من جديد عاد الصراع بين التيارات السلفية، وذلك بعد عودة الدكتور محمد سعيد رسلان الداعية السلفى وزعيم السلفية المدخلية، إلى المنبر مرة أخرى بعد حصوله على تصريح من وزارة الأوقاف، وذلك بعد منعه مؤخرا من اعتلاء المنبر ،الأمر الذى أدى لقيام أتباع الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية لمهاجمة رسلان وتقديم مذكرة ضده لوزير الأوقاف لاتخاذ قرار بمنعه مجددا من الخطابة.
وأعلن الداعية السلفى سامح عبد الحميد أحد أتباع ياسر برهامى، عن تقديم شكوى لوزارة الأوقاف يطالب فيها بإيقاف محمد سعيد رسلان ومنعه من الخطابة، بدعوى أن منهجه يخالف الدستور والقانون.
ووجه عبد الحميد، اتهامات لرسلان.. وقال فى الشكوى بأنه يدعو لإلغاء الانتخابات ويطالب بإلغاء الأحزاب وهذه الأمور كلها مخالفة للدستور والقانون.
وأوضح الداعية السلفى أن عودة رسلان مرة اخرى إلى المنبر مخالفة، ولابد من منعه ومنع كل من ينتهج فكره من المنابر والدروس الدينية فى المساجد ، لافتا أن رسلان يروج لأفكار ضالة لابد من مواجههتها لأنها تمثل خطر على عقول وفكر الشباب، ويستغل المساجد فى ذلك ، ونحن نرفض وجوده على المنبر مرة أخرى .
بينما رد أتباع الدكتور سعيد رسلان ، وقال حسين مطاوع الداعية السلفى، أن عودة "رسلان" للمنبر هو انتصار كبير على أعداء العلم والعلماء، ومن يريدون تشويه صورته من أبناء حزب النور وغيرهم ، لافتا إلى أن سامح عبد الحميد هو واحد من أهل الشر "حسب قوله".
وأضاف الداعية عبر صفحته الرسمية "فيس بوك" أنهم عمدوا تشويه فرحتنا بعد قرار عودة رسلان إلى المنبر ، بعد حل الازمة مع وزارة الأوقاف ، من خلال نشر مقاطع فيديو مفبركة وقديمة له والترويج على أنها حديثة ومحاولة للفتنة مرة أخرى ، ومنع الشيخ من الخطابة مرة أخرى ، مؤكدا أنهم دائما يتعمدون كل فترة لإظهاره لإحداث فتنة في أوساط أهل السنة ولكن دائما ما يخيب الله ظنهم، وهذه الفرقة لا تقل خطورتها عن الإخوان فيجب الالتفات لها والحذر منها قطع الله دابرهم وأراح أهل السنة منهم".
وقال طارق البشبيشي ، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الخلافات الموجودة بين التيارات السلفية قديمة وليست وليدة الظل، فدائما تجد كل طائفة لا تريد لأخر أى خير ، فكل منهم يسير على منهج غير الثانى ، فهناك السلفية العلمية والسلفية المدخلية والسلفية السرورية وغيرهم من طوائف ومسميات ، وهم أشد الاعداء لبعضهم البعض .
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية لـ "انفراد" ، أن هذا الأمر طبيعى ، فاتباع برهامى ودعوته لايريدون أن يرون سعيد رسلان على المنابر، وكذلك العكس ، فهى خلافات فى المنهج والفكر لا يتغير .
وأدى الداعية السلفى محمد سعيد رسلان، إمام المسجد الشرقى بقرية سبك الأحد التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، خطبة الجمعة والتى دارت حول "بر الوالدين " والحفاظ على حقوقهما .
وأكد الداعية السلفى خلال كلمته عقب خطبة الجمعة بادئا بعبارة " يقطع لسانى وتبتر يمينى وتزهق روحى أن أكون سببا فى فتنه تمس تراب مصر " مقدما قصيدة شعرية عن مصر وحب الوطن .
وشدد رسلان على أن حب الوطن غريزة، بين الحشرات والحيوانات والإنسان، والتى لابد من الحفاظ عليه، لافتا إلى أن الحيوانت تدافع عن أوطانها مهما حدث، لافتا إلى ضرورة الحفاظ على حب الأوطان، مختتما حديثة بالدعاء إلى ولاة أمور المسلمين، وأن يوفقهم إلى كل خير .
يأتى ذلك بعد أن أكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني، أن الشيخ محمد سعيد رسلان، قد حضر إلى مكتبه بديوان عام وزارة الأوقاف، وأكد على ما أعلنه قبل ذلك من أن طاعة ولي الأمر واجبة، وتعهد بالالتزام التام بتعليمات الأوقاف فيما يتصل بخطبة الجمعة وجميع تعليماتها المنظمة لشئون الدعوة والمساجد، وأن أى تعليمات تصدرها الوزارة بهذا الشأن سيلتزم بها التزاما كاملا، مشيدا بدور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح، وأثنى على نظام الخطبة الموحدة مؤكدا اقتناعه والتزامه بها .
كما أكد رئيس القطاع الدينى، أن الوزارة لا تقصى أحدًا ممن تنطبق عليه شروط الخطابة، طالما أنه يعمل من خلال تصريح رسمى صادر عن الوزارة، ويلتزم بجميع تعليماتها بشأن ماكلف به من عمل أو سمح له به وعلى هذا قرر رئيس القطاع الديني إعطاء الفرصة للشيخ محمد سعيد رسلان، لأداء خطبة الجمعة في ضوء ما تعهد به، وسمحت له مديرية أوقاف المنوفية بالعودة إلى أداء خطبته من الجمعة اليوم بناء على ما تعهد به لرئيس القطاع الدينى، وحضوره للوزارة وتعهده بالالتزام بجميع ضوابط الوزارة .