتاة لم يقنع ريهام، وهاجمتها مشككة فى سلوكياتها بنشرها صورًا شخصية لها خلال الحلقة، فثار الجميع ضدها، وطالبوا بوقف البرنامج ومحاسبتها ومحاكمتها على اقتحامها الحياة الشخصية للفتاة، ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى حملة تطالب رعاة البرنامج بوقف التعامل معه، على خلفية ما فعلته الإعلامية الشهيرة. وقررت قناة «النهار» إلغاء الحلقة المقررة بين الإعلامى خالد صلاح والإعلامية ريهام سعيد، وتعليق برنامج «صبايا الخير»، وفتح تحقيق بسبب الحلقة، إضافة إلى أنها حذفت الفيديوهات الخاصة بالحلقة، وفى المقابل أعلنت ريهام سعيد فى ذلك الوقت استقالتها من القناة على صفحتها «فيس بوك»، إلا أنها سرعان ما حذفت ما دونته، ونشرت بيان القناة بديلاً عنه.
محمد السبكى
ارتبط اسم محمد السبكى، المنتج السينمائى، بعدد من الوقائع المثيرة خلال 2015. وبعيدًا عن اتهام آل السبكى بإفساد الذوق العام وتهديد صناعة السينما، واجه الشقيق الأصغر فى العام المنقضى، اتهامات من نوع آخر، أشهرها على الإطلاق التحرش بـ«فنانة شابة». ويكمن الجدل حول شخصية محمد السبكى ليس لمحتوى أفلامه فحسب، وإنما لتصريحاته وتبريراته لأعماله، وعلى سبيل المثال تحدث المنتج السينمائى عن أعماله قائلا: «أعمالى تخاطب الطبقات الشعبية التى جئت منها، وأعرف كيف أخاطب جمهور وسط البلد، لم أضايق أحدا بأفلامى، لكن الناس أصبح لديها شعور ويقين بأن أى أغنية مذاعة أو أى فيلم هابط هو من إنتاج السبكى». وبعيدًا عن عالم الفن حل محمد السبكى ضيفًا على سراى النيابة هذا العام أكثر من مرة.. وأشهرها على الإطلاق خلال مواجهته اتهاما من قبل الممثلة الشابة نهلة زكى بتهديدها وإلقاء مواد حارقة على وجهها من أجل تشويهها، وذلك بسبب طلبها رد مستحقات مالية متأخرة بعد مشاركتها فى أحد أفلامه، واتهمته أيضًا بمحاولة التحرش بها وتهديدها بتعريض حياتها للخطر، وهو ما أنكره السبكى ووصف التهمة بالكيدية، مستشهدًا بسمعته وسمعة شركته فى إعطاء الممثلين حقوقهم المالية، لتقرر النيابة حفظ البلاغ. وحل المنتج السينمائى ضيفًا أيضا على ساحات المحاكم بعد قرار نيابة الدقى إحالته، بالإضافة إلى ابنته «رنا»، إلى المحاكمة فى البلاغ المقدم ضدهما، يتهمهما فيه بارتكاب جريمة نشر مصنف يحوى صورًا خادشة للحياء بفيلم «ريجاتا».
سما المصرى
رغم أنها راقصة استعراضية، إلا أنها أعلنت الترشح للانتخابات البرلمانية، بل تم قبول ترشحها عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر، وحصلت على رقم قيد 29، رمز السكينة بكشوف إعلان أسماء المرشحين لانتخابات مجلس النواب 2015، ما فتح الباب لانتقادات واسعة لها ولمجلس النواب المقبل.
وأقام الدكتور سمير صبرى، المحامى، دعوى باستبعاد سما المصرى بالانتخابات، لافتقادها شرط حسن السيرة والسمعة، وتم رفضها، ما دفعه لتقديم طعن أمام المحكمة الإدارية العليا على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى برفض استبعاد أوراقها.
استمر الهجوم المتبادل من الجانبين، حتى أصدرت المحكمة الإدارية العليا فى القاهرة، حكمًا نهائيًا باستبعاد أحمد عز، والراقصة سما المصرى من انتخابات مجلس النواب 2015.
علقت على حكم استبعادها من الترشح لانتخابات البرلمان المقبل، قائلة: «فى مرشحين للبرلمان لهم أفلام إباحية، وكانوا أعضاء فى الحزب الوطنى، ومع ذلك تم قبول أوراقهم».
ثم أطلقت سما الرصاصة الأخيرة فى هذا العام، حينما أعلنت عن انتخابها لقائمة حزب النور، فى الانتخابات البرلمانية، مفسرة ذلك: «حزب واضح جدًا».
توفيق عكاشة
الدكتور توفيق عكاشة من أغرب الشخصيات التى مرت على الإعلام المصرى عبر كل عصوره، فالأصل فيما يقوله مثير، على مدار العام لم تخلُ مواقف الإعلامى من الإثارة التى ازدادت حدتها بعد فوزه بأحد مقاعد البرلمان عن دائرة طلخا ونبروه، بعدما حصد أكبر عدد من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية، ما يقرب من 95 ألف صوتًا.
«عكاشة» أعلن أنه ينوى تقديم استقالته من مجلس النواب والسفر خارج البلاد، وذلك لضمان عدم إلقاء أجهزة الأمن القبض وتصفيته معنويا وجسديا، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تحاول إفساد البرلمان والتدخل فى شؤونه من خلال الاتصال بأعضائه.
النائب توفيق عكاشة سبق واتهم وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار، بالوقوف ضده فى الانتخابات البرلمانية للإطاحة به، نظرًا لانتقاده له بشأن تأمين النائب العام، وقوله إنه فشل فشلاً كلياً.
كما أعلن عكاشة، ترشحه على منصب رئاسة مجلس النواب، مؤكدًا أحقيته بتولى ذلك المنصب نظرًا لكونه مفجر ثورة 30 يونيو وعلى ثقة بوجود دعم باقى نواب البرلمان.
التناقضات فى مواقف عكاشة لا تتنهى، فالإعلان عن اعتزاله الإعلام لم يأخذه المصريون على محمل الجد بعد خروجه من السجن ولسبب بسيط أنه ليس التصريح الأول فى 2015 فقط، فبرنامج الإعلامى «مصر اليوم» على قناة الفراعين مادة دسمة لكل ما هو جديد، فشهد نوعيات كثيرة من هذه التصريحات، وكان أغربها على الإطلاق عندما وجه إهانة صريحة للشعب العراقى، ووصفهم بالحيوانات.