فى الوقت الذى من المفترض أن تعمل الإدارات الجامعية المختلفة على مستوى الجامعات على تحسين البيئة التعليمية والنهوض بالبحث العلمى وربطه بمشروعات الدولة القومية، مما سيرفع تصنيفها على مستوى جامعات العالم، تجد المعادلة معكوسة هنا فى مصر، فرؤساء الجامعات يتسابقون على كعكة التصنيفات الدولية للجامعات للخروج بخبر مفرح عن ظهور جامعتهم فى هذا التصنيف أو ذاك.
معايير التصنيفات الجامعية
تعتمد معظم التصنيفات الجامعية العالمية على معايير محددة إذا تم بالفعل الاهتمام بها ستتقدم الجامعة تلقائيا فى هذا التصنيف أو غيره، إلا أن هناك بعض التصنيفات الخاصة بجهات بعينها والتى تعتمد فى تصنيفها للجامعات على عدد آخر من المعايير غير الواضحة وإنما يتم إعلان التصنيف بعد الانتهاء من إجراءات إعداده دون إعلان معايير واضحة لهذا التصنيف.
من أهم المعايير التى تعتمد عليها التصنيفات الجامعية تتلخص فى عدد الأبحاث العلمية المنشورة دوليا وخاصة تلك المنشورة فى مجلات علمية ذات معامل تأثير قوى، وكذلك نسبة أعداد الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة التى سيتم تصنيفها، كما أن هناك بعض التصنيفات الدولية التى تعتمد على تقييم المواقع الإلكترونية للجامعات المصنفة على شبكة الإنترنت ومدى قوة هذه المواقع وجذبها لعدد أكبر من المشاركين.
أستاذ جامعى: التصنيفات تذكرنا بشهادة الآيزو الخادعة
من جانبه، قال الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسة نقابة علماء مصر، "إن ما يحدث من كلام حول تصنيف الجامعات والمقايسات الأجنبية المختلفة التى تصنف الجامعات العالمية ومنها المصرية تصنيفات متعددة ومتباينة يضعنا أمام حقيقتين لا ينبغى أن نغفل عنهما الأولى أن هذه الجهات تذكرك بقوة بحكاية الأيزو وهى الشهادة التى كانت تبيعها الدكاكين فى مصر وجنوب أوروبا وكانوا يخدعون الناس بأنها شهادة عالمية تسابقت إليها الشركات والمؤسسات والجهات ثم ظهرت الحقيقة بعد ذلك".
وأضاف سرور، فى تصريح خاص لـ"انفراد": "الأمر الثانى فإن هذا اللهاث نحو هذه التصنيفات هو نوع من الهروب عن مواجهة الواقع المؤلم الذى يطالبنا جميعا بالعمل على إنقاذ الجامعات المصرية ومراكز البحوث مما انحدرت إليه حاليا فبدلا من مواجهة الحقائق ووضع الخطط والبرامج العملية لإنقاذ الجامعات ونهضتها تجدهم يتحدثون عن التصنيفات العالمية وفروع الجامعات الأجنبية فى مصر وهذا كله وهم باطل لا أصل له فى الحقيقة، فالجامعات المصرية تحتاج إلى إنقاذ سريع وليس شهادات أيزو جديدة".
الدكتور وائل بهجت: لا تعكس التصنيفات مردودا على أرض الواقع
وأكد الدكتور وائل بهجت، الأستاذ بجامعة الإسكندرية، أن التصنيفات الجامعية لا تعكس فائدة على أرض الواقع وليس لها مردودا والدليل على ذلك ما نراه فى البحث العلمى ومعاناة الأستاذ الجامعى وشهادة الطالب المصرى غير معترف بها بدون معادلة فى كثير من الدول، قائلا: "يمكن أن تكون هذه التصنيفات جيدة فى تحسين صورة الجامعات وجذب عددا أكبر من الوافدين مما يعكس مردود جيد فى دخل قومى للدولة والجامعات ولكن لابد أن يكون لها مردود على أرض الواقع ومن المفترض ألا تكون سباق أو حرب لأن القاعدة تقول أن الجميع يعمل ليصبح على مستوى أفضل ليس فقط لدخول التصنيف".
وأوضح بهجت، أن الأعداد الكبيرة أحيانا تمنع الجامعات من دخول بعض التصنيفات لكن لا يزال البحث العلمى رقم فى واحد فى رفع تصنيف الجامعات ولابد من الاهتمام بهذا البحث العلمى بالكيف وليس الكم، قائلا: "الاهتمام حاليا ينصب على كم الأبحاث المنشورة دون النظر للقيمة الحقيقية لهذه الأبحاث العلمى”، مؤكدا أن تخطى جامعات إقليمية ضعيفة لجامعات كبرى مثل القاهرة وغيرها من جامعات العاصمة شىء غريب وليس مفهوم من القائمين على هذه التصنيفات، قائلا: "لابد من الاهتمام بجودة العملية التعليمية ولابد أن يكون لهذه التصنيفات مردودا على أرض الواقع".