بين الحين والآخر ينشغل العديد من المثقفين والفنانين التشكيليين بالكثير من الأسئلة الحياتية والاجتماعية والثقافية، وأكثر ما يتردد فى أذهان الفنانين التشكيليين متى ستفتتح المتاحف الفنية المغلقة؟ وماذا سيفعل قطاع الفنون التشكيليية حول أزمة إصدار مجلة الخيال أو إقامة المعرض العام الذى يعد من أهم الأحداث الفنية التى يرتب لها القطاع كل عام؟ لهذا توجه "انفراد" إلى الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ليجيب عن كل التساؤلات خاصة بعد تجديد ميزانية العام الجديد للقطاع.
ماذا سيقدم قطاع الفنون التشكيلية فى عام الثقافة المصرى الفرنسى؟
العام الثقافى المصرى الفرنسى لعام 2019 يعد على رأس أوليات وزارة الثقافة، لهذا تعقد الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، اجتماعات دورية مع جميع رؤساء قطاعات الوزارة، وذلك لنخرج ببرنامج ثقافى قوى يليق بمكانة مصر، لذلك فبرنامج قطاع الفنون التشكيلية سيكون بمثابة المفاجأة لما يتضمن من فعاليات وأنشطة ومعارض جديدة ومختلفة.
لماذا لم تصدر مجلة الخيال منذ عامين؟
فى البداية أقول إن إصدار قرار بتشكيل لجنة موحدة للنشر لقطاعات وزارة الثقافة سيحل أزمة تعثر إصدار مجلة الخيال، بعدما نقلت تبعيتها إلى قطاع الفنون التشكيلية بدلاً من الهيئة العامة لقصور الثقافة، منذ عامين، فتعثر إصدار المجلة يأتى لعدة أسباب، أولها أن المجلة دورية تصدر كل شهر أو 3 شهور وهذا ما يحدده مجلس إدارة تحرير المجلة، ولذلك ففكرة وجود مجلة فى الأسواق تلاحقه فكرة وجود لجنة مخصصة للنشر يصرف عليها من ضمن ميزانية قطاع الفنون التشكيلية، ومن هنا ظهرت الأزمة لأن القطاع ليس لديه ميزانية مخصصة للنشر، وإذا قام بالفعل بتوفير جزء من ميزانيته لإصدار دورية من دوريات المجلة، لا يستطيع أن يتعهد بإصدار جميع الدوريات كل شهر أو كل 3 شهور، لهذا ستصدر ثم تتوقف بسبب ميزانية النشر، لذا مجلة الخيال خاصة بالفنانين التشكيليين وأن إصدار قرار بنقل تبعيتها من الهيئة قصور الثقافة إلى قطاع الفنون التشكيلية صحيح، لكن كان لا بد أن تنسق المجلة مع أى قطاع من قطاعات الهيئة المسئول عن إدارة النشر، على أن يتولى القطاع مهمة الإشراف على المجلة من الناحية الفنية، كما لا بد من وجود إدارة النشر لضمان استمرارية إصدار المجلة، أو من الممكن الترحيب بوجود راعى للمجلة يقوم بصرف الجزء المتعلق بالنشر والقطاع يتولى تقديم المحتوى الفنى.
هل إقامة المعرض العام سيخلق أزمات بين الفنانين التشكيليين مثلما يحدث فى السنوات الماضية؟
لا.. وذلك لأن القطاع اتخذ قرارا بتدشين دورة المعرض العام كل عامين بدلاً من كل عام، وذلك لأن المعرض العام خلال الدوارات الماضية لم يكن بنفس القوة التى يقدمها التشكيليون، كما أن قرار إقامة المعرض كل عامين جاء لعدة أسباب أهمها، أن معظم الفنانين التشكيليين لم يقوموا بعرض أجمل أعمالهم للمشاركة فى المعرض العام باعتباره من أهم الأحداث الفنية التى ينظمها القطاع، ومن المنطق أن المعرض العام يقام كل عامين مثلما حدث فى بداياته كى يعود بنفس قوته السابقة، وذلك لأن أغلبية الفنانين لم يقدموا معارض فنية شخصية لهم كل سنة، وبالتالى فإن الأعمال التى تقدم بالمعرض العام ليست جديدة، فصالون الشباب فى الدورات الماضية أنجح فى المعرض العام، وذلك لأن صالون الشباب يعتبر ضمانًا لجدية العمل، كما أن الأعمال الفنية التى يقدمها الشباب جديدة، فالمعرض العام دائما يصدر أزمات لا حصر لها كل عام، لهذا قرر القطاع أن يكون كل عامين للحفاظ على جودة المنتج الفنى الذى يقدم، لذا موعدنا مع المعرض العام خلال عام 2019.
كم تقدر ميزانية قطاع الفنون التشكيلية، وما المتاحف التى يقبل عليها الزوار؟
ميزانية قطاع الفنون (2018 -2019) تبلغ قيمتها 92 مليون جنيه، والميزانية تغطى عمليات التطوير والإنشاء، وأيضا تشمل أجور الموظفين والبدلات وما إلى ذلك، كما أن القطاع سيعمل على استغلال الميزانية بالكامل، وسيطلب تعزيزا ماليا من وزارتى التخطيط والمالية إذا ما تطلبت عمليات تطوير المتاحف ذلك، أما بالنسبة إلى متاحف قطاع الفنون التشكيلية التى يقبل عليها الزوار، منقسمة إلى نوعين متاحف نوعية ومتاحف قومية، لهذا فميول الزائرين لزيارة المتاحف متغيرة على مدار السنة، كما أن متحف جمال عبد الناصر من أكثر المتاحف الفنية التى بها نسبة إقبال كبيرة من قبل الزائرين نظراً لكثرة المناسبات الخاصة بالزعيم وثورة يوليو وهكذا، ومتحف الفن الحديث ومتحف محمود سعيد والفنون الجميلة عليها إقبال كبير من قبل الزائرين فى فصل الصيف، وبالنسبة لمتحفى أحمد شوقى وبيت الأمة "سعد زغلول" يشهدان إقبالا كبيراً فى فصل الشتاء نظراً للأنشطة الثقافية والفنية التى تقدم، فمتحف دنشواى وأبنود يعدان من ضمن المتاحف المتخصصة لكن لديهما زوارهما أيضا.
هل لوحات قطاع الفنون التشكيلية تطلب للمشاركة فى معارض خارجية؟
نعم.. فهناك احتمالية مشاركة مجموعة من لوحات القطاع بأحد المعارض العالمية فى النمسا، وذلك على غرار معرض السريالية المصرية الذى شارك فيه القطاع فى معرض بومبيدو بفرنسا، ولذا فالنمسا طلبت المشاركة وقطاع الفنون التشكيلية يقوم بدراسة جوانب المشاركة، وحال موافقة القطاع على المشاركة سيكون هناك بروتوكول تعاون بين البلدين، وإذا تجول هذا المعرض فى أكثر من بلد، سيعمل القطاع على توقيع أكثر من بروتوكول تعاون للحفاظ وحماية اللوحات الفنية التى يملكها قطاع الفنون التشكيلية، وسبق وشارم القطاع فى معرض بومبيدو لعرض 5 لوحات للفنان راتب صدقى فى باريس خلال يناير ولمدة 3 شهور فقط، وتوقف تجول اللوحات إلى أكثر من بلد لعدم توقيع بروتوكول بين البلاد التى تجول فيها معرض السريالية المصرية، خلال قيام معرض السريالية المصرية بقصر الفنون، بدار الأوبرا، الذى جاء بتعاون وزارة الثقافة مع مؤسسة الشارقة للفنون والثقافة، أبدت مؤسسة الشارقة رغبتها فى ترميم متحف الفن الحديث الذى يقع بجوار قصر الفنون، وبالفعل طلبت مؤسسة الشارقة التصميمات الداخلية للمتحف لترميمه وتطويره، ولكن حتى وقتنا هذا لم يحدث أى شىء فى عملية التطوير.
لماذا توقفت الشارقة عن قرارها بتطوير متحف الفن الحديث بالأوبرا؟
ميزانية القطاع ستتمكن من تطوير متحف الفن الحديث بالكامل، فقطاع الفنون التشكيلية قام بتشكيل لجنة فنية برئاسة الدكتور حمدى عبد الله لمعاينة تطوير المتحف، كما أن اللجنة تضع المعايير الخاصة لتطوير المتحف وتعمل على جمع بيانات إحصائية عن المتحف بمقتنياته وحالتها، وتضع عملية التطوير شاملة لـ ثلاث أدوار متحف الفن الحديث بما يتضمن التطويرات المتعلقة بالصيانة والتجهيزات الخاصة بسيناريو العرض المتحفى كل هذه التطويرات ستحدث بميزانية القطاع.
ماذا سيقدم مجمع الفنون "قصر عائشة فهمى" بعد معرض كنوز متاحفنا 2؟
قطاع الفنون التشكيلية سيجهز لمعرض كنوز متاحفنا 3، الذى سيضم مقتنيات أسرة محمد على الموجودة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية، ومن المقرر أن يقام معرض كنوز متاحفنا 3 قبل نهاية عام 2018.
وما الدور الذى يلعبه القطاع فى عمليات تطوير الميادين العامة بعد أزمة تمثال الخديوى إسماعيل فى الإسماعيلية؟
قطاع الفنون التشكيلية يتعاون مع جهاز التنسيق الحضارى فى عملية تطوير الميادين العامة، وهناك اجتماعات دورية بين القطاعين بالتنسيق مع المحافظات لتجميل الميادين بعد تشوه الميادين خلال السنوات الماضية، أما بخصوص تشوه تمثال الخديو إسماعيل فعلى الفوز قام القطاع بإزاله التشويه الذى حدث له خلال يومين فقط.