حشدت الولايات المتحدة تحالفا جديدا ضد تهريب الوقود لبيونج يانج فى تصعيد جديد فى ملف كوريا الشمالية، وانضم إلى التحالف الذى تقوده أمريكا 6 دول أخرى هى "نيوزيلندا وأستراليا وكندا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية" وتعاهدت الدول الأعضاء في التحالف الجديد على إنزال سفن لها وتفتيش المحيط الهادى وقطع الطريق على أى سفينة تحاول تهريب الوقود لكوريا الشمالية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن هناك تحالفا نشأ مؤخرا بين الولايات المتحدة الأمريكية و6 دول أخرى بهدف منع تهريب الوقود إلى كوريا الشمالية، خاصة من روسيا وإيران اللاتين يخضعات لعقوبات أمريكية.
ويعتبر هذا التصعيد الأمريكى ليس فقط لمجرد ضمان تطبيق العقوبات الدولية على بيونج يانج، بل أيضا يعد ضربة تستهدف روسيا، حيث كانت واشنطن اتهمت موسكو بحذف فقرات من تقرير خاص بالمفتشين الدوليين المشرفين على تطبيق العقوبات على كوريا الشمالية.
وكانت الفقرات تتعلق بحجم استخدام كوريا الشمالية للوقود وتقول إن بيونج يانج استنفذت كميات الوقود المصرح لها باستيرادها.. وهو ما رفضته موسكو.
وقالت السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة الدولية نيكى هايلى إنّه "لا يُمكن السماح لروسيا بتعديل وعرقلة تقارير مُستقلّة للأمم المتحدة بشأن العقوبات على كوريا الشمالية لمجرّد أنه لا يُعجبها ما يقوله الخبراء".
لكن لماذا تحركت واشنطن الآن؟
هناك سببين لذلك، الأول، يتعلق بتقرير من وكالة "رويترز" كان يقول إن أسعار الوقود فى كوريا الشمالية انخفضت فى شهر يوليو رغم العقوبات، بينما تمكنت واشنطن من رصد سفن مجهولة تنقل كميات من الوقود المهرب لكوريا الشمالية، وسط مخاوف من أن تكون إيران هى المورد السرى للبترول باعتبار أنها هى الأخرى خاضعة للعقوبات الأمريكية،وبالتالى لا تريد واشنطن أن تكون دولتين معاديتين لها تتمتعان بمتنفس اقتصادى تهربان به من العقوبات.
والأكثر من هذا هناك مخاوف من أن تنجح روسيا فى العمل على مد خط البترول الذى أعلنت عنه من قبل فى كوريا الشمالية فى حال حدثت انفراجة وتم رفع العقوبات عن بيونج يانج، لأن هذا بالنسبة لواشنطن يعنى سوقا اقتصاديا جائعا ينتظر الواردات الروسية وليس الأمريكية.
والسبب الثانى، يتعلق بأهداف دبلوماسية، حيث تم الإعلان عن التحالف فى نفس اليوم الذي وصل فيه المبعوث الخاص الأمريكى الجديد لكوريا الشمالية ستيفن بيجون لكوريا الجنوبية لترتيب البيت قبل عقد القمة الكورية بين الرئيسين كيم جونج أون ومون جيه إن، الأسبوع المقبل، الأمر الذى يعنى أن واشنطن تحاول ممارسة الضغط على بيونج يانج قبل القمة للحصول منها على تنازلات فى الملف النووى.