لم تقف مصر ضد التنمية فى دول حوض النيل، فهناك العديد من السدود أُنشئت فى حوض النيل، بالاتفاق والتشاور دون خلافات طالما أنها لم تؤثر بشكل ملموس على دول المصب، و ساهمت أيضاً فى بناء سد أوين فى أوغندا عام 1951، بنحو مليون جنيه استرلينى، حيث كان وقتها الجنيه الاسترلينى يساوى جنيه ذهب، أى ما يعادل ثمن المساهمة فى السد بمبلغ 6 مليارات جنيه، و سد جبل الأولية الذى أهدته مصر إلى السودان بعد بناء السد العالى، وعلى مدار التاريخ كان مطلبها الوحيد هو عدم التأثير على حصة دول المصب جراء انشاء مشروعات فى أعالى النهر دون توافق، حتى لا يحدث تأثير سلبى على تدفقات المياه.
رئيس تنزانيا يوجه الدعوة للرئيس السيسى لوضع حجر أساس سد ستيجلر جورج
وتقديراً لدور مصر الريادى فى القارة الأفريقية، وجه الرئيس التنزانى أمس الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء سد "ستيجلر جورج" الذى تنفذه شركة المقاولون العرب في حوض نهر "روفيجى" وأن يكون مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها في مصر، وهو ما رحب به الرئيس السيسى، مؤكداً أن بناء السد سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة.
الإنتهاء من انشاء السد 2021
يشار إلى أن الحكومة التنزانية أعلنت العام الماضى عن مناقصة لإنشاء سد ستيجلر جورج على نهر روفينجى وفازت بها الاسبوع الحالى شركة المقاولون العرب، وسيتم الانتهاء منه عام 2021 المقبل.
المقاولون العرب نافست عدة شركات من بينها صينية وتركية
من جانبه أوضح المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، أن المقاولون العرب نافست عدة شركات من بينها صينية وتركية، وكان العطاء المالى للشركة المصرية الأقل، والحكومة التنزانية أرسلت وفداً إلى مصر لتفقد التجربة المصرية فى المشروعات القومية.
وأضاف رئيس شركة المقاولون العرب، أن شركته ستنفذ السد بجميع مراحله بالتعاون مع شركة السويدى التى ستتولى تنفيذ محطة كهربائية ضمن المشروع، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يضع الرئيس السيسى حجر الأساس للسد خلال شهر، حيث سيتم تحديد تفاصيل التعاقد بعد وضع حجر الأساس، لافتا إلى أن السد سينشأ بغرض توليد الكهرباء بطول كيلومتر وارتفاع 130 مترا.
وكشف المعلومات التى حصل عليها انفراد ، أن" نهر روفينجى" هو نهر داخلى فى تنزانيا طوله 600 كيلو متر، ويصب فى المحيط الهندى المقابل لجزيرة مافيا ووادى ستيجلر جورج، جنوب غرب دار السلام، العاصمة التجارية وأكبر مدينة فى تنزانيا، وإيراده يتراوح من 10 إلى 58 مليار متر مكعب سنوياً، بمتوسط 20 مليار متر مكعب سنوياً، و يبلغ عمقه 100 متر وعرضه 100 متر ولا يوجد تأثير سلبى لدول الجوار من اقامة منشآ
ت مائية عليه.
حكومة تنزانيا درست إنشاء سد ستيجلر جورج منذ الستينات
وأوضحت التفاصيل الخاصة بالمشروع، أن حكومة تنزانيا كانت تدرس إنشاء سد ستيجلر جورج منذ الستينات، وطبقاً للدرسات الأخيرة التى أكدت أن هذا السد سيكون أكبر محطة للطاقة فى تنزانيا، فمن المتوقع أن تصل إجمالى الطاقة التى سيتم توليدها من خلال السد إلى 2100 ميجاوات، وذلك عبر خط كهربائى عالى الجهد 400، حيث سيتم دمجها فى شبكة الكهرباء الوطنية، وهو ما يساهم فى زيادة انتاج الطاقة الكهربائية مما يؤدى إلى سد العجز الذى تعانى منه تنزانيا، ويساهم فى ربط شبكات تنزانيا وكينيا وأوغندا وزامبيا.
ارتفاع السد يبلغ 134 مترا
وكشفت الدراسات أن ارتفاع السد يبلغ 134 مترا، فضلاً عن 4 سدود مكملة لزيادة السعة التخزينية لتصل إلى 34 مليار متر مكعب، و من المخطط أن تشغل محطة توليد الطاقة وبحيرة الخزان ما يقارب 1350 كيلو متر مربع، وتقدر تكلفة بناء السد بحوالى 3.6 مليار دولار، وسوف يتم الإنتهاء منه فى مدة لا تزيد عن 36 شهراً أى يتم تسليمه فى عام 2021.
الجدير بالذكر، أن شركة برازيلية أبدت فى عام 2011 ، وهى شركة Odebrecht، اهتمامًا بتنفيذ مشروع انشاء السد، وقام فريق من خبراء الشركة بزيارة تنزانيا، لإجراء تقييم للمنطقة المشروع، وخلص إلى أن هذا المشروع قابل للتطبيق وبسهولة التنفيذ وبطاقة إنتاج كهرباء كبيرة، إلا أن المفاوضات بينهما توقفت.