صور.. "طارق تيكو" شاب موهوب ينتقد التنمر والعنصرية والعنف بالفوتوشوب.. المصمم الشاب يُدخل روح المرح على أعماله بإبراز جمال فنانى الزمن الجميل بالألوان.. ويصمم ألبوم "سيلفى نجوم زمان"

طارق حاتم، أو كما يسمى نفسه ويطلق عليه أصدقاؤه "طارق تيكو"، شاب موهوب صاحب مخيلة واسعة يعبر عن مشاعره وآراءه باستخدام أداته المفضلة "فوتوشوب"، فبرنامج تحرير الصور هو مصدر رزقه وفى الوقت ذاته وسيلته للتعبير عن رأيه تجاه أى قضية أو موقف يتعرض له فى حياته اليومية. ويعكس "تيكو" مشاعره تجاه أى قضية بإجراء تعديلات على صور الفنانين والفنانات المصريين والعالميين، ليعبر بذلك عن موقفه عما أثار مشاعره واستفزها، أو لتحقيق وجهة نظره فى شىء ما، ومن القضايا التى تناولها فى رسوماته الخاصة، "التنمر، العنف ضد المرأة، التمييز والعنصرية". ولم تكن القضايا الجادة فقط هى ما شغلت بال "طارق تيكو"، بل أدخل نوعا من البهجة والمرح على أعماله، حيث مزج بين الزمن القديم والتكنولوجيا فى الوقت الراهن، وذلك عن طريق إدخال روح العصر الحديث على صور الفنانين القدامى من زمن الفن الجميل، إضافة إلى استبدال وجوه الفنانين المصريين والأجانب على أفيشات الأفلام من الجانبين. 5 أشهر أكبر فترة قضاها "تيكو" لتنفيذ تصميماته ومن آخر إبداعات "تيكو"، التى نفذها ونشرها خلال الساعات الماضية من اليوم الجمعة، هى تصوير مجموعة من الفنانات الراحلات بالألوان على ما يشبه غلاف المجلات، والتى ذيلها بعنوان "old is gold"، ويظهر من خلال صوره الفنانات سعاد حسنى، وفاتن حمامة، وشادية، وزبيدة ثروت، ونادية لطفى، وهند رستم، فى أزياء ملونة عصرية تبرز جمالهن كالذهب كما وصفهن. ويقول طارق تيكو، لـ"انفراد"، إن هدفه من مجموعة صوره الأخيرة توجيه رسالة للفنانات والجمهور الذى ينبهر بجمال نجمات الجيل الحالى، بأن هنالك من كن أكثر جمالًا فى الماضى، وأن جمالهن طاغٍ على كل العصور، وأن رسالته تلك هدفها دعوتهم للتواضع وعدم التباهى بشكل متزايد، مؤكدًا أنه استغرق 5 أشهر فى تصميمات صور الفنانات بهذا الشكل الذى يبدو أنه غلاف لمجلات عصرية، موضحًا أنه قضى تلك الفترة الطويلة فى تحضير الفكرة وتجهيزها ومن ثم التنفيذ، وكذا تنسيق الألوان بدقة عالية حتى تقنع تصميماته متابعيه من الوهلة الأولى، بما لا يدعهم يشكون للحظة أن هذه الصور مصممة على برنامج "فوتوشوب". مصمم شاب ينتقد سلبيات المجتمع بـ"فوتوشوب" وأضاف أن تصميماته فى الغالب تكون وراؤها رسالة للمجتمع بهدف مواجهة وانتقاد مشاكله وسلبياته، مشيرًا إلى أنه صمم ألبوم صور كامل عن السخرية من الأشخاص الذين يعانون من السمنة، والذى استغرق تجهيزه وتصميمه 3 أشهر، وكذلك ألبوم عن التنمر والعنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، مشيرًا إلى أن اعتماده على صور الفنانين لتجسيد رسالته وبثها للجمهور، لأن الفنان المشهور يمثل عامل جذب، وسيجعل من يرى الصورة يتساءل هل سيظل يحب هذا النجم إذا كان بدين أو أسمر البشرة. ويوضح "تيكو" أن تلك الأعمال يقوم بها للتعبير عن آرائه الشخصية تجاه مواقف يشاهدها ويتعرض لها فى حياته اليومية أو من خلال متابعاته للمجالات المختلفة، خاصة فى عالم الفن، مضيفًا أنه إلى جانب تلك التصميمات له عمله فى نفس المجال، حيث يعمل فى إحدى شركات الدعاية، مشيرًا إلى أنه نفذ تصميمات عدد كبير من المسلسلات الشهيرة. "تيكو" ينتقد التنمر من أصحاب البشرة السمراء وبالتجول بين أعمال "تيكو" نجد أنه فى العام 2017 صمم مجموعة صور يرفض من خلالها العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، حيث صمم صورا لمجموعة كبيرة من كبار الفنانين والفنانات مثل عمرو دياب وياسمين صبرى ودنيا سمير غانم وعمرو يوسف وكندة علوش، وجعل بشرتهم سمراء. وعلق على تلك الصور: "اللون.. الحجم.. الدين.. المال.. الصحة.. إلخ، فى أوقات بنحب نكون عنصريين علشان نرضى غرورنا أو نحس للحظات إننا أحسن من غيرنا أو نعيش لحظة انتصار حتى لو على حساب القيم والمبادئ أو على حساب مشاعر الناس، واسألوا صحابكم هل اتعرضوا لعنصرية قبل كده ولا لا وساعتها هتفهموا!"، وذيل ذلك الكلام بهاشتاج "اسمر يا أسمرانى"، ويوضح "تيكو"، أن سبب تصميمه هذا الألبوم هو مشاهدته لموقف سخرية لأكثر من مرة من أصحاب البشرة السمراء أو رفض شخص جلوسهم بجانبه فى وسائل المواصلات. "Time Machine" أحد إبداعات المصمم الشاب عام 2016 وإلى جانب القضايا الجادة، هناك تصميمات نفذها "تيكو"، بهدف المرح واللهو مثل جمعه لصور الفنانين فى عمرهم الحالى وصورهم فى مراحل الشباب، بحيث يقف الفنان فى عمريه المختلفين، وكأنه استخدم آلة الزمن للرجوع إلى عمر الشباب ليشاهد نفسه كيف كانت ملامحه، وكيف أصبحت فى الوقت الراهن، وقد نفذ تلك الصور فى العام 2016. التنمر والعنف ضد المرأة يشغلان بال "تيكو" فى 2015 وسبق ذلك الألبوم مجموعة صور أخرى عن قضية العنف ضد المرأة، والتى تصور فيها "تيكو"، خلال العام 2015، مجموعة من الفنانات يتعرضن للضرب والعنف، حيث أبرز الكدمات والجروح على وجوههن، ليضع من يستخدم العنف ضد زوجته أو ابنته أو أى مرأة فى حياته، أمام سؤال هل سيتقبل أن تتعرض فنانته المفضلة للضرب المبرح بهذا الشكل حتى تتبدل ملامحها وتصاب بكل هذا الأذى؟ وفى ذات العام، تناول أزمة أخرى وهى السخرية والتنمر من الأشخاص اللذين يعانون السمنة، حيث جسد مجموعة من الفنانين المصريين والعالميين بأجسام بدينة غير رشيقة على غير عادتهم، وكانت هنا رسالته المعتادة، بأن إذا كان فنانك المفضل بدينا فإنك لن تسخر منه، لذا لا تسخر من الآخرين، وسبق هذا الموضوع الجاد، مجموعة صور فى ذات العام، أجرى خلالها عملية تبدل لوجوه الفنانين المصريين والأجانب على أفيشات الأفلام العربية والأجنبية بالتبادل بين الطرفين، ليتخيل عبرها كيف سيكون الفنان المصرى إذا أدى دور ما فى فيلم أجنبى شهير أو العكس بالنسبة للفنانين العالميين. سيلفى النجوم مجموعة صور مرحة لـ"تيكو" عام 2014 وآخر محطة فى جولتنا ستكون مع "سيلفى نجوم الأبيض وأسود"، حيث حافظ "تيكو"، على طريقته فى مزج الماضى بالحاضر، ليتخيل نجوم القرن الماضى وهم يستخدمون "تقليعة" عصرية، وهى الصور السيلفى، وقد صمم صورا لبعض الفنانين والفنانات يمسكون هواتف محمولة حديثة لم تكن قد اخترعت فى زمنهم هذا، ويقفون فى وضعية وكأنهم يلتقطون الصور السيلفى، وجميعها صور متقطعة بالطبع من مشاهد أفلام أدى هؤلاء النجوم أدوار البطولة فيها، إلا أن دقة وبراعة التصميم توحى للمشاهد أنها صور طبيعية.