حادث استهداف عرضا عسكريا فى اقليم الأحواز جنوب غرب إيران صباح اليوم، السبت اسفر عن مقتل 29 معظمهم من قوات الحرس الثورى الإيرانى وجرح العشرات، وهو يسلط الضوء على ماهية وتاريخ الاحواز، ما دفعنا لإبراز الأسباب التى دفعت المقاومة الوطنية الأحوازية لهذا العمل، تلكالمقاومة الوطنية الأحوازية التى أعلنت تبنيها للحادث، واعتبر متحدث حركة النضال العربى لتحرير الأحواز فى مقابلة له أن الهجوم هو انتقام للقمع، الذي يتعرض له العرب في الأحواز، وفى هذه السطور نحاول القاء الضوء على هذا الاقليم الغنى بالثروات.
امروز سالگرد جنگ ايران و عراق است.
فارغ از موافقت يا مخالفت با حكومت، تجزيه طلب، تروريست و رسانه هاى حامى كه سرشان در آخور دشمنان تماميت ارضى اين خاك است، بدانند ايرانى يك وجب از آن را از دست نمى دهد.
تروريسم محكوم است؛ به هر بهانه وهر شكل.
تسليت به بازماندگان اين عزيزان.#اهواز pic.twitter.com/AyjIplsqTH
— Pouria Zeraati (@pouriazeraati) September 22, 2018
تقع الأحواز غرب إيران، على الشريط الممتد للخليج العربى، وتطل على الشط الشرقى للخليج، ودخلت ضمن أراضى الدولة الإيرانية فى عام 1925، بعد صفقة بين بريطانيا مع شاه إيران "رضا خان" أو رضا بهلوى آنذاك على إقصاء أمير الأحواز ( والتى كانت تسمى حينها بـ عربستان) وضمّ الإقليم إليه، ومنح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال أميرها خزغل الكعبي، ومن بعدها أصبحت الأحواز محل نزاع إقليمى بين العراق وإيران، وأدى اكتشاف النفط فى الأحواز إلى تصارع القوى المتعددة للسيطرة عليها، وتمسكت إيران به وتم تغيير اسمه قبل أكثر من خمس عقود من "عربستان" إلى خوزستان وعاصمتها الأحواز، وتقول الحركات الأحوازية المناهضة للنظام الإيرانى، أن السلطات منذ احتلالها للإقليم لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم تجاه أبناءه.
ويعد هجوم اليوم ضربة للأمن والإستقرار الذى تتفاخر به إيران أمام بلدان العالم، ويحطم فى الوقت نفسه أسطورة الحرس الثورى الذى لا يقهر والصورة التى تسعى طهران لترويجها من خلال انخراطه بذراعه المعنى بالعمليات العسكرية خارج الأراضى الإيرانية "قوات فيلق القدس" فى العديد من بلدان العالم سوريا والعراق ولبنان وغيرها، إذ استهدف الحادث بالأساس قوات الحرس، ويمكن إيجاز الأسباب التى أدت إلى تحرك الأحوازيين ضد الحرس الثورى الإيرانى فى النقاط التالية:
قمع الإنتفاضة الأخيرة لعرب الأحواز
قمعت انتفاضات سكان الأحواز الأخيرة، ففى أبرل الماضى استخدام قوات الأمن الرصاص الحى والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين غاضبين على تعمد هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الإساءة للعرب فى برنامج تليفزيونى للأطفال تضمن فقرة استعراضية دعائية تتجاهل الوجود العربى فى منطقة الأحواز ذات الأغلبية العربية، إذ عرض البرنامج دمية ترتدى زيا يتبع القومية اللورية المهاجرة للإقليم، بينما تم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى خلال البرنامج بأزيائها المحلية، كما شنت السلطات حملات اعتقالات بين المحتجين شملت العشرات وبينهم النساء.
طمس الهوية العربية لسكان الاقليم
يعانى سكان الأحواز من محاولات لتهميش وطمس الهوية العربية عبر تغيير أسماء المدن من العربية للفارسية (تفريس الإقليم)، واضطهادهم، واتهم المتظاهرون جهات رسمية بالوقوف وراء خطط تهدف إلى إقصاء العرب بسبب هويتهم القومية، ومنعهم من تدريس اللغة العربية. ويحكى تاريخ الاقليم خروج انتفاضات عديدة على مدار السنوات الماضية، ففى عام 2005 خرجت انتفاضة كبرى فى الإقليم منددة بسياسات إيران ضدهم.
وفى تصريح سابق لـ طه يس نائب رئيس المنظمة الأوروبية لحقوق الإنسان قال إن ما يحدث فى الأحواز هو اضطهاد واعتقال وسجون وإعدامات يوميا للأحوازيين، كاشفا وجود 26 ألف أسير أحوازى فى سجون إيران، وإعدامات تمت ولم تسلم جثث الأحوازيين لذويهم.
نهب ثروات الأحوازيين
ويتهم سكان الأحواز السلطات بممارسة التمييز وتغيير التركيبة السكانية والتسبب فى تفشى البطالة الواسعة ونقل مياه الأنهار. وممارسة سياسات التهجير القصرى، رغم الثروات التى يتمتع بها الاقليم الذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف كم وتمتد من مضيق هرمز وحتى الحدود العراقية، ويبلغ عدد السكان أكثر من 10 ملايين نسمة تمتلك ثانى احتياطى للغاز والنفط بالعالم، ولديها ثروة مائية كبيرة، والجانب الاقتصادى قوى جدا، وتضم الأحواز نحو 90 إلى 95% من مصادر النفط والغاز فى إيران، بالإضافة إلى خصوبة أراضيها التى يصب فيها نهر كارون (35% من المياه فى إيران)، وهى المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة فى الأحواز بحوالى نصف الناتج القومى الصافى لإيران.