مع كل تعديل وزارى محتمل تكثر التكهنات فى وزارة الصحة حول توقع الوزير الجديد، وبنسبة كبيرة لا تخرج هذه التكهنات عن دائرة أساتذة الجامعات الأكاديميين لسببين؛ الأول أن قناعة صانع القرار تكمن فى عدم وجود قيادات بالوزارة تصلح لإدارة القطاع، والثانى فقدان قيادات الوزارة الثقة فى أنفسهم لمعرفتهم أن الأساس الأوحد فى الاختيار أن يكون الوزير كادرا جامعياً.
طريقة اختيار وزراء الصحة من بين الأساتذة الأكاديميين فى الجامعات وتحديدا فى الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير نسفت من الأساس فكرة بناء قيادات الصف الثانى داخل الوزارة لأن كل وزير مع تولى مهامه بالوزارة يتحصن برجاله الذين يكونون أيضًا من الجامعة ليمثلوا الصف الثانى لتكون نهايتهم الرحيل مع الوزير مع أول تعديل وزارى مرتقب.
أسلوب الاختيار خلال الـ5 سنوات الماضية أسفر عن تكرار نفس التجربة 9 مرات، ما تسبب فى تفريغ الوزارة من قيادات الصف الثانى بسبب رحيلهم عن الوزارة أو بقائهم كمهمشين لا يؤدون أى دور.
الدكتور عادل عدوى وزير الصحة السابق، أكد أن الوزارة بها قيادات وطاقات جبارة تستطيع النهوض بقطاع الصحة إذا توفر لها المناخ الحقيقى للعمل من أجل خدمة المجتمع، مشيراً إلى أنه ينبغى على الوزراء تمكين الشباب وإفساح المجال أمامهم لإفراز قدراتهم وطاقاتهم لخدمة القطاع.
وقال عدوى، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن الوزارة بها 5 قيادات كبار يستطيعون إدارة القطاع بأكمله ولكن لا تزال قيادات الصف الثانى بالوزارة تعانى الندرة بينما لا يوجد قيادات للصف الثالث والرابع بسبب عمليات التغير المستمرة، مطالباً بمنح العاملين بالوزارة وخاصة الشباب فرص لإثبات الذات.
وتابع وزير الصحة السابق: "لدينا تجربة متميزة ورائدة لتمكين الشاب تم بلورتها فى أربعة معاونين لوزير الصحة أثنين منهم يتولون الجودة والاعتماد بالمستشفيات والاثنين أخرين يتولون مهام قطاع الصيدلة وآليات تطويره ودعمه، تجربة معاونى الوزير التى تحدث عنها الدكتور عادل العدوى لا ينقصها سوى ضرورة وضعها على الهيكل الإدارى للدولة كوظيفة دائمة وليست مؤقتة مرهونة بالتجديد من جانب الوزير".