كشف القمص برسوم حنين، راعى كنيسة العذراء مارجرجس الحمرا بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، عن تفاصيل خاصة فى حياة الراحل الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار" القديس مقاريوس" بوادى النطرون بمحافظة الغربية.
بداية الدخول للرهبنة
وأكد القمص برسوم حنين، على أنه جاء للخدمة بمدينة طنطا منذ عام 1972 وكان وقتها الأنبا أبيفانيوس يدرس بكلية الطب وتربى وشب بكنيسة العذراء مارجرجس الحمرا، مضيفًا أنه كان شابا ممتازا مميزا وخادم أمين ويتمتع بخلق طيب ويسأل على تلاميذه، وتخرج من كلية الطب وتخصص فى المسالك البولية، وعمل طبيبًا لمدة 6 أشهر بمحافظة سوهاج.
وأضاف راعى كنيسة العذراء مارجرجس الحمرا بمدينة طنطا، أنه ترك العالم الدنيوى وقرر أن يترهبن ويترك ملذات الدنيا ومتاعها، موضحا أنه ليلة سفره قابله فى شارع بطرس، وسأله إلى أين يذهب؟ فأجابه أنه سيترهبن بدير أبو مقار بوادى النطرون، مضيفًا أنه سأله عن سبب اختياره هذا الدير فأجاب أنه معزول عن باقى الأديرة.
وأوضح القمص برسوم، أن البابا شنودة الراحل سأل رئيس دير أبو مقار عن سبب عدم اختياره رهبان من الدير ليكونوا أساقفة فأجبه بأنه لا يعرفهم ولا يعرف إمكانياتهم، مؤكدًا أن الأنبا أبيفانيوس اختار هذا الدير حتى لا يكون فى يوما من الأيام أسقفا، وتمر الأيام ويصبح أسقفا للدير، موضحًا أن من يهرب من الكرامة تسعى له الكرامة، ومن يسعى إلى الكرامة تهرب منه الكرامة.
كيفية اختيار الأنبا أبيفانيوس أسقفا للدير
وأضاف راعى كنيسة العذراء مارجرجس الحمرا بمدينة طنطا، أن قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أرسل سكرتيره الخاص لدير أبو مقار وأعطى ورقة لكل الرهبان بها 3 أسئلة هل تريدون أن يكون لكم أسقفا أم لا؟، وأن كنتم تريدون أن يكون لكم أسقفا يكون من الدير أم من خارج الدير، ومن ترشحون، مشيرا إلى أن الأنبا أبيفانيوس حصل على أغلبية أصوات الكهنة بالدير، فقام البابا تواضروس بترسيمه أسقفا للدير.
وشدد القمص برسوم حنين، على أن الراحل عاش حياة رهبانية عنيفة، حيث خرج من بيته الذى تربى فيه لمدة 30سنة ولم يدخله لمدة 30 عاما إلى وقت انتقاله إلى السماء، وتوفى والديه ولم يحضر جنازته، وأيضا توفيت والدته وكان مبعوثًا من قبل البابا فى مؤتمر بألمانيا ولم يحضر للجنازة، وأراد الرهبان بالدير أن يشاركوا فى العزاء فطلب منهم عدم الذهاب، قائلا: "الراهب مات عن العالم وأبوه هو ديره"، موضحا أن الراهب يطلق عليه اسم الدير الذى يعيش فيه لذا فأطلق عليه "أبيفانيوس المقارى".
حياة رهبنة متشددة ومتقشفة
وكشف حنين، عن أن الراحل تربى بالكنيسة وعاش فيها ما يقرب من 30عاما وبعدها ترك عالم الدنيا واتجه إلى الرهبنة، مؤكدًا على أن الأنبا أبيفانيوس كان يعيش حياه رهبنة متشددة وتقشف وكان يكتفى بتناول وجبتين فى اليوم، وكان ينام على الأرض، ومكتبه بسيطة، مشددًا على أن الشيطان أفقد قتله عقلهم، وأنهم حاولوا قتله مرتين وتمكنوا من قتله فى المرة الأخيرة.
ولفت راعى كنيسة العذراء مارجرجس الحمرا بمدينة طنطا، إلى أن الكنيسة القبطية تأثرت بعد وفاة الأنبا أبيفانيوس، وأصدر البابا تواضروس عدة قرارات للرهبان بعدم التكالب الكهنوتية، وألا يكلم الراهب أسرته إلا مرة واحدة فى الشهر.
وكشف القمص برسوم حنين، عن أن الأنبا أبيفانيوس عزاه فى وفاة زوجته من خارج المدينة، وأيضا حضر خفية لكنيسة مارجرجس بطنطا فى خفية لتعزية الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها فى حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، وتوجه لمستشفى طوارئ طنطا للاطمئنان على مصابى الحادث، مشيرًا إلى أنه كان يخرج بصفته طبيبا لمرافقه الرهبان المرضى إلى المستشفيات، مشيرا أن الراهب لا يتزوج فى الدنيا أما باقى الكهنة فيتزوجون ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية.