قصة أغلب من الخيال وقعت أحداثها بمحافظة سوهاج بطلها شاب وفتاة، الشاب شاهد الفتاة للمرة الأولى فكانت نظرة ثم ابتسامة ثم لقاء بمنزل والدتها، وتقدم لخطبتها بعد أن دخل البيت من بابه كأى صعيدى شهم جدع يحترم العادات والتقاليد، اتفقا على كل شىء، قدم لها الشبكة وبعدها قرر أن يسافر ليحقق حلمه ويرتبط بها، وكانت وجهته إحدى دول الخليج، عمل ليل نهار دون أن يكل أو يمل يجمع الدرهم والدولار ويرسل كل مجهوده وتعبه إلى معشوقته، والتى ستكون أمّا لأولاده فى المستقبل، وتوالت الحوالة تلو الأخرى، إلا أن هناك شخصا آخر ارتبطت به وتزوجت منه وبنت بأموال خطيبها الأول عش الزوجية للثانى، وعندما عاد كانت الكارثة ضاعت خطيبته وضاعت تحويشة العمر.
وقائع تلك القصة تأتى على غرار أحداثفيلم العتبة الخضراء الذى أدت دور البطولة فيه الفنانة صباح أمام الفنان القدير أحمد مظهر، حيث كانا يبيعان الوهم للمواطنين بدافع النصب من ناحية ودافع الطمع من المشترى من ناحية أخرى، حيث قامت فتاة بالنصب على خطيبها بمساعدة شقيقها وزوجها واستولت على حوالات بنكية كان يرسلها لها خطيبها الأول لإتمام المنزل وإنهاء مراسم الزواج منها، وبعد سنوات الغربة عاد لكتشف الحقيقة المرة ويندب حظه، قائلا: "ضاعت فلوسك يا علاء".
الفتاة تنكر الواقعة: ما كان بيننا معاملات تجارية وليس علاقة زواج.. والمجنى عليه: مش هاتنازل عن حقى دى تحويشة العمر
ومن جانبه قال المجنى عليه فى البلاغ الذى تقدم به منذ عام ونصف: "تعرفت على فتاة وارتبطت بها وقمت بدخول البيت من بابه وتقدمت لها رسميا، واتفقنا أن أغيب فترة أعمل فيها بإحدى الدول من أجل إقامة المنزل وإتمام مراسم العرف، من أول لحظة وصلت فيها إلى العمل بتلك الدولة العربية وأنا أعمل ليل نهار، أضع الدرهم على الدرهم والريال على الريال والدولار على الدولار، وكلما جمعت مبلغا يكفى لإنجاز شىء أقوم بإرساله لها لكى تقيم ما كنا نحلم به، ومرت الشهور وتزايدت الأعباء، وعند حد معين يؤمن لنا قدرا من المعيشة الكريمة قررت الرجوع لأرتاح ولو قليلا، لكن كانت صدمتى كبيرة، الفتاة التى كنت أنتظر الارتباط بها أخدت تحويشة العمر، وليس هذا فقط بل تزوجت غيرى وبنت العش الذى كنا نحلم به له من أموالى وشقى عمرى، فما كان منى إلا أنى تقدمت ببلاغ ضدها".
وعن دفاعها عن نفسها أوضحت الفتاة: "ما كان بينا هو مجرد معاملات مالية بحتة بقصد التجارة وليس شيئا أخر، وهو ما أنكره الشاب المخدوع تماما، واتهمها وشقيقها بالنصب عليه والاستيلاء على تحويشة العمر".
ترجع الواقعة عقب تلقى اللواء هشام الشافعى بلاغا من قسم مكافحة جرائم الأموال العامة بالمديرية، برئاسة المقدم محمود حسنى الشريف رئيس قسم مكافحة جرائم الأموال العامة، يفيد بتقدم أحد الأشخاص ببلاغ للقسم أفاد فيه بتعرضه لعملية نصب من سيدة وآخرين والاستيلاء على مبلغ كبير لتجهيز شقة كانا سوف يتزوجان فيها.
وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد عبد الحميد أبو موسى مدير إدارة المباحث الجنائية، والعميد طارق يحيى رئيس مباحث المديرية، وقاده المقدم محمود حسنى الشريف رئيس قسم مكافحة جرائم الأموال العامة، حيث تبين أن مقدم البلاغ ع. ا. ح 43 سنة عامل بإحدى الدول العربية ويقيم دائرة مركز أخميم، تضرر فى بلاغه من راندا. ه.ا. م تقيم مساكن السلامونى دائرة قسم الكوثر، وشقيقها أنور. ه.ا، ويقيم المساكن الغربية بندر المراغة، وصابر. ا. م. ك عامل ويقيم أخميم، لقيامهم بالنصب عليه والاستيلاء منه على مبالغ مالية "40.000 " ريال قطرى، "26.745" دولار أمريكى قيمة حوالات بنكية قام بإرسالها للأولى لتجهيز شقة سكنية عقب وعدها لـه بالزواج منها، وتبين لـه أنها متزوجة.
تم ضبط المتهم الأول، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة وضبط باقى المتهمين، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 4054 إدارى مركز أخميم لسنة 2018، وجار العرض على النيابة العامة.=