"أنا وأخويا على أبن عمى" هذا شعار رفعه السلفيون ليتوحدوا ضد الطرق الصوفية بعد قرار وزارة الأوقاف بمنع الداعية السلفى محمد سعيد رسلان من الخطابة والصعود على المنابر.
ولكى تعرف الحكاية برمتها، وتفاصيل الخلافات بدقتها، عليك أن تدرك تمامًا أن المدرسة السلفية ليست واحدة، بل يوجد أكثر من تيار ومدرسة، فهناك سلفية الإسكندرية وسلفية المدخلية، ليس هذا فحسب، بل يوجد الجبهة السلفية الموالية لجماعة الإخوان، وهذا هو السبب الذى دفع دعاة وقيادات سلفية تطالب بالتوحد لمواجهة الطرق الصوفية بعد أزمة منع محمد سعيد رسلان من الخطابة.
فبمجرد إعلان وزارة الأوقاف منع الداعية السلفى محمد سعيد رسلان من الخطابة والصعود للمنبر والمنع من إلقاء الدروس الدينية، عمت الفرحة تيارات سلفية وخاصة أبناء مدرسة سلفية الأسكندرية، الذين اعتبروا أن هذه القرار مجابهة لنشر الفواحش وتصدى للفكر المتطرف، بالإضافة إلى أن منهم مَن دشن هشتاجات بعنوان "نفرح لإخراس سليط اللسان".
كما فرحة أبناء السلفية بمنع السلفى محمد سعيد رسلان من الخطابة، دفعت قيادات سلفية إلى التحذير من هذه الفرحة، وتطالب بالتكاتف السلفى ضد الصوفية، وهو الأمر الذى ظهر جليا فى بيان أحمد هلال القيادى السلفى، إذ أصدر بيانا حمل عنوان "رسلان رجل من أهل العلم وإن اختلفنا مع منهجه وأسلوبه وسبابه"، قال فيه: "عندما تكون تنحية رسلان عن الخطابة من أجل انتقاده للصوفية، فينبغي أن تكون لنا وقفة متوازنة من هذا التصرف الذي يصب في مصلحة منهج التصوف.
وأضاف "هلال": "مما لا شك فيه أن منهج محمد سعيد رسلان رغم خطورته إلا أن منهج الصوفية أشد خطرا لأن خطورة التصوف علي العقيدة بخلاف خطورة رسلان لمن تعرف علي منهجه، وكان السلف يرون فضل الأشاعرة في نقد المعتزلة والفرق الكلامية ويعتبرونهم -تجاوزا -أهل السنة عند عدم وجود أهل السنة لأنهم أقرب لأهل السنة، حيث إن المتفق عليه في أبواب الاعتقاد بين الأشاعرة وأهل السنة كثير بخلاف غيرهم من الفرق الكلامية، لذلك نري أن المتفق عليه بيننا كسلفيين ومحمد سعيد رسلان أكبر بكثير من المتفق عليه بيننا وبين الصوفية.
الطرق الصوفية ترد على السلفية
وعن هذا الأمر، قال الشيخ عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، إن السلفية هم مجموعة من المرتزقة، ولدينا خلاف بين أفكارهم من قديم الزمن، نظرا لأن السلفية هم البوق الرسمي للجماعات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة وداعش، فوجودهم على المنابر أو المساجد هو خطر كبير على المجتمع ككل، نظرا لأنهم يروجون لفكرهم التكفيرى .
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية فى تصريح لـ"انفراد" أن التيار السلفى كله فكر واحد لا يتغير، لأنهم يعملون بهامش الدين وهذا لجهلهم لصحيح الدين، وهم يوهمون أتباعهم أنهم من السلف الصالح، وهذا خطأ كبير لأنهم مجموعة من الذين يبثون الفتن فى المجتمع وعدم الاستقرار ولا يريدون الخير للمجتمع، ودائما يسعون لمصالحهم.
وتابع: "لذا نطالب بمواجهتهم من المساجد، ومنع أى سلفى من اعتلاء منبر أو إلقاء درس دينى فى المساجد، ولابد من تشديد الرقابة والمتابعة على المساجد لمواجهة فكر السلفية بالكامل الذى يعد خطرا كبيرا على المجتمع ككل" .
السلفيون يهدمون الأضرحة
ومن جانبه قال الشيخ علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية ورئيس المجلس العالمي للطرق الصوفية، إن الصوفية من المستحيلات أن يلتقوا فى الفكر مع السلفية نهائيا لأن السلفية يمثلون الخطر الكبير على البلاد وعلى الدين نفسه، فهم من كفروا الصوفية وكفروا عموم المسلمين، فهم دائما يدعون أن منهجهم مختلف وأن هناك فرقا فى السلفية، وهذا خاطئ فكل السلفية فكرهم واحد .
وأضاف رئيس المجلس العالمى للطرق الصوفية فى تصريح لـ"انفراد" أن الصوفية متمسكين بالفكر الوسطى وسماحة الإسلام، وحب آل البيت وهذا لا يتماشى مع أبناء السلفية، لأنهم يهددون المجتمعات ويهدون الأضرحة وغيرها من الطقوس الغريبة التى لا تتقابل مع العقل أو المنطق .
وكانت وزارة الأوقاف قررت إلغاء تصريح محمد سعيد رسلان ومنعه من صعود المنبر أو إلقاء أى دروس دينية بالمساجد لمخالفته تعليمات وزارة الأوقاف المتصلة بشأن خطبة الجمعة.
وشددت على أنها لن تسمح لأحد كائنا من كان بالتجاوز في حق المنبر أو مخالفة تعليمات الوزارة أو الخروج على المنهج الوسطى أو اتخاذ المسجد لنشر أفكار لا تتسق وصحيح الإسلام ومنهجه السمح الرشيد، كما أنها لن تسمح لأحد كائنا من كان شخصا أو حزبا أو جماعة باختطاف المنبر أو الخطاب الدينى وتوظيفه لصالح جماعة أو أيدلوجيات منحرفة عن صحيح الإسلام.