تحل علينا اليوم الذكرى الـ27 لاسترداد أرض طابا، بعد سنوات من الجهود السياسية والدبلوماسية الحثيثة لاستعادة كل شبر من أرض سيناء، وما زال هذا الانتصار له صداه الواسع حتى الآن، وسط مطالب بالاستفادة من هذا الانتصار لمواجهة التحديات الحالية.
سياسيون وعسكريون أكدوا أهمية الانتصار القانونى والدبلوماسى الذى حققته مصر أمام إسرائيل فى معركة استرداد طابا، ورفع العلم المصرى على كامل أرض الفيروز، مشيرين إلى أنها لحظة تاريخية رغم أن اللجنة التى حققت هذا النجاح القانونى، لم تلق التكريم اللائق لها وفقًا لتصريحاتهم.
رئيس سلاح الجو الأسبق: الشعب لا يفرط فى حقوقه
اللواء لطفى مصطفى كمال، رئيس أركان حرب القوات الجوية الأسبق، ووزير الطيران المدنى الأسبق، أكد أن ذكرى تحرير طابا ستظل ذكرى عزيزة لدى جميع المصريين بذل فيها الكثير من الدماء لاسترداد كل أرض سيناء، مؤكدا أن الشعب المصرى لا يفرط فى حقوقه.
وأضاف رئيس أركان حرب القوات الجوية الأسبق، لـ"انفراد" أن هناك مواطنين مصريين كثر ضحوا من أجل استرداد أرض سيناء، وبذل فيها الكثير من الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية، ونجحت مساعى مصر فى استرداد طابا فى 19 مارس عام 1989، وتولى مهمة استرداد طابا رجال كانوا على قدر المسئولية.
وتابع رئيس أركان حرب القوات الجوية الأسبق: "أذكر جميع المصريين بهذه الذكرى، وأتمنى أن يكون اداءنا وانتماءنا للوطن بمثل ما تم التضحية به من أجل استرداد أرض سيناء بالكامل".
رفعت السعيد: لجنة مفاوضات تحرير طابا لم تنل التكريم اللائق
وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، إن تحرير طابا يمثل إصرار المصريين على تحرير تراب وطنهم، موضحًا أنها جاءت بعد معركة دبلوماسية كبيرة بذلت فيها لجنة المفاوضين مجهود شاق، واستحقوا عن جداره احقيتها أمام لجنة التحكيم حتى رفع العالم المصري على أرضها.
وأوضح السعيد لـ"انفراد" أن طابا تمثل جزءًا صغيرًا على الخريطة المصرية ولكنها بُذل من أجلها كثير من المجهود، لافتًا إلى أن عدد من الذين ساهموا فى هذا العمل الجليل لم يحصلوا على التكريم اللائق لم بذلوه وقدموه.
المؤرخ عاصم الدسوقى: عمل اللجنة القانونية لم يكن سهلا
فيما أكد الدكتور عاصم الدسوقى، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث، أن ذكرى استرداد طابا هى حدث تاريخى كبير مرت به مصر بعد فترة طويلة من المفاوضات كى تعترف إسرائيل بأن طابا أرض مصرية، ولم يكن نجاح اللجنة القانونية سهلا لاسترداد الأرض.
وأضاف المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث، لـ"انفراد" أن مصر قدمت العديد من الوثائق التى تؤكد أن طابا أرض مصرية، وهو ما ينبغى أن تستفيد منه مصر الآن فى مواجهة التحديات الدولية، والاعتماد على الخبراء لمواجهة الأزمات الحالية.
مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أشار إلى أن ذكرى تحرير طابا تُعَد من الأحداث التى سيتذكرها التاريخ لعقود طويلة، حيث أثبت الشعب المصرى أنه لا يمكنه التفريط فى حقه مهما طال الزمن.
وأضاف نوح، أن هذا الانتصار سيظل محفورا فى أذهان المصريين، ولابد من الاستفادة منه لتحقيق انتصارات خارجية خلال الفترة المقبلة.
فيما قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى إن مناسبة تحرير طابا من المناسبات الوطنية الهامة فى تاريخ مصر لإحيائها الروح الوطنية مرة أخرى، موضحًا أن عدد من المؤرخين والعسكريين والدبلوماسيين قدموا نموذجًا رائعًا لتعاون الكفاءات.
وأوضح عيسى أن معركة التحكيم شهدت حالة من التشكيك من قِبَل بعض رجال المعارضة آنذاك لأنها قد تكون اعتراف ضمنى لقبول مصر الحكم ضدها، مشيرًا إلى أن الكفاءات المصرية التى ساهمت فى اللجنة تمكنت فى إثبات أحقيتها لأرض طابا حتى رُفِعَ العلم المصرى على التراب الوطنى.