احتفت وسائل الإعلام الهندية بتوقيع صفقة شراء منظومة صواريخ S-400 الروسية، خلال زيارة الرئيس الروسى بوتين للهند.. وذلك وسط معارضة أمريكية للصفقة التى بلغت قيمتها 5.43 مليار دولار.
ماهى S-400؟
هى منظومة صاروخية دفاعية أرض جو يمكنها إسقاط الطائرات المعادية حتى ولو كانت ذات قدرة على التخفى.. وبحسب موقع "ديفينس نيوز" يمكنها العمل بفعالية بحيث تعترض الطائرات المقاتلة والصواريخ فى مجال 400 كيلومتر، وبها صواريخ تعمل على نطاقات مختلفة مثل صواريخ 40N6 لمسافة 400 كيلومتر و 48N6 لمسافة 250 كيلومتر و صواريخ 9M96E2 لمسافة 120 كيلومتر وصواريخ 9M96E على مسافة 40 كيلومتر.
يعتبرها المحللون أيضا أخطر نظام صاروخى على الطائرة الأمريكية المقاتلة الجديدة f-35 والتى يفترض أن أمريكا عملت على تطويرها لسنوات وأنفقت فيها مئات المليارات من الدولارات بالتعاون مع شركة لوكهيد.
لماذا تريدها الهند؟
بحسب موقع "تايمز اوف إنديا" فإن القوات الجوية الهندية كانت أعلنت عن خطط لتطوير قدراتها العسكرية وخاصة فى الدفاعات الجوية والطيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهند تنظر لباكستان والتوترات بين البلدين فى إقليم كشمير كدافع لتطوير قدراتها العسكرية حيث تملك باكستان طيران مقاتل خطير مع نماذج متطورة من f-16 وأيضا طائرات J-17 الصينية بأعداد كبيرة.
لكن بجانب باكستان كان هناك أيضا الصين المجاورة والمنافس التجارى والصناعى للهند، وتملك الصين أيضا 1700 طائرة مقاتلة بينها 800 من طراز 4-Gen.
عقبات الصفقة
وتفاوضت الهند مع روسيا على منظومة S-400 منذ عامين وتعطلت المفاوضات أكثر من مرة بسبب الرفض الأمريكى، وبحسب وكالة "رويترز" كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الشهر الماضى للهند تشمل تهديدات أمريكية حتى تتوقف الهند عن شراء النفط الإيرانى ولمنع اتمام الصفقة. لكن فى كلا الحالتين لم تنجح الجهود الأمريكية، وتم توقيع الصفقة بحضور الرئيس الروسى بوتين فى الهند.
ويرى محللون أن السبب فى الرفض الأمريكى الأخير كان سببه رغبة واشنطن فى تشديد تأثير العقوبات على روسيا من خلال حظر بيع السلاح الروسى بذلك تتمكن واشنطن من التخلص من منافسها فى سوق السلاح خاصة وأن شركة ألماز- أنتاى، الروسية المصنعة للمنظومة S-400 على قائمة العقوبات الأمريكية.
هناك مخاوف أخرى فى طريق الصفقة وهى بحسب موقع "إيكونوميك تايمز" الهندى تتمثل فى مخاوف من عدم قدرة الهند على سداد دفعات الصفقة فى موعدها.
المفترض أن يبدأ التسليم فى 2020 على الحدود الهندية مع الصين وباكستان وكان وزير الدفاع الهندى فى 2016، مانوهار باريكار قال إن الصفقة ستعدل ميزانيات الدفاع الهندية وتوفر المليارات من الدولارات من أموال الضرائب الهندية، لكن دراسة تقنية من قبل القوات الجوية أظهرت أن الصفقة ستعطل صفقات عسكرية أخرى منها صفقة شراء فرقاطات كريفاك بقيمة 2.2 مليار دولار.
سرقة الحلفاء وسوق سلاح
معارضة واشنطن للصفقة الهندية كان أحد أسبابها هو مخاوف واشنطن على حصتها فى سوق السلاح العالمى، لكن الأخطر من مجرد صفقة هو الدول التى تشترى المنظومة الروسية، ففى العامين الماضيين ظهرت تقارير تتحدث عن شراء دول حليفة لأمريكا للمنظومة الروسية، على رأس القائمة كانت تركيا عضو الناتو والتى تملك سلاحا أمريكيا وقواعد عسكرية أمريكية، وتسببت الصفقة بين موسكو وأنقرة فى غضب من واشنطن وحلف الناتو بدعوى أن تركيا تشترى سلاحا من دولة لها أنظمتها العسكرية الخاصة والتى لن تتوافق مع السلاح الأمريكى الموجود لدى باقى دول الحلف.
وحتى الدول التى ليست حليفة لأمريكا وتعمل على تطوير أسلحتها الخاصة بنفسها مثل الصين أبدت رغبتها فى شراء S-400 الأمر الذى يسبب قلقا لأمريكا فإذا كانت هذه الدول ستشترى منظومات أجنبية فلماذا لم تختر شراء منظومة "ثاد" والتى كانت أمريكا تباهت بنشرها على حدود كوريا الشمالية.