"انقلب السحر على الساحر" و"البضاعة الفاسدة عادت لأصحابها".. هذه هى العناوين الأصدق للفضيحة المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، وأبطالها هم عبد الله العذبة رئيس تحرير العرب القطرية ومستشار تميم بن حمد حاكم قطر، وغالية آل ثانى ابنة عم حاكم قطر ووزيرة الصحة السابقة فى الإمارة القطرية.
الطريقة التى افتضح بها أمر المستشار والأميرة، هى نفس الطريقة التى تستخدمها الدولة القطرية فى مواجهة خصومها، فالجزيرة كانت أول منبر إعلامى يذيع ما يسمى بـ"التسريبات" الخاصة، دون مراعاة لقواعد انتهاك الخصوصية الشخصية، وكذلك فإن كثير من أنصار الدولة القطرية كانوا أول من استخدم الطعن فى الأعراض والنساء كوسيلة لمواجهة دول الرباعى العربى.
قائمة البذاءات القطرية منذ بداية المواجهة مع دول الرباعى العربى تصدرها مجموعة من الأشخاص تخصصوا فى هذا النوع من الدعاية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، منهم مثلا سعود بن خالد ال ثانى أحد أفراد الأسرة الحاكمة ورئيس نادى الريان القطرى، فهذا الرجل هاجم نساء المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة بألفاظ يعف اللسان عن ذكرها.
واشترك فى ترويج البذاءات أيضا محمد السويدى اللاعب القطرى السابق، فتحول حسابه عبر "تويتر" إلى ساحة لترديد الألفاظ البذيئة فى حق نساء المنطقة العربية، لاسيما دول الرباعى العربى.
حتى قناة الجزيرة القطرية، فإنها بثت تغريدة على حسابها عبر تويتر فى محاولة واضحة للتشكيك فى صحة التسريب قالت فيها: "لا تتعجب إن سمعت كلاما بصوتك لم تقله، أو شاهدت مقطعا لك وأنت تفعل شيئا لم تقم به، فالتكنولوجيا أشعلت حروب الفبركات"، لكن القناة تناست فى الوقت ذاته أنها كانت أول من إبتدع بث المكالمات الشخصية على الهواء مباشرة بوصفها تسريبات.
من ناحيته قال هشام النجار الخبير السياسى أن ظهور مثل هذه التسريبات تؤشر لحدوث انشقاق داخل العائلة المالكة، ويبدو أن الأجهزة الأمنية هناك لا تملك سوى الوسائل التى توجع الطرف المراد استهدافه، مشيرا إلى أنه سبق أن تم نشر صور لتميم بن حمد وهو عار.
وأضاف النجار: "العائلة الحاكمة فى قطر معروف عنها استخدام هذه الوسائل والطرق القذرة والأموال والإغراءات بالجنس، نظرا لأن النظام هناك ليس له شرعية سياسية، ولا قاعدة جماهيرية فى بلد معروف عنها الانقلابات العائلية".