يعيش موظفو شركة طيران "رايان إير" فى صدام شديد مع إدراتهم التى يرونها تتبع سياسة غير منطقية بالنسبة لهم، إضافة إلى الحالة الاجتماعية التى يريدون ان يرتقوا بها، وهو ما يجعلهم دواما يدخلون فى إضرابات يترتب عليها خسارة جزء من كبير من المكاسب، وتوقف الكثير من الرحلات ، وهو الأمر الذى لفت أنظار العالم ودفع المفوضية الأوروبية للتدخل لمطالبة الطرفين باحتواء الأزمة التى بينهم.
دعت المفوضية الأوروبية إلى تبنى سياسة الحوار والالتزام بالقوانين الوطنية لحل الصراع الاجتماعى القائم بين إدارة شركة الطيران الإيرلندية رايان إير، والعاملين فيها من مختلف الجنسيات الأوروبية.
ووفقاً لوكالة آكى الإيطالية، يأتى هذا الموقف على خلفية الإضراب الذى قام به أطقم القيادة لدى الشركة على المستوى الأوروبى احتجاجاً على سوء شروط عملهم وانخفاض أجورهم، بالإضافة إلى اتهامهم للشركة بمخالفة قوانين العمل المرعية فى الاتحاد الأوروبى.
وأدت الإضرابات السابقة، إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية داخل أوروبا وإبقاء حوالى 55 ألف مسافر عالقين فى مختلف المطارات.
وفى هذا الإطار، تشدد المفوضية على ضرورة احترام حق المسافرين الذين تم إلغاء رحلاتهم بسبب الإضراب فى الحصول على بدائل من قبل الشركة نفسها أواسترداد ثمن التذكرة، وأيضاً الحق بالحصول على تعويض.
أما بشأن رفض إدارة شركة رايان إير، التى تعتبر من أضخم شركات الطيران منخفضة التكلفة، دفع تعويضات إضافية للمسافرين المتأثرين بحركة الإضراب، أكدت المتحدثة باسم الجهاز التنفيذى الأوروبى أن المسافر يستطيع التوجه إلى المحاكم فى البلد الذى وقعت فيه الحادثة للحصول على حقوقه.
وترى شركة رايان إير أن الإضراب حالة طارئة لا يمكن بموجبها دفع تعويضات إضافية للمسافرين: "هناك من يقول أن الإضراب حالة طارئة ولكن على الشركة إثبات أنها قامت بكل ما عليها لتفادى حدوث الإضراب"، حسب المتحدثة.
وأشارت المتحدثة إلى أنه على المحاكم الوطنية دراسة كل شكوى على حدة، متجنبة بذلك إعطاء أى موقف واضح حول ما يجرى.
أما بخصوص شكوى العاملين من مخالفة الشركة لقواعد العمل، تعطى القوانين الأوروبية، حسب المتحدثة، للعاملين فى قطاع الطيران حق التوجه إلى المحاكم فى البلد الذى يقيمون فيه لتحديد المخالفة.
ويأخذ أفراد طاقم رايان إير، وهم ينتمون إلى بلجيكا وألمانيا وغيرها من دول أوروبا، على إدارة الشركة إلزامهم بدفع تأميناتهم الاجتماعية و ضرائبهم فى إيرلندا وليس فى البلد الذى ينتمون إليه ما يعد إغراقاً اجتماعياً وإضراراً بالأسواق.
وهنا أيضاً، نأت المفوضية الأوروبية بنفسها عن هذا الجدل وأكدت أن على المتضررين اللجوء للقضاء، وأن القوانين المحلية هى التى تفصل فى مثل هذه النزاعات.
ومن جهتها، ترى النقابات المهنية المعنية بحقوق العاملين فى حقل الطيران المدنى، أن المفوضية تخلت عن المسافرين والعاملين معاً، وأنها تفضل الاستمرار فى التغاضى عن نموذج إدارة رايان إير، التى تعمل على خفض أسعار التذاكر على حساب شروط العمل ونوعية الخدمات.
وتصعيدا للموقف قرر طيارو شركة ريان إير الأوروبية فى هولندا، المشاركة فى إضراب الجمعة 28 سبتمبر فى شركة الطيران منخفضة التكلفة، حسبما ذكرت نقابة الطيارين الهولنديين.
ووفقا لقناة بلجيك 24 البلجيكية، فقد أعلن الطيران عن إضراب غدا الجمعة فى خمس دول أوروبية هى بلجيكا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا.
وقرر الطيارون فى بلجيكا الأسبوع الماضى القيام بإضراب فى بلجيكا، وانضم إليهم زملائهم الهولنديون. ويعد الهدف من الإضراب هو الضغط على شركة ريان إير فى اتباع قوانين العمل المحلية وتغيير سياستها.
وفى البرتغال نظم العاملون بشركة طيران "رايان إير" إضرابا عن العمل فى إبريل الماضى للمطالبة بتحسين ظروف العمل.
وقال وزير الطيران خوسيه فييرا دا سيلفا - حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز" المعنية بالشأن الأوروبى إن مفتشين من الهيئة الحكومية لظروف العمل راقبوا سير الإضراب بمطارات البلاد الرئيسية بمدن لشبونة وبورتو وفارو.
وأوضح اتحاد العاملين بالطيران المدنى أن الإضراب أسفر عن تأخير 11 رحلة جوية من البرتغال بعدما شارك قرابة 90 بالمئة من أفراد الطاقم العاملين بالبرتغال البالغ عددهم 330 شخصا فى الإضراب، إلا أن الشركة أكدت أن معظم أفراد الطاقم البرتغاليين باشروا أعمالهم بصورة طبيعية وأن عددا قليلا من الرحلات الصباحية تم تأجيله أو إلغاؤه وأنها ستلتزم بجدول عملها لبقية اليوم بشكل طبيعى.
ويتهم الاتحاد الشركة باستغلال سلطة القانون الأيرلندى لتجاهل حقوق العاملين واللجوء لإجراءات تأديبية وتهديدات ضدهم، ويعد أحد أهداف الإضراب المطالبة بتدخل الحكومة البرتغالية فى النزاع بين الطرفين.