عائلة البابا شنودة تفتح خزائن أسرار البطريرك.. نجل شقيقه: لولا خلاف مع السادات لقتل معه فى المنصة.. ترهبن فجأة وانقطع لسنوات ورفض زيارتنا بعدما سكن مغارته بالجبل.. فخورين برفض دخوله القدس دون المسلمين

يحتفظ المهندس عماد روفائيل نجل شقيق البابا شنودة الراحل ليس فقط بلقب العائلة، إنما بجينات وملامح وجه عمه البطريرك الراحل، الذى تربى على يديه فى بيت العائلة بشبرا فى الخمسينات وشهد مرحلة رهبنته الأولى فى دير السريان حين كان صبيا فى المنزل ثم انقطعت أخبار عمه فجأة بعدما سكن مغارته بالجبل.

كل هذه الحكايات يرويها "عماد" فى منزله برفقة زوجته "اينس"، حيث كان البابا الراحل سببا فى تعارفهما وزواجهما.

يعود المهندس عماد إلى الوراء، فيروى قصة ميلاد البابا كما نقلها له والده "روفائيل" شقيق البابا الراحل، فيؤكد أن الطفل نظير جيد روفائيل ولد عام 1923 كأصغر أفراد أسرته، حيث فارقت والدته الحياة بعد ميلاده، فما كان من شقيقه الأكبر والد "عماد" إلا أن أخذ شقيقيه الأصغر شوقى الذى أصبح القس بطرس، ونظير الذى صار البابا شنودة ونقلهما إلى القاهرة، فعاشا معه وتعلما على يديه، بعد أن ترك والده العمدة الأراضى الواسعة بقرية سلام بأسيوط.

ويضيف عماد، حين قرر "روفائيل" أن يتزوج اختار من تقبل بوجود أخويه فى حياته وكأنهما طفلين من زيجة سابقة، وتربينا بالمحبة معهم فى بيتنا الكبير حتى آخر وقت.

"كان عمرى 22 سنة يوم أبلغت أن عمى صار بطريركا للكرازة المرقسية يقول عماد، اندهشت جدا لأن البابا شنودة كان له خطا مختلفا عن ذلك، كنا نعيش معا فى بيتنا بشبرا وكانت كل غرفة تؤدى إلى الأخرى، فيما عدا غرفة البابا التى كان لها بابا خارجيا على السلم، وكان وقتها يتردد على الدير ويقلق أبى فيقول لأمى "أنا خايف الواد يترهبن وميرجعش" فترد : أبلغنى نظير ألا أقلق إلا إذا ترك الكرافتة معلقة أما إذا كان يرتديها فمعنى ذلك إنه سيعود، وبالفعل فى المرة الأخيرة وجدنا كرافتته السوداء معلقة على الدولاب فعلمنا إنه ذهب للرهبنة، فزاره والدى بالدير لكنه رفض لقائه بعدما توحد، وانقطعت أخباره عنا سنوات طويلة حيث كان يعيش وحيدا فى قلايته بالدير".

ويستكمل، كان البابا شنودة يكن لوالدى احتراما خاصا حتى إنه كان يناديه الأخ روفائيل بعدما رباه وعلمه، ويوم وفاة والدى وقف سيدنا البابا أمام جسده، وقال أنا كبطريرك تركت العائلة وكل الناس عائلتى ولكن من أجل الوفاء أنحنى أمام هذا الجسد الراقد أمامى فلولاه لكنت حتى اليوم فلاحا فى أسيوط، ثم عدنا للتواصل معه بعدما صار سكرتيرا للبابا كيرلس عام 1956.

وعن قصة لقائه بزوجته "اينس" يسترجع، كانت شقيقتى قد توفت، فغرقت فى حزن كبير بعد أن هزمها السرطان، فعرض على عادل شقيقى الأكبر أن اتعرف على طبيبة تسمى "اينس" كى أتزوجها فرفضت وتعللت بحزنى، وكنت وقتها مهندسا بشركة ميشيل باخوم الذى هاجمه مرض الموت وكانت تجمعه علاقة صداقة بالبابا، فهاتفنى أخى الذى كان يجلس مصادفة مع البابا وأخبرته عن مرض المهندس ميشيل، فقرر أن يزوره فى المستشفى على الفور، رغم أن سائق البابا كان قد غادر، فأمرنى البابا أن أقود له سيارته حتى المستشفى، وفى الطريق جدد أخى سيرة "اينس" وقال للبابا إنه نصحنى بالزواج منها، فنهرنى البابا وقال "ازاى ترفضها دى بنتى أنا بناتى ميترفضوش دى بنت جميلة ومؤدبة ومتدينة" وبالفعل ذهبت والتقيتها، وهو من صلى لنا فى الخطوبة.

وتتذكر "اينس" أيام إقامته الجبرية بالدير وقت خلافه مع السادات فتقول "كانت أياما صعبة"، كنا نعيش قلقا غير عاديا عليه، ولكن الله استخدم السادات ليحافظ عليه فلم يقتل فى حادث المنصة، ويقاطعها عماد" كنا نزوره فى الدير وقتها يشعرنا بالفرح والسعادة وأن إقامته الجبرية قربته من الله فحياته كانت إنجيل معاصر، ينفذ كل كلمة فيه بحذافيرها.

ويقول عماد، "أشعر بالفخر والشرف من موقفه تجاه زيارة القدس، ولن أكسر كلام سيدنا أبدا مستحيل أدخلها إلا مع إخوتى المسلمين.

و يسرد الموقف الوطنى للبابا شنودة الذى رفض التطبيع فمنع الأقباط زيارة القدس، وتؤكد اينس زوجته "كان بيحمينا من المتطرفين وبيحافظ على وطنيتنا"، ولدينا فى مصر أماكن مباركة كثيرة بديلة عن القدس، ولن نكسر كلام البابا أبدا "مش هنعتبها".

وعن صفات البابا الراحل يوضح عماد، إنه لم يرد سائلا يوما، ولم يحرج متحدثا أو يقاطعه، كان يجلس معنا كل أسبوع فى لجنة البر ويغدق على الفقراء بعد أن يتحقق من حاجتهم للمال فعلا، حيث كان يكلفنا بالكثير من الأعمال الشاقة فى المقاولات بالكنائس وغيرها.

وتقول زوجته اينس، "عمرك يا سيدنا البابا كلمتك ما نزلت الأرض أبدا، فكان لديه قدرة على التنبؤ بما سيجرى".

وبدموع وألم، يروى عماد الأيام الأخيرة فى حياة البابا، حيث حضر معه آخر اجتماع للجنة البر التى كانت تعقد كل خميس بالكاتدرائية لمساعدة الفقراء، ولم يستطع البابا وقتها أن يستكمل الاجتماع وسلمها للأنبا مكسيموس وكأنه يسلم أمانته، وفى عز مرضه "لم نشعر أبدا إنه مريض وهى قوة ربنا مش حاجة تانى، كان البابا شخصية فريدة، فلقد كان مرهفا إلى حد البكاء وقويا إلى درجة الصلابة".






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;