يعد معهد بحوث الحشرات أحد أقدم المعاهد البحثية فى مصر والذى أنشئ من اجل مواجهة وباء الملاريا والذى إنتشر فى مصر فى الخمسينيات وادى الى وفاة ملايين البشر حيث بدا كوحدة تابعة وزارة الصحة ثم أنفصل كمعهد مستقل بعد نجاحه فى القضاء على بعوضة الـ"أنوفيليس" التى كانت تنقل المرض بين المصريين.
وقال الدكتور أحمد حسين رئيس معهد بحوث الحشرات، إن المعهد يعانى فى الفترة الحالية من نقص الباحثين حيث أن عددهم يبلغ 1/10 من إجمالى عدد الباحثين فى الخمسينات الامر الذى يؤثر على عمل الفريق البحثى الخاص بالمعهد الذى يتابع اى نوع حشرات يمكن ان تدخل مصر مثل البعوضة التى تسبب فيروس "زيكا" و"الإيبولا" وغيرها وبالتالى يحمى مصر من الاوبئة والأمراض المستجدة.
وأضاف الدكتور أحمد حسين، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن فريق المسح الخاص بالمعهد يجوب جميع محافظات الجمهورية ولا يتوقف ويعمل على مدار الـ24 ساعة ويجرى دراسات بإستمرار وتنقسم الدراسة الى شقين الأول خاص بالحشرات الموجودة بالمحافظة وما ظهر جديدا وما اختفى كى يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها والشق الثانى خاص بالتعرف على مدى فاعلية المبيدات على الحشرات الموجودة وبناءً عليه يتم تحديث المبيدات.
وأشار حسين، إلى أن المعهد يمد قطاع مكافحة الأمراض بوزارة الصحة بنتائج الدراسات باستمرار كى تتخذ الوزارة التدابير اللازمة حال دخول حشرات جديدة مصر موضحا أن الفريق البحثى يجرى الرصد الآن بمحافظة بنى سويف وسينتقل بعد ذلك إلى محافظة المنيا.
وتابع حسين: "مشكلة الحكومة بالكامل أن العاملين أغلبهم إداريون ولا يوجد متخصصين والمعهد أيضا نصف العاملين به يعملون بالإدارة والنصف الآخر باحثين، وقليلون من يقبلون العمل فيه لأن أطباء الطب البيطرى لا يفضلون العمل فيه وهى مشكلة كبيرة تواجه المعهد حاليا".
وأوضح حسين، أن دول حوض البحر المتوسط بها 82 صنفًا من البعوض فقط بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من الحشرات كالصراصير، والفئران، والبراغيث وغيرها، ودراسة كل نوع منها يتطلب حرفة وتخصص وعمل شاق.
ولفت حسين، إلى أن المعهد يحتاج لوسائل تنقل لأعضاء الفريق البحثى بين المحافظات حيث أنها مشكلة كبيرة، بالإضافة إلى مشكلة عدم وجود استراحات خاصة بالمعهد ولا يتقاضى الباحثين العائد المناسب بسبب أن الإنفاق على الفريق قليل جدا بسبب ضعف إمكانيات الدراسة، مضيفًا أنه فى أحيان كثيرة يقول الفريق بالمبيت بالأراضى الزراعية لإجراء دراسات ليلية على البعوض والناموس ولا يجد استراحات.
وتابع حسين: "القطاع الوقائى يعمل بعيدا عن الأنظار ويعانى من غفلة المسئولين عكس القطاع العلاجى تماما، فالقطاع الوقائى له فضل كبير فى السيطرة على أى فيروس قبل انتشاره بمصر، حيث ساعد المعهد فى الخمسينيات على السيطرة على بعوضة الأنوفيليس والتى أدت لانتشار مرض الملاريا وتوفى 3 ملايين مواطن آنذاك".