لم تكن الصور التى نشرتها ديلى ميل فى تقرير لها اليوم هى بداية قصة مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة "كوكو شانيل" مع الجاسوسية، بل يعود تاريخ هذه القصة إلى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كما أكدت وثائق رسمية تم اكتشافها مؤخراً، وهى الوثائق التى أكدت شكوك الحكومة الفرنسية حول تورط أهم مصممة أزياء فى العالم فى التجسس لصالح ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك من خلال تسليم معلومات لعشيقها الذى أتضح كونه "ضابط فى المخابرات النازية" فى ذلك الوقت.
تعود تفاصيل القصة لشكوك من قبل الحكومة الفرنسية، انتهت بالقبض عليها، وتم التحقيق معها بشأن هذه التهم الموجهة إليها، وتم الإفراج عنها فى هذا الوقت لعدم وجود أدلة ثابتة وقاطعة تشير أنها قد كانت بالفعل جاسوسة لصالح ألمانيا، وأعيد فتح القضية من جديد فى عام 2014، وقت أن أنتج المؤرخ "فرانك فيراند" فيلماً وثائقياً تحت عنوان "ظل الشك"، والذى أبرز من خلاله علاقة مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة" كوكو شانيل" بأحد رجال المخابرات الألمان عبر الحرب العالمية الثانية، وكذلك أشار إلى عدد من الأدلة التى تثبت استخدامها لصالح المخابرات الألمانية وقت الحرب العالمية.
الفيلم الذى أثار ضجة واسعة وقت عرضه، تحدث فقط بشكل مبدئى عن علاقة كوكو شانيل بهذا الضابط فضلاً عن بعض المعلومات حول تحركات شانيل فى هذه الفترة وعلى رأسها زيارتها إلى مدريد لمقابلة "وستون تشرشل" رئيس الوزراء البريطانى فى هذا الوقت والحديث معه من أجل التهدئة، حيث كانت هذه جميعها ملاحظات أُخذت على المصممة الشهيرة وانضمت إلى قائمة الأدلة السابق ذكرها فى الفيلم الوثائقى.
فضلاً عن أنها فى هذه الفترة وثقت علاقتها بشكل كبير مع رجال السياسة فى فرنسا حتى تتحصل على أكبر قدر من المعلومات، وذلك بحسب ما أكده الفيلم الوثائقى "ظل الشك".
وقد أشار التقرير المنشور فى "ديلى ميل" إلى عدد من النقاط الأخرى، وكذلك استند إلى بعض الوثائق والمستندات والصور، التى تؤكد على هذه الشكوك التى أثارها فى الفيلم، ليؤكد أن كوكو شانيل لم تصنع ثورة فقط فى عالم الموضة بل كذلك فعلتها فى عالم السياسة.
أرشيف صور حديثة هى من أعادت كشف النقاب عن تورط كوكو شانيل فى الجاسوسية لصالح ألمانيا، حيث تضمن التقرير كذلك مذكرات بخط اليد تؤكد فيها شانيل مدى عشقها لضابط المخابرات النازى" جونتر فون"، كما تشير الوثائق أنها كانت تعمل باسم حركى يدعى "وستمنستر"، وأكد الباحثين أنها هذه هى الوثيقة الأولى التى تثبت تورط كوكو شانيل فى الجاسوسية لصالح ألمانيا، كذلك نشرت ديلى ميل صور تجمع بين كوكو شانيل ونستون تشرشل، التى كانت مقابلتها لها أثناء الحرب بمدريد دليل قوى ضدها.
هذه الوثائق التى نشرتها ديلى ميل اليوم، كانت ضمن مجموعة من المحفوظات والأوراق السرية التى كانت موجودة منذ سنوات طويلة فى قلعة فينسين شرق باريس، والتى لم يتم الكشف عنها سوى مؤخراً من قبل عدد من المؤرخين، كذلك تشمل الوثائق تفاصيل العمليات من قبل الجواسيس الذين عملوا كذلك لصالح ألمانيا، ولم تكن كل المحفوظات تخص كوكو شانيل وحدها.
وحصلت فرنسا على هذه الوثائق فى نهاية الحرب العالمية الثانية، من قبل عدد من الأفراد والمتعاونين مع المخابرات الألمانية، والتى سُجل بها ملاحظات ومعلومات هامة بشأن عمل كوكو شانيل وغيرها من الأسماء لصالح ألمانيا فى وقت الحرب العالمية.