احتدمت المنافسة على منصب رئيس جمهورية العراق بين الأكراد فى ظل انقسام الحزبين الرئيسيين فى إقليم كردستان العراق حول المرشح للرئاسة.
وأعلن 8 أشخاص عن ترشحهم لمنصب رئيس جمهورية العراق وأبرزهم عمر البرزنجى، سفير جمهورية العراق لدى الفاتيكان، والمرشح المستقل سردار عبد الله، والدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، والنائبة السابقة فى البرلمان العراقى سرورة عبد الواحد، والدكتور برهم صالح الذى يعد أحد أبرز السياسيين عن إقليم كردستان، وهو رئيس تحالف الديمقراطية والعدالة، تولى منصب رئاسة حكومة الإقليم لمرتين.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب العراقى، فى جلسته التى ستعقد اليوم الثلاثاء، على اختيار مرشح واحد من بين المرشحين الثمانية، لتولى رئاسة جمهورية العراق.
كان الرئيس العراقى فؤاد معصوم، قد وصل ظهر الثلاثاء الماضى، إلى محافظة السليمانية فى إقليم كردستان، شمالى العراق، للتباحث بشأن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وذكر بيان مقتضب صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية أن هدف الزيارة "إجراء سلسلة من المشاورات السياسية المتعلقة بآخر المستجدات على الصعيد السياسى والجهود التى تبذل لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لاسيما بعد انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه فى البرلمان".
ويسير حزبا الديمقراطى الكردستانى والاتحاد الوطنى الكردستانى منذ عام 2005 على عرف سياسى يقضى بأن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد الوطنى ومنصب رئيس الاقليم من حصة الحزب الديمقراطى.
بدوره أكد رئيس البرلمان العراقى محمد الحلبوسى، أن هناك خلافات حول اختيار رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن العمل يجرى لتقريب وجهات النظر.
وقال الحلبوسى، فى مؤتمر صحفى بمدينة النجف، الاثنين: "التوقيتات الدستورية ملزمة لنا بانتخاب رئيس الجمهورية"، متابعا "هناك خلافات فى وجهات النظر فى موضوع اختيار رئيس الجمهورية ونعمل على التقريب بين القوى السياسية".
وأضاف الحلبوسى:" أن 30 مرشحا تقدموا لمنصب رئاسة الجمهورية وننتظر حسم ملفاتهم".
وأكدت رئاسة مجلس النواب العراقى أن انتخاب رئيس الجمهورية سيجرى خلال موعد أقصاه نهاية يوم الثانى من أكتوبر المقبل تطبيقا للدستور.
بدوره الزعيم الكردى مسعود بارزانى، إنه تم تخويله من قبل المكتب السياسى للحزب الديمقراطى الكردستانى، لتحديد شخصية مرشح منصب رئيس الجمهورية، لافتا إلى اختياره ترشيح الدكتور فؤاد حسين لهذا المنصب لقدراته وكفاءته.
وأشار بارزانى فى بيان، الإثنين، "واثق جدا بقدرات فؤاد حسين، ومقتنع بأنه سيؤدى مهامه على أكمل وجه، وسيكون حريصا على مصالح شعب كردستان والعراق بكافة مكوناته خلال شغله منصب رئيس الجمهورية"، متابعا: "نحن ندعم فؤاد حسين بكل ما نملك، ونتمنى له النجاح".
من جهته، أكد مسئول مكتب الحزب الديمقراطى الكردستانى فى مصر شيركو حبيب، أن حزبه كان يفضل أن يكون للكرد مرشح واحد لهذا المنصب، وأشار إلى بيان المكتب السياسى لحزبه، أن "منصب رئيس جمهورية العراق استحقاق لشعب كردستان وليس حكرا على حزب بعينه"، مؤكدا أن "الحزب أبلغ الوطنى الكردستانى فى آخر اجتماع بين الجانبين بأنه يرغب فى تولى مرشح له المنصب، مقابل حصول الوطنى الكردستانى على مناصب أخرى".
وأكد حبيب على أن مطالبة حزبه بمنصب رئيس الجمهورية ليست من باب التنافس على المناصب، بل أن الهدف هو أن العمل بمساعدة الجميع على أن يكون لهذا المنصب من الآن فصاعداً دور وأثر أكبر، وأن يكون مدافعاً عن مصالح كردستان وينفع الكرد، لا أن يكون منصبا لا دور له ولا نفع منه.
فيما تواصل القوى السياسية العراقية مشاورتها لتشكيل الحكومة الجديدة، وأكد مصدر عراقى وجود بطء فى التحركات التى تقوم بها الكتل الأكبر لتشكيل الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن التحدى الأكبر خلال الأسابيع القليلة المقبلة هو حسم ملف رئيس الحكومة العراقية الجديد.