أزمات عدة شهدها موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم " فيس بوك"، مشكلات كثيرة تسببت فى زعزعة الثقة بينه وبين ما يقرب من 2 مليار مستخدم، أصبحوا لا يشعرون معه بالأمان والخصوصية.
والسبب فى ذلك عدة وقائع، أولها ما حدث فى مارس الماضى ويُعرف بفضيحة " أناليتيكا" عندما تم اختراق الحسابات الشخصية لــ 50 مليون مستخدم وتسريبها من أجل التأثير على الناخبين وتوجيههم فى الولايات المتدة الأمريكية، ما كلف الشركة " فيس بوك" خسائر بلغت وقتها اكثر من 40 مليار دولار بالاضافة لاستدعاء مؤسسه " مارك زوكربيرج" للتحقيق معه من قبل الكونجرس الأمريكى.
وبخلاف الواقعة السابقة فقد شهد موقع " فيس بوك" أزمة أخرى، بعدما تعرض الموقع لقرصنة من قبل مجموعة هاكرز مجهولون قاموا بالسيطرة على حسابات ما يقرب من 50 مليون مستخدم، حيث أعلنت الشركة مساء أمس أنه تم استغلال ثغرة من قبل الهاكرز، ما سمح لهم بإختراق هذا الكم من الحسابات دون الحاجة لمعرفة كلمة المرور "الباسورد" مما يسمح لهم بإختراق بيانات المستخدمين والاطلاع على الرسائل والصور الخاصة بهم.
مما أسفر عن هبوط سهم فيس بوك بالبورصة بما يصل إلى 3.4% فى التعاملات المسائية، أى أن الأسهم قد انخفضت 6.7% حتى الآن هذا العام.
الوقائع السابقة تجدد الحديث حول أزمة الثقة التى بات يعانى منها رواد فيس بوك تجاه هذا موقع التواصل الاجتماعى الأشهر، وتطرح الأسئلة حول إن كانت هناك بدائل متاحة للمستخدمين تلافيا لمزيد من حوادث اختراق الخصوصية أم لا .
فى المقابل وامام الحوادث المتكررة تلك، وسمعة هذا الموقع فى تداول الأخبار والمعلومات الكاذبة المضرة بالأمن القومى، أعلنت روسيا عن تدشينها موقع بديل عن "فيس بوك" يسمى فكونتاكتى المعروفة ب VK، وهو موقع اجتماعى مسجل به ما يقرب من 100 مليون مستخدم شهرى وتم إطلاقه فى عام 2006 ، ولاقى إقبال كبير عليه كبديل لموقع التواصل الاجتماعى الأشهر على مستوى العالم.
كما أعلنت الصين عن خلق منصات اجتماعية بديلة ممثلة فى ثلاث شبكات "وى شات، وايبو، وبايدو تاييبا" ووضعت لها مجموعة من اللوائح بخصوص مراقبة الإنترنت والمناقشات عبره.
الدكتور محمد الجندى، الخبير فى أمن المعلومات والجرائم الإليكترونية يقول إن الحوادث السابقة وتكرارها بات يمثل أزمة ثقة بين المستخدمين والموقع خاصة بعد الاعترافات التى أدلى بها عدد من خبراء التكنولوجيا على مستوى العالم بأن الوضع اصبح مؤسفا وغير موثوق فيه.
وأضاف الجندى، أن مستخدمى الموقع الأشهر على مستوى العالم أدركوا الأزمة مؤخرا، وزادت نسبة حرصهم على عدم تدوين بياناتهم الشخصية وصورهم على الموقع أو الإفصاح عنها، خاصة وان البدائل المتاحة الآن لــ "فيس بوك" سواء نظيره الروسى او الصينى ليست قوية أو معروفة بالقدر الكافى، وبالتالى الحديث حول إمكانية هجر الموقع والاتجاه لأى بديل آخر أمر غير وارد فى الوقت الحالى .
وتابع: "مشاكل السوشيال ميديا "شبكات التواصل الاجتماعى" تكاد تكون واحدة، ونظرًا لقلة عدد مستخدمى فيس بوك روسيا على سبيل المثال وفيس بوك الصين يصعب أن نضعهم فى مقارنة واحدة مع فيس بوك الأصلى ونحدد أيهم أقوى وأكثر تأثيرا.
واتفق معه النائب جون طلعت، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب قائلا: جميع المواقع على الإنترنت يتم اختراقها سواء كان مواقع تواصل اجتماعى أو حكومية رسمية، لذلك لدينا نوعين من القوانين الأول لمكافحة الجرائم الإلكترونية يتم فيه محاسبة المخترقين والثانى سيتم مناقشته فى دور الانعقاد الرابع خاص بحماية البيانات.
وأضاف: مهما بلغت درجة الحماية يكون هناك ثغرات يستطيع الهاكرز اختراقها وسبق وأن حدثت واقعة شبيها مع مؤسس " فيس بوك" وتم التحقيق معه من قبل الكونجرس واعتذر وقتها وتعهد باتخاذ مزيد من إجراءات الحماية، ولكن عاد الأمر من جديد لذلك مهما كانت درجة الحماية لا بد لكل مستخدم أن يأخذ حذره من " فيس بوك" ويتوقع بنسبة 1% أن معلوماته وبياناته الشخصية من السهل تسريبها والاطلاع عليها.