أزمة اقتصادية تفجر صراعا داخل إيران.. خامنئى يدعو مسئوليه لإيجاد حلول سريعة قبل عقوبات أمريكا النفطية.. ومراجع دينية تحمّل "روحانى" مسئولية انهيار العملة.. والالتفاف على العقوبات حيل طهران للنجاة

قبل نحو أسبوعين من تطبيق عقوبات أمريكية مشددة مفروضة على القطاع النفطى والمصرفى الإيرانى، يسابق مسئولى طهران الزمن والسير فى مسارين، أحدهما إيجاد طرقا بديلة وحيل للإلتفاق على العقوبات، والمسار الثانى البحث عن إجراءات تمكنهم من تحسين الوضع الاقتصادى المتردى بعد هبوط قيمة العملة الأشهر الماضية، وفى هذا الصدد دعا المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى مسئولى بلاده من السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية لسرعة إيجاد حلول للتغلب على الأزمة التى سببتها العقوبات. وللمرة الثانية خلال شهر أكتوبر، يتحدث المرشد الأعلى المتربع فوق قمة هرم السلطة، عن الوضع الاقتصادى وما تسببت فيه من متاعب للمواطنين، ففى الخامس من الشهر نفسه قال أمام عشرات الآلاف من أفراد قوات الباسيج وقيادات الحرس الثورى المجتمعين فى استاد بطهران أن "إيران تواجه فترة حساسة بسبب التهديدات الأمريكية والمصاعب الاقتصادية" وفى الوقت نفسه قال أن بلاده "ستصفع الولايات المتحدة وستهزمها بهزيمة العقوبات". وكرر على خامنئى تناول الأزمة الاقتصادية فى خطابه، خلال لقاءه برؤساء السلطات الثلاث مساء الأربعاء، نشرت الوكالة اللقاء صباح الخميس، ودعا لاتخاذ قرارات جادة لحل مشاكل البلاد الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. والبحث عن السبل الكفيلة بمعالجة المشاكل القائمة فى هذا المجال. وفى اللقاء اعتبر خامنئى أن أعضاء المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي على عاتقهم مسئولية اتخاذ القرارات الأساسية والموفرة للحلول فى مجال الاقتصاد، واقترح المرشد على مسئوليه ما أسماه بالـ"عمل الجهادى"، والجهود الاستثنائية لإيجاد حلول لها لاسيما مشكلة الغلاء وانخفاض القدرة الشرائية التى خلفت مصاعب لمعيشة شريحة كبيرة من الإيرانيين من الطبقات الضعيفة. وقسّم مشكلات بلاده إلى اقسام منها "تحديات داخلية وبنية اقتصادية" و"القضايا الناجمة عن العقوبات الأمريكية"، وأكد ينبغى اتخاذ قرارات جادة وعملية لحل قضايا الاقتصاد ومنها مشاكل النظام المصرفى والسيولة النقدية والتضخم وفرص العمل وعملية تنظيم الميزانية، كما دعا للاستفادة من مقترحات الناشطين والاقتصاديين للخروج من الأزمة، وأضاف "بالوحدة يمكننا التغلب على كل الأزمات والعقوبات، إيران يمكنها مقاومة ضغط العقوبات بالاعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية". عقوبات أمريكية مشددة فى "نوفمبر" ويصل التصعيد الأمريكى الإيرانى ذروته، وفى الوقت الذى يعانى منه الاقتصاد الإيرانى من تدهور وتفشى الفساد والبطالة، وتردى غير مسبوق فى سوق العملة التى تخطت مطلع اكتوبر حاجز الـ20 ألف تومان للدولار الأمريكى الواحد، قبل أن يتراجع الدولار قبل أسبوع، سوف تفعّل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية، والتى وتشمل الشركات التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط، وفرض عقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالى. صراع التيارات.. انقسام أمام معاهدة مكافحة الإرهاب ومراجع دينية تحمل روحانى مسئولية الوضع وبينما تعانى إيران من أزمة اقتصادية طاحنة، برز انقسام واضح فى المشهد السياسى الإيرانى بين التيارات حيال انضمام البلاد لمعاهدة مجموعة العمل المالي الدولية FATF، والتى صادق البرلمان على إحدى لوائحها لمكافحة الارهاب CFT الأسبوع الماضى، ونقلت صحيفة "عصر إيرانيان" عن النائب نقوى حسينى عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، "لم نحصل على مزايا المعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الارهاب "CFT" لكننا قبلنا عيوبها". ودخلت المراجع الدينية على الخط، وحمّلت روحانى مسئولية الوضع، على نحو ما نقلت صحيفة " وطن امروز" وكتبت على غلافها "احتجاج المراجع الدينية"، فقد انتقاد رجل الدين آية الله نوري همداني لائحة CFT، وانتقد المرجع آية الله مكارم شيرازى حكومة روحانى معتبرا أن لها دورا فى تذبذب سعر العملة ولا ترغب فى انخفاض سعر الدولار الواحد عن 10 آلاف تومان. معتبرا أن أحد المشكلات المعقدة فى البلاد هى الغلاء، وأن الحكومة ليست بريئة. أما المرجع الدينى آية الله نورى همدانى انتقد تصويت البرلمان على لائحة CFT، قائلا كان ينبغى علينا بدلا من تمرير FATF تدوين قانون داخلى لمكافحة الإرهاب، معربا عن أسفه عن تصويت البرلمان على اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب رغم تحذيرات مراجع الدين، معتبر أن قواعد FATF تتعارض مع خصائص الثورة الإيرانية، ودعا مجلس صيانة الدستور لدرسها بدقة، لئلا تتعارض مع الشرع والدستور. حيل إيران للالتفاف على العقوبات وأمام العقوبات المشددة، تجد طهران نفسها اليوم مجبرة على اللجوء لحيلها القديمة لبيع النفط، الأمر الذى أكده وكان وزير النفط الإيرانى بيجن نامدار زنجنة قد أشار فى تصريح سابق له إلى الأساليب التى كان تستخدم فى الماضى بقوله إن طهران ستجد "طرقا أخرى" للحفاظ على مستوى صادراتها النفطية، ومن خلال البحث فى هذا الطرق، يمكن القول أن المقايضة والتهريب وإغراء المشترين بالبيع بأسعار أقل، وبيع النفط عبر وسطاء يقومون بشراءه محلياً ومن ثم يعيدون بيعه في الأسواق العالمية تحت ستار أنهم من القطاع الخاص الإيرانى وليسوا تابعين للحكومة، من بين خطط إيران التى قد تعتمد عليها إيران للحفاظ على مستوى إنتاجها، بعد استئناف العقوبات فى نوفمبر المقبل. وبرزت حيلة جديدة، سوف تعتمد عليها طهران، هى "طاقية الاخفاء" أى تخفى طهران ناقلات النفط عبر اطفاء أجهزة الإرسال لإخفاء مسارها والنقطة الأخيرة لتسليم النفط ويغدو من الصعب تحديد موقعها، الأمر نفسه أيده صحيفة "أوراسيا ديلى" التى قالت إن إيران تحول أسطولها من ناقلات النفط إلى "ناقلات شبح" فى محاولة لتخليص مستوردى "الذهب الأسود" الإيراني من الضغط والعقوبات الأمريكية المستقبلية. تقوم سفن شركة ناقلات النفط الوطنية بإطفاء المرسلات لإخفاء مسارها والنقطة الأخيرة لتسليم النفط.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;