"البساطة والجمال والمحبة" عنوان تزينت به قرية صغيرة تابعة لمركز المنيا لا يتجاوز عدد سكانها 6 آلاف نسمة أغلبهم من المسلمين، لكن المحبة ومواجهة الإرهاب بالفكر والعمل دفعتهم إلى التفكير فى شركائهم داخل القرية من الأقباط والذين لا يتجاوز عددهم ربع السكان، فما كان من أهالى القرية المسلمين الذين رأوا أن إخوانهم بالقرية من الأقباط يعانون أشد المعاناة فى أداء شعائرهم بعد إغلاق الكنيسة الوحيدة بالقرية والتى لم تنته إجراءات تراخيصها حتى الآن، حيث يذهبون للقرى المجاورة لأداء الشعائر مما يعرضهم إلى الجهد والتعب والإنفاق الكثير من المال خاصة أنها قرية فقيرة.
كانت البداية فى إنشاء مجلس عرفى يضم جميع أطياف القرية وفى أول اجتماع لهم قرروا تخصيص قطعة أرض فضاء لإخوانهم من المسيحيين لأداء الشعائر، وكانت تلك هى البداية فى إنجازات أكثر داخل القرية لترفع شعار واحد فقط "رسالة سلام من قرية الإسماعيلية إلى العالم بلا تجميل أو تزييف للواقع".
يقول ماجد سيد فايز: كنا نقابل مشاكل كثيرة أثناء ذهابنا للقرى المجاورة لأداء الشعائر، لكن منذ إقامة الكنيسة رغم بساطتها إلا أنها بمثابة صرح كبير فى أحضان المسلمين والمسيحيين.
أما أبانوب رشيد، بكالوريوس كلية تربية رياضية، يقول إن القرية فيها أمن واستقرار كبير والقرية كلها يد واحدة مفيش فرق بين مسلم ومسيحى والدليل الكنيسة التى يجاورها الجميع ويحميها الجميع، وأضاف أن الفكرة تولدت من تعاوننا معا عملنا الكنيسة لنقيم فيه الشعائر والكل ساهم فيه، ولا توجد أى مشكلات منذ عام والكنيسة مقامة داخل القرية نعيش معا فى حب واستقرار وأمان.
أما إبراهيم غنوم عمدة القرية يقول: قمنا بعمل مجلس يضم جميع أهالى القرية ومن بينهم المسيحيون، ورأينا أن المسيحيين محرومون من حق لهم فى أداء الشعائر فقررنا أن نقيم لهم كنيسة وإن كانت بسيطة، لكن رحمة بأبنائهم ونسائهم الذين كانوا يعانون ويسيرون مسافة 6 كيلو من أجل أداء الشعائر.
فتم تخصيص قطعة أرض وتسقفها بألواح من الخشب ليؤدى فيها المسيحيون شعائرهم فى أمان كامل، مضيفا أن المسيحيين هم من أطلقوا اسم الكنيسة القديمة على ذلك المكان الذى يجمعهم لأداء الشعائر، وطالب الأقباط الحكومة بضرورة سرعة الانتهاء من إجراءات ترخيص الكنيسة القديمة حتى يتمكنوا من العودة إليها وخاصة أن المكان الذى يؤدى فيه الشعائر يحتاج إلى مبالغ طائلة لبنائه.
يقول خليل عزيز رئيس الجمعية الزراعية بالقرية ما يجسد الوحدة والتكاتف بين مسلمى وأقباط القرية هو أننى رئيس الجمعية الزراعية والجميع يتعاون معى ويقدم يد العون ونعمل جميعنا يدا واحدا للقضاء وحل أى مشكلة داخل القرية.
أما سعيد ربيع أبو الحسين يقول: إن الأجهزة الأمنية بالمحافظة وفى مقدمتهم اللواء رضا طبلية مدير الأمن كان لهم دور كبير فى ذلك المشهد الرائع من الحب وذلك للجهد المبذول من أجل إقرار الأمن بالمحافظة جميعها، مؤكدا أن النواة الحقيقية للمحبة كانت منذ انطلاق المجلس العرفى بداخل القرية والذى ساهم بشكل كبير فى تشييد أكثر من مؤسسة، ليس فقط مكان إقامة الشعائر للأقباط ولكن إنشاء مقر يعمل مكتب بريد بالقرية وجمعية زراعية والقضاء على الخلافات بين الأهالى ليصبح المجلس العرفى نقطة قوية يقوى أركانها الأهالى ويعضدها أبناء القرية.
اخبار متعلقة..
شقيق أحد المختطفين بليبيا يحرر محضرا ضد سارق تاجر ليبى تسبب فى احتجاز أخيه