تناقض لا حدود له يظهر جلياً فى سياسة الولايات المتحدة التى تزعم أنها ضحية إرهاب القاعدة فى 11 سبتمبر 2001، بعد أن جعلت من نفسها منذ ذلك الوقت قائدة "الحرب الكونية على الإرهاب".. وهى فى الوقت ذاته تدعم بالأموال البؤرة الرئيسية للتنظيمات المتطرفة، فما بين تمويل الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق وأفغانستان ومحاولتها كسب أصدقاء داخل تلك التنظيمات السرية، تقف الولايات المتحدة دائما موقف القاتل الذى يحاول تبرئة نفسه وسلاح الجريمة مازال فى يده، ومن هذا المنطلق نستعرض لمحات طفيفة من تمويل الكونجرس الأمريكى لبعض المنظمات الإرهابية، التى وصلت رائحتها لوسائل الإعلام، دون أن ينكشف عن باقى القائمة الطويلة، كالآتى:
داعش والقاعدة حلفاء الولايات المتحدة وليسوا أعدائها:
داعش والقاعدة هما على أرض الواقع، حلفاء الولايات المتحدة وليسوا أعداءها كما يصور للشعب الأمريكى، ويعزز هذا الاحتمال أن "داعش"- على الأقل- هى صنيعة الولايات المتحدة، كون الأمريكيين الذين يغرقون فى استخدام طائرات "الدرون" بدون طيار فى قصف مواقع القاعدة فى اليمن، وفى الصومال، وفى باكستان، قد امتنعوا عن قصف "داعش" الناشطة فى "العراق" منذ سنوات، بتنفيذها تفجيرات يومية فى المدن العراقية. فقد كان بوسع الأمريكيين عبر أقمارهم الصناعية، أن يكتشفوا بعض مواقع "داعش" هناك ويقصفونها بصواريخ طائراتهم، سعيا منهم للحد من تنامى المنظمة الإرهابية والتى كانت عندئذ منتمية "للقاعدة".
وتمول أمريكا داعش أيضا لأسباب اقتضتها الاستراتيجية الأمريكية سعيا لإبقاء حكومة "المالكى"، المباركة من "إيران"، منشغلة فى حربها ضد "داعش"، كوسيلة تحذير لها بعدم تطوير علاقاتها مع "إيران" إلى مستوى أعلى ربما يؤدى فى نهاية الأمر إلى تواجد قوات إيرانية فى بغداد. فالولايات المتحدة بعد غزوها للعراق كانت قد اضطرت لمغادرته تخوفا من المقاومة المسلحة التى جابهتها من قبل أنصار صدام حسين ومن فئات أخرى معارضة، وهى لا ترغب فى رؤية الإيرانيين يحلون محلها فى السيطرة على بغداد.
الولايات المتحدة تدرب إرهابيو سوريا عسكريا
على الجانب الآخر، ذكرت صحيفة ديلى بيست الأمريكية أن قائد الفرقة 30 فى الجيش السورى الحر، والذى تلقى تدريبا ضمن برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتدريب المعارضين السوريين، انشق عن البرنامج وانضم إلى جماعة جبهة النصرة التابعة لتنظيم داعش.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن أحد قيادات المعارضة السورية وقائد الفرقة 30، إحدى جماعات التمرد التى تتلقى التدريب على يد الجيش الأمريكى لمواجهة الرئيس بشار الأسد، ربما انشق عن البرنامج، ذلك بحسب رسالة نشرها على موقع للتواصل الاجتماعى، ووسط شائعات عن انضمامه لجبهة النصرة، الأمر الذى يؤكد وجود أيدى خفية أمريكية لدعم الإرهاب فى سوريا.
الأموال الأمريكية فى خدمة تشويه الإسلام
ويقضى الهدف الأكبر من تمويل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للمنظمات الإرهابية، إلى تشويه الإسلام بصفة أساسية، وذلك بما تفعله داعش الرافعة للراية الإسلامية من أعمال إجرامية فى كل المنطقة، وثانيا يسعيان لإشعال حرب سنية شيعية وعرقية بالمنطقة، وفى النهاية التمهيد للحرب العالمية القادمة أو الملاحم الكبرى التى سيقوم الصهاينة بإشعالها فى منطقة الشرق الأوسط وينقسم العالم ويتصارع فيما بينه على أراضى دول هذه المنطقة.