صور .."سجاد فوة".. إبداع على أوتار "النول".. الرسومات تحاكى الطبيعة وتسرد قصصًا تاريخية.. والعاملون يتخوفون من انتهاء المهنة بوفاة كبار "الصنيعية".. ويشكون عزوف الشباب عنها.. ويؤكدون: تدنى الأجرة يهدد

مهنة السجاد والكليم بفوة مش مجرد مهنة، ولكن تنطق برسومات طبيعية وحكايات وأحداث تاريخية تعبر عن عبق الماضى، وما بين كبر سن "الصنيعية" وعزوف الشباب عن العمل بها، يطلب أهالى فوة من الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ، زيارة مناول ومحال صناعة سجاد فوة اليدوى الذى قارب على الاندثار لقلة العاملين بتلك المهنة بعد أن اقتحم جوبلان وكليم وسجاد فوة أسواق الدول الأوربية، وأقيمت هناك المعارض له. ومدينة فوة من أشهر المدن صناعةً للسجاد والجوبلانوالكليم منذ عهد محمد على عندما أنشأ مصنع الطرابيش ومصنعين للغزل ومن يومها أصبحت فوة محط أنظار العالم كله، وتوافد الأوربيون على شراء السجاد والجوبلانوالكليم اليدوى من فوة ابتداء من القرن الـ19 وكانت مساجد مصر تُفرش بسجاد فوة أيام محمد على باشا وأيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورجل الحرب والسلام محمد أنور السادات، بعدها بدأ المنحنى يتجه للاندثار، وهجرها العمال المهرة والصناع المتقنون لها، وأنشأت هيئة الأوقاف مصنعا للسجاد بدمنهور فأصبحت الأوقاف إحدى الجهات التى ساعدت على قرب اندثار الصناعة، وتحول الصنيعية من مهنة صناعة السجاد لسائقى توك توك وباعة خضروات وفاكهة. وقالمحمدالملاحمدير عام أثار فوة، إن مدينة فوة تتميز بنشاطها الحرفى والصناعى، فلها شهرة كبيرة فى صناعة السجاد والكليم والجوبلانوالطوبس الذى يلقى رواجا وإقبالا فى أمريكا ودول أوروبا الغربية، وأدى موقع مدينة فوة المتميز على طريق رئيسي يربط دسوق بمطوبس فى موقع متوسط منه وموقع مقابل لمدينة المحمودية "بحيرة" على الجانب الآخر من فرع رشيد إلى ازدهار التجارة بالمدينة وإلى علاقات متميزة بالمراكز والمدن المجاورة، مؤكداً أن ما يميز فوة الأثرية أن بها 365 مسجداً بالإضافة للتكية الخلواتية، وربع الخطايبة وغيرها من الأثار الإسلامية. وأضاف الملاح، أنه كان لإنشاء مصنع غزل فوة الفضل الكبير فى انتشار صناعة الجوخ والكليم بفوة فنجد أبناء فوة يتدربون على الأنوال ويصنعون الكليم والسجاد وغيرها، وكانت بفوة قاعات خصصت لصناعة الكليم، منها ما هو يرجع إلى القرن 19 الميلادى، وأغلب أهالى فوة يخصصون الطابق الأول من منازلهم لأنوال نسيج الكليم اليدوي. وأكد الدكتور أحمد المصرى، مدير الإدارة الصحية بفوة، أنه أصبحت صناعة السجاد والكليم على وشك الاندثار، بعد أن تركها العاملون بها، نتيجة الإهمال، وعدم تطوير حرفتهم، وغزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية، بعد أن كانت المدينة واحدة من أكبر قلاع الصناعة فى مصر، مشيراً إلى أن منتجات فوة كانت تصدر لكل الدول العربية والأوربية، وكان يعمل بها 85% من أبنائها فى هذه الصناعة، وتنتج نحو 77% من إنتاج مصر من الكليم والسجاد اليدوى والجوبلانالمعروفة بأنها حرفة الفن والذوق الرفيع، والمستوحاة من وحى الطبيعة المصرية، ورغم إغلاق عشرات الورش بها وتسريح المئات من العاملين ما زالت فوة تحتفظ ببعض من هويتها، فبمجرد أن تطأ أقدام زائريها أرض المدينة، تستقبلهم عشرات اللوحات الفنية "الجوبلان"، بالإضافة إلى السجاد اليدوى والكليم المرسوم بإتقان كبير، وبلمسات فنية إبداعية، بكافة أشكاله وألوانه. وقال محمود سعد محمد، عامل، "تحول العمال المهرة لسائقى توك توك، وبائعى خضروات وفواكه، وماسحى أحذيةلتجاهل الدولة والحكومة والنواب لتلك المهنة، وتناقص العمال العاملين فى صناعة السجاد والجوبلانلضعف دخلهم من تلك الصناعة لـ 75% من عدد الممتهنين لها، وتعانى 5 آلاف أسرة بمدينة فوة من حالة الفقر الشديد والإهمال من المسئولين، لاندثار مهنة السجاد والكليم والجوبلان". وأكد ياسر الكردى، مدير أثار فوة، إن أجمل ما يميز جوبلان وسجاد وكليم فوة تلك الرسوم المنقوشة على المنتجات المستمدة من واقع الطبيعة والبيئة الريفية، منها العصافير والطيور والأراضى الزراعية والخيول، ورسوم تاريخية، والأهرامات وأبو الهول، وكذلك الرسوم الإسلامية مثل المساجد، أو الآيات القرآنية، والغزوات الإسلامية، وحياة العرب فى الصحراء، وحياة الفلاح المصرى، وابتكر أهالى فوة صناعة شنط المدارس من السجاد، بأرخص الأثمان وأسعارها تتراوح ما بين 27 جنيها لـ 40 جنيها تتميز بأنها صحية ليس لها أثار جانبية، بالإضافة لجمالها، كما صنعوا المقلمة وغيرها من الشنط الصغيرة. وأضاف عبدالله محسن محمد عامل، أن هناك جمعية بفوة للسجاد، يحاول العاملون بها الحفاظ على التراث والأصالة، من خلال جذب العمالة مرة أخرى والحفاظ على الصنعة وتوفير أجر مجزى للعمال والتأمين عليهم، والمطالبة بتقنين أوضاع أرباب المهنة، وتكون لهم أب روحى يتبناهم ويسوق المنتج، ولكن ارتفاع الأسعار، وتدنى الأجرة، يهدد بإندثار المهنة، فهل نجد من الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ منقذاً لتلك المهنة، أم أن المهنة ستنتهى بوفاة من تبقى من الصنايعية؟.


















































الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;