المدرسة الوطنية للإدارة «فرنسا»، École nationale d›administration، واحدة من أعرق المدارس العليا الفرنسية، أنشئت فى عام 1945 من قبل «ميشال دوبريه» Michel Jean-Pierre Debré، رئيس وزراء فرنسا فى الفترة بين عامى 1961/1959م.
تثمينا هى مصنع القادة الفرنسيين، ومن أبرز خريجيها الرئيس الفرنسى الحالى إيمانويل ماكرون، ومن قبله الرئيسان جاك شيراك، وفاليرى جيسكار ديستان، وغيرهما ممن تولوا رئاسة وإدارة قطاعات وهيئات ووزارات ذات أهمية كبرى وتأثير فى فرنسا.
معلوم هى المدرسة الفرنسية الأكثر نخبوية فى العالم، وتقبل المواهب النادرة ممن تخرجوا بالفعل من أفضل المدارس العليا فى فرنسا مثل مدرسة المعلمين العليا، مدرسة الفنون التطبيقية أو HEC باريس، وهكذا تقف ENA باعتبارها واحدة من رموز الجدارة الفرنسية القادرة على تخريج كفاءات لشغل المناصب العليا فى القطاعين العام والخاص.
النموذج الفرنسى البازغ يجد طريقه للتطبيق فى القاهرة عبر الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التى أطلق فكرتها الرئيس السيسى باكرا، فيما عرف بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، الذى يضطلع بتخريج دفعات متوالية من القيادات الشابة شق 6 منهم طريقهم الواعد إلى مناصب تنفيذية «نواب محافظين».
الأكاديمية المصرية تكمل أدواتها الآن تمهيداً للافتتاح الرسمى فى نهاية العام الجارى، واختير لها مدير تنفيذى نابه الدكتورة رشا عياد راغب خليل، تحمل دكتوراه فى التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية عام 2007، وشغلت وظائف مدير تنمية العلاقات الإقليمية والدولية ومدير مركز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية بالأردن التابعة لجامعة الدول العربية 2002/2008. وتقلدت منصب عميد فرع جامعة «إسلسكا» الدولية بدولة أوغندا عام 2013.
اختيار صادف أهله كما يقولون، والمشروع الوطنى الكبير ينادى أصحابه، وهناك نحو 200 ألف شاب نابه تقدموا لاختبارات البرنامج الرئاسى، الشباب المصرى فى عرض فرصة تأهيلية ليس عازفاً ولا عابثاً، شباب زى الفل، يتمنى الله فى فرصة، ومن نصف فرصة يحرزون نجاحات عظيمة.
الأكاديمية الوطنية المصرية مشروع تأخر طويلاً، غاب تماماً عن ذهن الدولة المصرية المشغولة بتدبير لقمة العيش لشعب انشغل طويلاً بتدبير المعيشة، الأكاديمية نقلة نوعية فى فكر الإدارة المصرية تنتقل إلى تأهيل النخب الشبابية الواعدة وطنياً ليتبوأوا أماكنهم الطبيعية فى قيادة الدولة المصرية.
وكما تتبع المدرسة الوطنية للإدارة فى فرنسا سياسات خاصة لتأهيل كبار الموظفين الفرنسيين والأجانب فى الوظيفة العامّة، وتعدّهم لتحمل المسؤوليات التى تنتظرهم على الصعيد الوطنى والأوروبى والدولى، مخطط أن تسهم الأكاديمية المصرية الوطنية فى تأهيل الكوادر المصرية المؤهلة لشغل المناصب وإعدادهم لتحمل المسؤوليات التى تنتظرهم على الصعيد الوطنى أولا.
الأكاديمية نقلة نوعية تشوقناها طويلاً، وأعتبرها واحدة من مخطط «نهضة مصر»، وستقترن باسم السيسى لاحقاً، كما اقترنت المدرسة الفرنسية بالأب الروحى لها «ميشال دوبريه»، وأعرف أن الرئيس لا يطمح لما يسجل عليه اسمه، بل ما يتركه لشباب عانى إهمالاً مستداماً انتهى بهم إلى شواطئ التطرف والإدمان والغرق فى المتوسط.
الأكاديمية فرجة أمل لأبناء الطيبين الذين أعجزتهم نفقات الدراسات المتقدمة داخل وخارج مصر، التى لا تتاح إلا لأولاد الأثرياء، حتى صارت الجامعات الأجنبية المورد الرئيسى للكفاءات الوطنية، سيكون حدثاً وطنياً رائعا نفتح به عاماً سعيداً إن شاء الله.