توقف سلسال الدم بالصعيد.. العائلات المتناحرة تستجيب لمبادرة الشرطة بالصلح فى الخصومات الثأرية.. ضبط 5 آلاف قطعة سلاح.. مساعد وزير الداخلية: الأمن الاجتماعى يعود للصعيد.. ووكيل الأزهر: الحياة تعود لطبي

"آلاف يجلسون على مقاعدهم وسط حالة من الترقب، وأكفان محمولة على الأيدى تتحرك، وعمائم الأزهر وكاب الشرطة يتصدر المصدر، لينتهى الأمر بلحظة عناق تجمع الطرفين، وسط تكبيرات من الحضور لإعلان إنهاء الخصومة الثأرية بين العائلات".. هكذا المشهد فى الصعيد. وزارة الداخلية بالتنسيق مع الأزهر الشريف والمحافظين فى الأقاليم، نجحوا فى إنهاء المئات من الخصومات الثأرية مؤخراً فى الصعيد وبعض محافظات الوجه البحرى، مما ساهم فى وقف سلسال الدم، وإعلان الصفح والعفو. ونجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط فى عقد جلسة صلح بين أطراف عائلتين بقرية أسمنت دائرة مركز شرطة نقاده فى النزاع القائم بينهما ، وذلك فى حضور مدير أمن قنا وقيادات المديرية وأعضاء لجنة المصالحات وكبار رؤوس العائلات وأفراد العائلتين ،حيث تم التوفيق والصلح بين الطرفين ، وأقروا جميعاً بالصلح النهائى وتعهد كلاً منهما بعدم التعرض للآخر. وعقدت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج جلسة صلح بين أطراف عائلتين بالبلينا فى النزاع القائم بينهما ،وذلك فى حضور عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية الشعبية وأعضاء لجنة المصالحات وكبار رؤوس العائلات وأفراد العائلتين ، حيث تم التوفيق والصلح بين الطرفين ، وأقروا جميعاً بالصلح النهائى وتعهد كلاً منهما بعدم التعرض للآخر. وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط من عقد جلسة صلح بين أطراف عائلتين بدائرة مركز شرطة أسيوط فى النزاع القائم بينهما. جهود وزارة الداخلية لم تتوقف عند حد عقد جلسات الصلح، وإنما امتد لأكثر من ذلك وصولاً لاستهداف أطراف الخصومات الثأرية قبل ارتكابهم جرائم القتل والأخذ بالثأر، حيث نجحت أجهزة الأمن في استهداف طرفى خصومة بدائرة مركز شرطة منفلوط بأسيوط أسفرت عن ضبط 10 أشخاص بحوزتهم 10 قطع سلاح نارى، فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها مكافحة الجريمة بشتى صورها كشفاً ومنعاً ، وضبط حائزى الأسلحة النارية والذخائر غير المرخصة.. واستهدفت حملة أمنية مكبرة أطراف خصوة ثأرية بدشنا بمحافظة قنا، وضبطت 7 أشخاص بحوزتهم 7 بنادق آلية، وتم ضبط 12 هاربين من أحكام قضائية. وبلغة الأرقام، شنت حملات أمنية موسعة لاستهداف تجار الأسلحة النارية غير المرخصة، بمديريات أمن "الفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، والوادي الجديد، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر". الحملات الأمنية أسفرت عن ضبط "5113 قطعة سلاح آلي، و92 رشاش، و3 مدفع جرينوف، و195 سىلاح مششخن، و5989 بندقية خرطوش، و808 مسدس، و7561 فرد مخلي الصنع، و108250 طلقة نارية". بدوره، قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ووكيل الأزهر السابق ورئيس اللجنة العليا للمصالحات، إن جلسات الصلح وانهاء الثآر أمر في غاية الأهمية. وأضاف وكيل الأزهر السابق، في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، الخصومة الثأرية تجعل الحياة تتوقف تماماً، فلا تنمية ولا تعليم ولا شىء يتحرك في المنطقة، وعندما يأتي العفو والصفح يساهم ذلك في عودة الحياة لطبيعتها في هذه المناطق. وضرب وكيل الأزهر السابق مثالاً بما شهدته منطقة أسوان من خصومات ثأرية كان لها تأثيرها على المنطقة، وما شهدته منطقة برديس في سوهاج، حتى تم التصالح بين العائلات. وشدد وكيل الأزهر السابق، على أهمية أن يدعم الإعلام الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية والأزهر في هذا الصدد، مؤكداً أن البعض يعتقد بالخطأ أن هذه الجلسات بديلة للقانون، وهذا أمر مغلوط، فالصلح يكون لوقف نزيف الدم، ولا حديث مع الجناة والمطلوبين للجهات القضائية فيتم تسليمهم للنيابة فوراً لتأخذ العدالة مسارها، وإنما الهدف من الصلح وقف نزيف الدم . من ناحيته، قال اللواء رفعت عبد الحميد مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن وزارة الداخلية تبذل جهود طيبة في هذا الصدد، ويساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن الاجتماعي. وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق في تصريحات لـ"انفراد"، أن هذه التحركات الأمنية تساهم في خلق الهدوء بالصعيد، والتأكيد على دولة القانون، لافتاً إلى أن الداخلية لا تكتفي بإقامة جلسات الصلح لكنها تلاحق حائزي السلاح الغير مرخص وأطراف الخصومات الثأرية.