صور.."انفراد" يفتح ملف "المدارس الخربانة" قبل انطلاق الدراسة.. قمامة ومقاعد متهالكة وجدران آيلة للسقوط فى بعض المحافظات.. ومنشآت ملاصقة لمحولات الكهرباء.. وتلاميذ معرضون للغرق فى مياه الصرف بالقليوبية

العجرة ببنى سويف مبنى قديم تجاوز عمره الثمانين عامًا "زنيقة أسوان" 60 عاماً بدون تطوير.. و"آمال النوبة" بلا مقاعد "عزيز أباظة" بالإسكندرية تحاصرها القمامة ساعات معدودة وينطلق ماراثون العام الدراسى الجديد، وتبدأ معه حكايات معلم وطالب ومدرسة ويوم دراسى مليء بالقصص والمسئولية والأعباء والجد والنشاط وغير ذلك، ولكن قبل ذلك يبقى السؤال الذى يطرح نفسه هل استعدت المدارس لاستقبال الطلاب؟، بالفعل استعدت معظم مدارس المحافظات لعام دراسى جديد، إلا أن بعض المدارس كانت خارج حسابات المسئولين. "انفراد" رصد عدد من المدارس بمحافظات مصر، والتى نالها الإهمال والتقصير فى التجهيزات والاستعداد للعام الدراسى الجديد، ولم يزرها المسئولين أو يعلموا عن بعضها شيئاً رغم بدء العد التنازلى لموسم المدارس. مدرسة "الزنيقة" 60 عاماً بلا تطوير فى محافظة أسوان أقصى جنوب مصر، توجد مدرسة "الرمادى قبلى الابتدائية المشتركة القديمة" التابعة لإدارة إدفو التعليمية، والتى يمتد عمرها 60 عاماً ورغم هذه المدة والسنين إلا أنها لم يطرأ عليها تغيير ولا تزال تحتفظ بالشكل القديم الذى بنيت عليه خلال أواخر خمسينيات القرن الماضى حوالى عام 1958. وحول وصف المدرسة، ذكر محمد هلاوى، أحد أهالى قرية الزنيقة بأسوان، بأن المدرسة عبارة عن أسوار مبنية بالطوب اللبن وأسقف مرفوعة بعروق أخشاب الشجر والنخيل وغير ذلك، وتقع المدرسة بقرية الزنيقة وهى القرية الأم مقر الوحدة المحلية لقرية الرمادى قبلى، وتبلغ مساحتها نحو 1662,5 متر مربع، مواجهة أمام المجلس القروى ويحدها من الجهة الشمالية والشرقية أراضى زراعية، ومن الناحية الجنوبية منازل قريبة جداً من سور المدرسة وبدأت هذه المنازل فى التوسع والانتشار والتأثير على المدرسة، بجانب تأثير الزراعات والحشائش على المدرسة والتى تؤدى إلى انتشار العقارب والثعابين والحشرات الضارة التى تتسلل إلى المدرسة عبر أسوارها المتهدمة القصيرة المبنية بالطوب اللبن ويظهر عليها التصدعات، كما تظهر الشروخ والتصدعات أيضاً فى جدران المدرسة داخلياً. وتابع هلاوى، وصف المدرسة قائلاً: الباب الرئيسى للمدرسة عبارة عن باب حديدى يتجاوز عرضه المتر الواحد فقط بقليل، وتم التبرع بتركيبه بواسطة الحديد، وسط أحجار "دبش" إسمنتية، ومن الداخل يبدو شكل المدرسة والفصول كمنزل مبنى بالطوب اللبن وعبارة عن حجرات ضيقة يعلوها أسقف خشبية وجريد نخيل، مثبت على بعضها مراوح قديمة، وسبورة خشبية قديمة مثبتة بالمسامير على الجدران، ونوافذ خشبية على الطراز القديم، لافتاً إلى أن هذه المبانى تتعرض للخطورة وقت سقوط الأمطار وهطول السيول، لذلك تلجأ إدارة المدرسة إلى صرف التلاميذ خلال اليوم الدراسى فوراً قبل أن تقع على رؤوسهم أسقف المدرسة أو مبانيها القديمة. مدارس بلا مقاعد ومرافق أساسية وفى أسوان أيضاً، تعانى مدرسة الرغامة البلد الثانوية الفنية بنات التابعة لإدارة كوم أمبو التعليمية، ومدرسة الشهيد الابتدائية بالعدوة التابعة أيضاً لإدارة كوم أمبو التعليمية، وأيضاً مجمع مدارس الآمال للتعليم الأساسى بمشروع وادى النقرة التابعة لإدارة نصر النوبة التعليمية، يعانون من نقص الخدمات والمرافق الأساسية من صرف صحى ومياه شرب وكهرباء، وخدمات مدرسية من مقاعد خشبية ومعامل رغم إنهاء إحلال وتجديد المدرستين منذ أكثر من 5 شهور، إلا أنه لم يتم تزويدهم بالأدوات الأساسية اللازمة للعام الدراسى. مدرسة "عزيز أباظة" بالإسكندرية تحاصرها القمامة وفى محافظة الإسكندرية، تحولت مدرسة عزيز أباظة الابتدائية بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية إلى مقلب قمامة بسبب إلقاء القمامة داخل أسوار المدرسة، وطالب على أحمد أحد المعلمين بالمدرسة، تدخل المسئولين وشركة النظافة لرفع القمامة، وتحرير مخالفات للأهالى الذين يقومون بإلقاء المخلفات داخل المدارس. فى المقابل قال أحمد شحاتة مسئول شركة رفع القمامة بالإسكندرية، إن الشركة على استعداد لرفع القمامة بعد جمعها ووضعها خارج أسوار المدرسة، مشيراً إلى أن مهمة الشركة تبدأ خارج أسوار المدرسة وليس داخلها. من جانبها، أكدت أمال عبد الظاهر، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، أنه تم تشكيل لجان من المديرية لمتابعة الصيانة بالمدارس، لافتةً إلى أنه يتم التنسيق حاليا لتحديد خطوط سير لرفع القمامة من المنشآت التعليمية ودراسة إمكانية توفير صناديق قمامة خاصة بالمدارس. مدرسة "جرفس" بالفيوم تعانى من المقاعد المتهالكة وفى الفيوم، لم تكن كل المدارس مستعدة بالوجه الأمثل لاستقبال العام الدراسى الجديد، حيث مدرسة جرفس للتعليم الأساسى والتى على الرغم من قيام هيئة الأبنية التعليمية بترميمها إلا أنها سقطت من حسابات مديرية التربية والتعليم بالفيوم فى صيانة المقاعد والأبواب والشبابيك واضطر مجلس الآباء بالمدرسة بعدما فشلت توسلاتهم للإدارة التعليمية أن يستعينوا بنجار قبل أن يتبرع مجانا بإجراء الصيانة للمقاعد. وقال أحمد السنى عضو مجلس الآباء بالمدرسة، إن مدرسة جرفس للتعليم الأساسى تضم 2600 تلميذا موزعين على 10 فصول رياض أطفال و15 فصل ابتدائى و17 فصل إعدادى موزعين على 3 مبانى يعمل على خدمتهم 141 مدرس وعامل، موضحا أنه تم إجراء صيانة شامله لمبنى الإعدادى وبه 17 فصل بخلاف 3 معامل ومكاتب شئون العاملين بمختلف مسمياتهم وتم إحلال وتجديد السور الخارجى للمدرسة مع طلاء واجهة مبنى الإعدادى وعمل أرصفه له بتكلفه حوالى مليون جنيه و500 ألف. وأضاف السنى :" رغم كل ذلك لم تتم أعمال الصيانة للمقاعد والأبواب والشبابيك بالمدرسة حتى اليوم، مشيرا إلى أن المدرسة شهدت الأسبوع الماضى خلافات كثيرة بين إدارتها، ولم يتم حتى الآن وقبل 3 أيام من بدء الدراسة اعتماد خطه الجدول للمدرسين واعتماد توزيع التلاميذ وتوريد مصروفات الصف الأول الإعدادى ولم يتم مخاطبه الإدارة بعجز الأساسى الذى يقدر ب 100 تخته نظرا لزيادة فصول الإعدادى ولم يتم فرش الفصول بالمقاعد ولم يتم تركيب المعامل وتشغيلها ولم يتم رفع أنقاض الصيانة ولم يتم توصيل مياه الشرب ولم يتم تجهيز أرض الطابور ولم يتم تثبيت العلم ولم يتم تجهيز الفناء ونظافة أى مبنى بالمدرسة. " وأكد السنى، أن الحل الوحيد أن نبحث عن نجار لإصلاح المقاعد والأبواب وبالفعل قمنا بإبلاغ نجار بالقرية بالأمر وتطوع بأجره ويقوم حاليا بإصلاح مقاعد المدرسة كما تطوع 2 من المعلمين بالمدرسة وساعدا فى إصلاح المقاعد، مشيراً إلى أن المدرسة قبلت 200 تلميذ فقط بفصول رياض الأطفال وبها فصول خالية ولكن لعدم وجود معلمين إضافيين لهذه الفصول وعدم وجود أثاثات تم استبعاد 66 تلميذ من أبناء القرية من فصول رياض الأطفال. مدارس القليوبية تحاصرها القمامة والبعض الآخر يعانى التهالك وفى القليوبية، حالة من الاستياء تمكنت من أهالى مدن وقرى القليوبية بسبب انتشار القمامة بجوار المدارس والمؤسسات التعليمية والمستشفيات الصحية والتى من المفترض فيها القيام بعلاج المواطنين، حيث اشتكى أهالى مدينة بنها، إن بعض المدارس تشهد تراكم القمامة دون رفعها ونقلها، مؤكدين أن عاصمة القليوبية تحولت إلى فوضى فى الإشغالات وانتشار القمامة والتى وصلت إلى جوار المصالح الحكومية. وقال أحد الأهالى بمنطقة عزبة السوق، إن القمامة تحاصر مدارس المنطقة، ورغم وجود صناديق إلا أن الأهالى يلقون القمامة بجوار الأسوار، مشيرا إلى تراكم أكوام القمامة أمام معهد الفتيات الأزهرى ببنها ومدرسة الإمام محمد عبده الواقعة خلف مجلس مدينة بنها، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأزمات التى تواجه المدارس قبل العام الدراسى وأبرزها انتشار القمامة والمخلفات التى تستقبل الطلاب قبل العام الدراسى داخل الفصول، الأزمات بين الشركة القابضة والأبنية التعليمية التى تسببت فى عدم توصيل المياه إلى بعض المدارس، غرق بعض المدارس بمياه الصرف الصحى. وقال محمد رضوان رئيس اللجنة العليا لتطوير العشوائيات بالقليوبية،:" العام الدراسى على الأبواب وتعانى بعض المدارس من عدم وجود مياه الشرب ومنها مجمع الصباحى للتعليم الأساسى بكفر شكر ومجمع الخصوص المشترك ومدرسة الخصوص الابتدائية الجديدة، مشيرا إلى أن سبب الأزمة هى المشكلات المستمرة بين هيئة الأبنية والشركة القابضة رغم سداد كافة الرسوم والمصروفات." وتابع رئيس لجنة تطوير العشوائيات، :" هناك مشكلة أخرى تتمثل فى غرق مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية بحوض الخمسين بمدينة الخصوص منذ شهر فى مياه الصرف الصحى، بالرغم من الشكاوى المتكررة لأولياء الأمور والمحيطين بالمدرسة ولكن لم يتم رفع المياه حتى الآن، كما تعانى مدرسة الأمير الإعدادية «٢» من أزمة وجود المقاعد المكسورة والخردة فى المدرسة التى تركت دون إصلاح وتعتبر مؤشرا لخطر فى حالة حدوث كوارث وحرائق. مدارس كفر بهيدة بميت غمر الدقهلية تسقط من حسابات المحليات وفى الدقهلية، على الرغم من قرب بدء العام الدراسى الجديد، إلا أن هناك تراخيا كبير من الوحدات المحلية البعيدة عن عيون المسئولين، ونجد القرى بمحافظة الدقهلية، من أكثر المناطق التى تحتاج لعناية خاصة، فنجد قرية كفر بهيدة التابعة لمركز ميت غمر بها 3 مدارس بمنطقة تعد خطر على الطلاب، حيث أنها تقع أمام مصرف والذى تحول إلى مقلب قمامة، والوحدة المحلية عجزت عن رفع تلك المخالفات من أمام المدارس، بالإضافة إلى كوبرى حديدى صغير، يمر منه الطلاب إلى الجانب الأخر للوصول إلى المدرسة وهو ما ينذر بوقوع كارثة، خاصة وان هناك المدارس مطلة مباشرة على المصرف، وطالب أهالى القرية المسئولين بالتدخل لتغطية تلك الترع والمصارف خاصة الواقعة أمام المدارس لحماية أرواح الطلاب. مدارس القرى فى كفر الشيخ ملاصقة للأسلاك الكهربائية وفى كفر الشيخ، تعددت اللجان التى تابعت 2119 مدرسة بمحافظة كفر الشيخ من قبل متابعة محافظة كفر الشيخ، ولكنها لم تتابع بعض المدارس المتطرفة خاصة مدارس قرى الأرقام التابعة لإدارة الحامول التعليمية. وقال عبد العزيز رمضان من قرية الروضة الخيرية التابعة لقرية محلة موسى التابعة لمركز كفر الشيخ:" أسلاك الكهرباء فى المحول القريب من المدرسة، تهدد الأطفال، وطالبنا مراراً بمعالجة ووضع حل لتلك الأسلاك التى تهدد حياة الأطفال، بالإضافة لعدم الاهتمام بالشوارع المقابلة والمحاور للمدرسة." وطالب محمود محمد ولى أمر طالب، بسرعة توفير الأثاث والذى آخر وصوله هيئة الأبنية التعليمية. وأكدت الدكتورة بثينة كشك وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إنها شددت على سرعة الانتهاء من أعمال النظافة داخل المدارس، سواء المعامل ودورات المياه والفناء وغيرهم، مؤكدة أنها تلقت تقارير بحالة كل المدارس بالمحافظة ومدى جاهزيتها، من قسمى تنسيق المتابعة والمتابعة ومن مدراء الإدارات التعليمية. وأضافت وكيل الوزارة:" سيتم تحويل المقصرين للتحقيق الفورى بالمدارس وجارى متابعة التقارير، والمقصر لا يلوم إلا نفسه، مشيرة إلى أنها عقدت عدة اجتماعات بحضور مدراء الإدارات والمدارس والموجهين والمتابعين والمعلمين وتم توجيه التعليمات وشددت على تنفيذها. " مدرسة العجرة ببنى سويف مبنى قديم تجاوز الثمانين عاما وفى بنى سويف، لا يختلف الحال عن مدرسة زنيقة أسوان، حيث منزل ريفى قديم مبنى من الطوب اللبن ومسقوف بالأخشاب القديمة يدرس المئات من تلاميذ المرحلة الابتدائية فيه، داخل قرية العجرة فى الجانب الشرقى من النيل بمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف. المدرسة عبارة عن غرف صغيرة لا تتجاوز مساحتها 5 أمتار مسقوفة بأخشاب قديمة يجلس على مقاعدها المتهالكة ما يزيد عن 45 تلميذ وتلميذة داخل الفصل الواحد، والمبانى متهالكة ودورات المياه غير آدمية، وفناء مدرسى لا تتجاوز مساحته عشرة أمتار يتكدس بداخله التلاميذ وأعضاء هيئه التدريس لأداء التمرينات الصباحية وتحية العلم. من جانبه، أكد المستشار هانى عبد الجابر محافظ بنى سويف، أنه أرسل لجنة لمعاينة المدرسة، مشيرا إلى تخصيص قطعه أرض فى وقت سابق مساحتها 12 قيراط لبناء مدرسه ابتدائية جديدة بدلاً منها، مضيفاً أنه أصدر تعليمات بإعداد تقرير مفصل عن المدرسة وسرعة الانتهاء من تجهيز كافة مدارس المحافظة لاستقبال العام الدراسى الجديد.