"مرات الأب خدها يا رب وإن كانت حورية من الجنة".. هذا المثل الدارج الذى يتداوله الأهالى بالصعيد انطبق على أحداث واقعة حقيقة جرت أحداثها بقرية الصفيحة دائرة مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، حيث تجرد زوجة أب من كل مشاعر الإنسانية وغرائز الأمومة وقامت بالتعدى ابنة زوجها الصماء والخرساء باستخدام عصا مما نتج عنه إصابتها بالرأس وكسر باليد، وبعدها فارقت الحياة ولم يشفع عندها إعاقتها أو وفاة والدتها وبقائها وحيدة معزولة عن المجتمع بسبب إعاقتها والتى يشاركها فيها أخ وأخت يكبرانها بقليل ولا يستطيعان أيضا السمع والكلام، وينال دائما قسطا من التعذيب من زوجة أبيهم وبلا رحمة.
الدافع الرئيسى وراء تلك الجريمة النكراء هو الغيرة من قبل زوجة الأب لأن والد الأطفال الثلاثة كان يحب أولاده بشكل كبير وبحكم أن "فرحة" هى أخر العنقود كانت له فى قلبه مكانة خاصة يعود كل يوم بعد عناء التعب من العمل لدى الغير كأجير وأول ما يفعله عند وصوله المنزل هو أن يأخذ نجلته الصغرى بين أحضانه يلاعبها تارة ويقبلها تارة أخرى هذا الأمر خلق حالة من الحقد والغيرة لدى زوجة الأب على الطفلة الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها 4 سنوات وعرضها للتعذيب البدنى والنفسى على مدار اليوم إلى أن أنتهى بها الحال إلى وفاتها وأصبحت ضحية جبروت مرات الأب.
ترجع الواقعة عقب تلقى اللواء هشام الشافعى مدير أمن سوهاج بلاغا من اللواء على صالح نائب مدير أمن سوهاج لقطاع الشمال يفيد بوفاة طفلة فى ظروف غامضة بقرية الصفيحة دائرة مركز طهطا، وتعدد الأقوال حول الواقعة بينما أكد مفتش الصحة بوجود شبهة جنائية فى الوفاة.
على الفور تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد عبدالحميد أبو موسى مدير إدارة المباحث الجنائية وقادها العميد طارق يحى رئيس مباحث المديرية والرائد أحمد العزازى رئيس مباحث مركز شرطة طهطا والرائد عمر أبوعقرب معاون أول مباحث المركز، وتبين وفاة فرحة ياسر محمد أحمد 4 سنوات، وتقيم بناحية الصفيحة دائرة المركز، وبسؤال والدها ياسر محمد أحمد عامر 34 سنة عامل ويقيم بذات الناحية قرر بأنه أثناء لهو نجلته أعلى أريكة بالمنزل اختل توازنها وسقطت أرضاً مما أدى لحدوث إصابتها " كسر بالذراع الأيسر.
وبتوقيع الكشف الطبى على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بعدم الجزم بسبب الوفاة ورجح أن تكون هناك شبهة جنائية وما قررته النيابة العامة من انتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة، لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك.
ونظرا لما تشكله الواقعة من تأثير سلبى على الأمن العام تم وضع خطة بحث هادفة للتوصل إلى الأسباب الحقيقية حول الواقعة كان من أهمها العودة إلى مسرح الجريمة للحصول على أدلة جديدة إعادة مناقشة الأب وزوجته مرة أخرى، كل على حدا للتوصل إلى الحلقة المفقودة فى الواقعة الاستعانة بمترجم لغة الإشارة للتواصل مع شقيقى الضحية إلى أسباب الحادث الحقيقية.
وأسفرت جهود فريق البحث عن مفاجأة من العيار الثقيل بأقوال الأب والذى قرر أن نجلته فرحه كان تلهو على أريكة بالمنزل اختل توازنها وسقطت أرضاً مما أدى لحدوث إصابتها "كسر بالذراع الأيسر" والتى أودت بحياتها وأن الإصابات الموجودة بالرأس نتيجة السقوط من على الأريكة.
بينما أقر أشقائها أن الضحية تعرضت للضرب من قبل زوجة والدها وأنها معتادة التعدى عليها وبمواجهة زوجة الأب أنكرت الواقعة تماما وأصرت أن وفاتها كانت بسبب سقوطها، وبتضييق الخناق عليها وبمواجهتها بأقوال الشهود فى الواقعة انهارت واعترفت بقيامها بالتعدى الطفلة حتى فارقت الحياة، وأنها لم تدر ماذا كانت تفعل وأن والدها كان يحبها ويدللها وهذا خلق عندها غيرة وأنها لم تنل حظها من الدنيا، حيث إن شقيقتها تزوجت من شاب صغير السن ليس لديه زوجة سابقة بينما هى بلغت التاسعة والعشرين من العمر وتزوجت رجلا لديه أولاد من زوجته المتوفية، وهذا خلق لديها حالة نفسية سيئة جعلتها تكره كل من حولها.
تم تحرير محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد لها فى الموعد القانونى.