"أنا الذى سيخلصكم من النار والهلاك".. سر جملة قالها سفاح قبل تقطيع جاره فى مدينة 6 أكتوبر.. الأهالى يروون لـ"انفراد" تفاصيل مثيرة حول قتل مريض نفسى لمسن بـ20 طعنة.. وكيف تمكن الأمن من السيطرة عليه

"أنا ربكم الأعلى.. أنا الذى سيخلصكم من النار والهلاك".. بهذه الكلمات خاطب سفاح مدينة 6 أكتوبر الأهالى بعدما أجهز على "عادل" الرجل المسن البالغ من العمر 60 عامًا وقطع يديه وقدميه، داخل منزله لسبب مجهول، إلى أن سقط فى قبضة رجال الأمن بمساعدة الأهالى واقتيد إلى النيابة العامة التى حققت معه وأصدرت قرارًا بحبسه، وعرضته على خبراء الطب النفسى لبيان حالته الصحية ومدى مسئوليته عن تصرفاته. داخل عقار سكنى فى شارع "السيدة عائشة" بالحى السابع بمدينة الـ6 من أكتوبر، صعد "محمد.ح" صاحب الـ37 عامًا حاملًا سلاح أبيض "كذلك" فى يده إلى منزل جاره القديم "عادل" وبعد عدة طرقات على الباب فتح له الرجل المسن الباب، وفوجئ به يهجم عليه بكل قوته فسقط على الأرض، وسدد "محمد" 20 طعنة نافذة للرجل الستينى فى مختلف أنحاء جسده حتى خارت قواه، وما أن تمكن من الإفلات منه حتى هرول مسرعًا على درج السلم ليسقط أمام العقار غارقًا فى دمائه. "انفراد" انتقل إلى العقار الذى شهد جريمة مقتل عجوز مسن على يد شاب مختل عقلياً بمدينة 6 أكتوبر، والتقى مع عدد من الأهالى من بينهم سالم سيد الذى نجح فى مساعدة قوات الأمن من أجل السيطرة على المتهم وتقديمه للعدالة. يقول "سالم.س" 29 عامًأ ويعمل جزارا، أنه أثناء تواجده فى محل عمله الذى يبعد أمتار قليلة عن العقار الذى شهد الجريمة، سمع صوت الأطفال يصرخون ويهرولون فى الشارع تجاهه، وحينما استعلم منهم عن الأمر، أخبروه بأن هناك رجل مختل قتل جارهم بشارع "السيدة عائشة"، فهرول على الفور إلى المكان الذى شهد الجريمة، وفوجئ بالمتهم داخل شرفة المنزل فى الطابق الرابع يلقى محتويات المنزل بالخارج. وتابع "سالم"، أنه أثناء ذلك كان المتهم يردد عبارات غريبة قائلًا:" أنا ربكم .. أنا المسيخ الدجال الذى سيخلصكم من النار.. عليكم باتباعى"، وفى تلك الأثناء فوجئنا بالضحية ينزل مهرولًا على السلم غارقًا فى دمائه ويداه متدليًا منه نتيجة تقطيعها بالسلاح الأبيض، وبه طعنات نافذة فى مناطق متفرقة من جسده، فاجرينا اتصالًا هاتفيًا برجال الإسعاف الذين حضروا على الفور ونقلوا الضحية للمستشفى. التقت طرف خيط الحديث "محمد.ع" 24 عامًا عامل، ويقطن فى المنطقة التى شهدت الواقعة قائلًا: حضر رجال الأمن إلى مكان الجريمة، وحاولوا السيطرة على المتهم إلا أنه حاول الاعتداء عليه وطعنهم بالسلاح الأبيض الذى كان بحوزته "كذلك"، وكان يهددهم بقوله: "إلى هيقرب هخليه يحصله.. اللى هيقرب منى هقتله"، هنا تجشم "سالم" وصعد مع رجال الشرطة من أجل القبض على المتهم وبحوزته عصا غليظة للدفاع عن نفسه. يعود "سالم" للحديث عن كيفية سيطرته ورجال الأمن على المتهم، بأنه بعد صعودهم فوجئوا بالمتهم يحاول الهجوم عليهم بالسلاح الأبيض الذى بحوزته ولكنهم تفادوا ضرباته، وسدد له ضربة من العصا الذى بحوزته أسقطت السلاح من يده، وتبع ذلك عدة ضربات لقدمه مما أسقطه على الأرض، وهجم عليه وأمناء الشرطة وتمكنوا من "كلبشته" والسيطرة عليه ونقله إلى سيارة الأمن، ومن ثم إلى قسم شرطة أول أكتوبر الذى لا يبعد قليلًا عن مكان الحادث. "كان بيضرب حشيش.. ودائمًا كان بيعتدى على والدته فى الشارع"، يقول "عبد الحليم.ع" 27 عامًا عامل فى "سوبر ماركت" بالمنطقة التى شهدت الجريمة، المتهم كان سيئ السلوك وكان دائم الاعتداء على والدته، نظرًا لرغبته فى الحصول على المال منها لشراء المواد المخدرة، خاصة بعدما تم رفده من عمله كفرد أمن بأحد الـ"كمباوندات" الشهيرة، وخلال السنوات الطويلة التى قضاها فى المنطقة لم يكن يمر عامًا أو الثانى حتى يرتكب جريمة سواء سرقة أو اعتداء على الأهالى، ويتم القبض عليه ويحسب عام أو أشهر قليلة ثم يخرج ليزاول نشاطه. فيما تقول "منى.إ" 68 عامًا ربة منزل وجارة المجنى عليه، أنهم يوم الواقعة سمعوا صوت صراخ شديد صادر من منزل المجنى عليه، ولكنها لم تكن تتوقع أن يكون ما يحدث جريمة قتل بشعة، فالمتهم تعدى على المجنى عليه بالضرب المبرح قبل وفاته، بعدها القاه من على دراج السلم فنزل غارقًا فى دمائه، الجميع فى المنطقة الآن يخشى خروج المتهم من محسبه تحت أى ظرف، لأنه سيعود لينتقم من الأهالى الذين سلموه لأجهزة الأمن. من جانبها تواصل النيابة العامة بمدينة 6 أكتوبر تحقيقاتها حول واقعة حيث وجهت تهمة القتل العمد للمتهم "محمد.ح" 38 عامًا عاطل، وأصدر قرارًا بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، جددها قاضى المعارضات 15 يومًا، كما أمرت بعرض المتهم على لجنة من خبراء الطب النفسى لتوقيع الكشف عليه وبيان قواه العقلية، ومدى قدرته على السيطرة على تصرفاته ومسئوليته عنها، وطلبت تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح جثمان الضحية.