الفنان أحمد مكى استطاع عن جدارة أن يكون مميزا ومختلفا، وأن يكتب تاريخا فنيا ناجحا بكل المقاييس، بتقديمه أعمالا ذات فن راق بهدف إرساء القيم والمعانى النبيلة، خاصة أنه يناقش قضايا وظواهر اجتماعية تغزو المجتمع.
بالأمس، طرح مكى أغنية جديدة بعنوان "أغلى من الياقوت"، مضمون الأغنية يرصد علاقة الأب بابنه منذ ولادته وأمنيات الأب أن يصبح ولده أفضل منه حالا، وأن يكون قدوة ومثل طيب له، هذا غير الرسائل التى يوصلها مكى من خلال الأغنية منها أنك تكون صاحب عزيمة فولاذية مهما أحبطتك الدنيا، كذلك أن تكون على ثقة فى تحقيق أحلامك وأن كل ليل آخره نهار، واختتمها بأقوى رسالة من الأب لطفله "كنت معاك يوم ولادتك عايزك جنبى لما أموت".
أغنية مكى الأخيرة، لم تكن الأولى التى يقدم فيها رسائل سامية وهادفة أو تناقش قضية معينة، ففى الكليب الذى سبقه أخرة الشقاوة أوضح أن نهاية عالم الجريمة والعصابات هو الموت.
وإذا رجعنا للوراء، نجد أنه فى عام 2011 طرح مكى أغنية "فيسبوكى" كان الهدف منها هو مواجهة الشائعات التى انتشرت على هذا الموقع، وانتحال بعض المجهولين للشخصيات المشهورة فى إصدار تصريحات وهمية سواء كانت فنية أو أى مجال آخر، وكانت بداية للتنويه من سهولة إصدار الشائعات وانتشارها الكبير على موقع التواصل الاجتماعى، التى تكاثرت بشدة فى الفترة الأخيرة حتى وصلت 21 ألف شائعة فى 3 أشهر.
من ضمن الأغانى التى طرحها مكى كانت أغنية "قطر الحياة"، التى حذر فيها من أضرار المخدرات ورسالة قوية ومؤثرة لكل من وقع فى براثن الإدمان، لكن كانت الرسالة الأقوى أن الفرد لابد من أن يعمل على نفسه ونجاحه لأن الفشل يبدأ باليأس.
مكى أكد فى تصريحات سابقة أن قصة هذه الأغنية هى قصة واقعية حدثت مع العديد من أصدقائه وجيرانه وزملائه فى النادى، وقعوا أسرى لتعاطى وإدمان المخدرات والهيروين، انتهت حياتهم بشكل مؤسف، سواء بالموت أو ضياع مستقبلهم بعد ارتكابهم جرائم القتل والسرقة من أجل جلب الأموال لشراء هذه المخدرات القاتلة.
من ضمن أغانى أحمد مكى التى لاقت أثرا طيبا بين الجماهير، أغنية "وقفة ناصية زمان"، التى بعث من خلالها بعدة رسائل عن القيم والأخلاق والعادات التى افتقدها الكثير من الشباب وهى العادات التى تربى عليها "الجدعان" وشهامة أولاد البلد فى الحفاظ على بنات منطقتهم من التحرش والأذى اللفظى، بل أصبح حاليا شباب المنطقة هو مصدر همها بعد ابتعادهم عن هذه القيم، كما قدم فى الأغنية رسالة التكاتف فى مواجهة الأزمات ومشاركة الجيران لبعضهم البعض فى المناسبات المختلفة.
"شكرا يا ماما".. أغنية أخرى حرص مكى من خلالها على إبراز دور الأم فى حياة أبنائها وسعادتها اللامحدودة فى فرحتها بنجاح فلذات كبدها، وأيضا دورها المؤثر ومسئوليتها العظيمة والقوية فى التربية وإعداد جيل جديد صالح للمجتمع، وأيضا عن حنيتها التى لا حدود لها والظهر الذى يسند أولادها وقت المحن والأزمات.
"هنلغى المستحيل".. أيضا لم ينس مكى شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن الغالى، خاصة أبطال القوات المسلحة والشرطة وما يتعرضون لها من عمليات إرهابية خسيسة، وتتضمنت الأغنية مقتطفات من كلمات الشهداء وكلمات لأهاليهم وذويهم، داعيا فيها للتكاتف والتصدى للإرهاب والإرهابيين، "فالإرهاب لا وطن له ولا دين له".