- المؤتمر يعرض مراحل تحول "القاعدة وداعش " إلى فكر أكبر من التنظيم تستمد منه الجماعات والتنظيمات المحلية مبادئ وقواعد للأعمال الإهاربية بمعاونة شبكات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى
- التجمع يعرض خطة الجماعات الإرهابية فى تبنى فكر إقامة "دولة الخلافة" وإقامة الإمارات والولايات وهدم الدول وإسقاط أنظمة الحكم
أصبحت ظاهرتا التطرف والإرهاب "التهديد الرئيسى" للسلم والأمن العالمين بعد أن بات لا يفرق بين دول أو مجتمعات نامية وأخرى متقدمة، وامتد بتعدياته فى جميع المناطق على الساحة العالمية، وصارت تنظيماته نجدها فى شرق وغرب آسيا، وشمال وشرق وغرب ووسط إفريقيا.
ورغم كثافة الجهود الحالية على مختلف المستويات وبكافة الأصعدة، فى مكافحة التطرف والإرهاب، إلا أن المؤشرات لا زالت تشير إلى اتساع النطاق الجغرافى لعناصره وتنظيماته خاصة فى منطقة الساحل والصحراء ارتباطاً بالعديد من الأسباب والدوافع، الأمر الذى يتطلب تضافر وتكاتف الجهود الوطنية والمجتمع الدولى فى إطار استراتيجية شاملة لا تعتمد فقط على النواحى الأمنية والعسكرية (ذات العائد الإيجابى فقط فى المدى القريب) وإنما تأخذ بأبعادها التنمية الاقتصادية والبشرية والتعليمية والثقافية إلى جانب تجديد الخطاب الدينى.
ويتناول مؤتمر تجمع دول الساحل والصحراء المنعقد فى شرم الشيخ خلال الفترة من 22 وحتى 25 مارس الجارى طرح الأسباب والدوافع الرئيسية لانتشار ظاهرتى التطرف والإرهاب، واتجاهات التطور للتنظيمات الإرهابية فى فضاء الساحل والصحراء، وخريطة التنظيمات الإرهابية فى فضاء الساحل والصحراء، والجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل والصحراء، والرؤية المصرية لتطوير جهود ومكافحة التطرف والإرهاب فى الساحل والصحراء (الترتيبات الاستخباراتية لتعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب).
ويطرح المؤتمر الرؤى الخاصة بتعثر جهود التسوية السياسية السلمية للقضايا والأزمات على الساحة الدولية والإقليمية باعتبارها أحد أهم أسباب الإرهاب فى المنطقة، الأمر الذى يؤدى إلى الإحساس بالإحباط لدى الشعوب ويصب فى صالح الاتجاهات المتطرفة، إلى جانب الانتقائية فى استراتيجية التعامل مع التنظيمات الإهاربية، رغم حقائق وحدة المنابع والأخطار وضرورة التعامل الشامل لسرعة أثرها ومنعها من التمدد بمناطق أخرى.
ويناقش مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء الموضوع الخاص بتحول "القاعدة/داعش" إلى فكر أكثر منها تنظيم تستمد منه الجماعات والتنظيمات المحلية مبادئ وقواعد للأعمال الإرهابية، وهذا ساهم فى تحقيق ذلك التطور فى شبكات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى على شبكة المعلومات الدولية، فى ظل الطبيعة الجغرافية الصحراوية والجبلية والتركيبة الديموجرافية – والكثافة السكانية لفضاء "س – ص " الذى يوفر ملاذات أمنية للتنظيمات والجماعات الإرهابية.
وقد شهدت السنوات الماضية تطور كبيراً فى اتجاهات التنظيمات الإرهابية وبصفة خاصة فى فضاء الساحل والصحراء بعدما بدأت التنظيمات الإرهابية فى تبنى فكر إقامة "دولة الخلافة" – عبر إقامة الإمارات والولايات التى تعلن عنها التنظيمات المحلية، بدعوى تطبيق الشريعة وفقاً للفكر المتطرف الذى تدعو له، وذلك كبديل لتحقيق مصالح سياسية أو مكاسب اقتصادية بمعنى التحول من محاولة تحقيق المكاسب إلى فكر هدم الدول وإسقاط أنظمة الحكم، والانتقال من بناء المجموعات التنظيمية الصغيرة التى تعمل بالنظام السرى إلى تشكيل الكيانات الإرهابية التى تتقارب فى تنظيمها من الدول بتوفير هياكل سياسية واقتصادية وعسكرية ولوجيستية تعمل بشكل علنى لتأسيس الإمارات.
ويتميز الإطار التنظيمى للجماعات الإرهابية الحديثة بالمركزية فى القيادة واللامركزية فى الميدان ويضم بصفة عامة القيادة العليا "تنظيم داعش/ القاعدة" والوحدات الميدانية فى الدول الأخرى، والجناح العسكرى، والوحدة الإعلامية والاتصالات، ومصادر التمويل عبر أنشطة تجارية مشروعة / غير مشروعة – تبرعات – فدية رهائن – السيطرة على موارد طبيعية.
وقد تطورت الأنشطة الإرهابية للجماعات الموجودة فى منطقة الساحل والصحراء بعد أن كانت الانشطة تقتصر على عمليات (الاختطاف – الاغتيال - التخريب) بما يتطلبه ذلك من إمكانيات الأسلحة الخفية والعبوات ووسائل الاتصال المحدودة، حتى صارت قادرة على إدارة عمليات غير متكافئة / مختلطة مع القوات النظامية للدول وما يحتاجه ذلك من إمكانيات تعتمد على الأسلحة المتوسطة والثقيلة ووسائل الاتصال المتقدمة ووسائل التواصل الاجتماعى الحديثة.
وقد صارت التنظيمات الإرهابية عابرة للحدود سواء عبر التنظيمات المحلية التى تقوم بإعلان ولائها خاصة لتنظيم داعش أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وقد أشارت التقديرات الدولية مؤخرا إلى أن داعش أصبح يتبعه فى الوقت الحالى نحو 50 تنظيما ينتمون لحوالى "21" دولة فى مختلف المسارح الدولية الإفريقية – الأوروبية – الآسيوية – الأمريكية).
وترصد "انفراد" خريطة التنظيمات الإرهابية فى فضاء دول الساحل والصحراء، المقرر عقد مؤتمر دولى بحضور وزراء دفاع 27 دولة إفريقية وعربية لمواجهتها، من مدينة السلام "شرم الشيخ".
وتتسع خريطة التنظيمات الإرهابية فى فضاء دول الساحل والصحراء، التى تنتمى جميعها لفكر واحد يقوم على الاستئثار وتكفير المجتمعات وترويع المواطنين، وفى هذا الإطار نرصد التواجد الإرهابى لتنظيم أنصار بيت المقدس – فى منطقة محدودة بشمال شرق سيناء فى مصر.
وتشمل التهديدات الإرهابية أيضا حركة شباب المجاهدين فى الصومال والتى يمتد نشاطها لدول الجوار فى جيبوتى – كينيا – إثيوبيا – إريتريا – أوغندا – تنزانيا، ثم تنظيمات داعش – القاعدة – أنصار الشريعة فى ليبيا – إلى جانب الجماعة الليبية المقاتلة.
وتشمل التهديدات الإرهابية أيضا تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى ومشتقاته – جماعات المرابطون – جند الله فى بلاد المغرب – الموقعون بالدم – فى تونس – المغرب ودول الجوار، والجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة فى المغرب – والخلايا التابعة لداعش، وجماعة التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا موريتانيا، وجماعة انصار الدين – التوحيد والجهاد – أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية – أزواد فى مالى.
وتشمل التنظيمات الإرهابية التى يستهدف تجمع الساحل والصحراء مواجهتها، أهل السنة للدعوة والجهاد –"بوكو حرام" فى نيجيريا وامتداد أنشطتها إلى دول الجوار (النيجر – تشاد – الكاميرون – بوركينا فاسو)، وحركة تحرير دلتا النيجر – فى النيجر.