تنظم إسرائيل انتخابات للمجلس البلدية فى الجولان السورى المحتل، بعد غد الثلاثاء، ولأول مرة منذ احتلال الجولان عام 1967 يسمح للمقيمين العرب بالترشح لمنصب عضو مجلس بلدى أو رئيس بلدية.
وجدد أهالى الجولان السورى المحتل رفضهم مخططات الاحتلال الإسرائيلى المتمثلة بإجراء انتخابات المجالس البلدية، مؤكدين استمرارهم بالمقاومة ضد المحتل الإسرائيلى وتمسكهم بهويتهم العربية السورية.
وندد أهالى الجولان خلال مسيرات شعبية داخل قرى الجولان المحتل بهذه الانتخابات المزمع إجراؤها بعد غد الثلاثاء، مؤكدين استمرارهم بالعمل لإسقاط هذا المشروع الذى جاء بعد استنفاد الاحتلال الإسرائيلى كل وسائله التهويدية والتى أسقطت جميعها على أرض الجولان السورى المحتل.
وعبر الأهالى عن تمسكهم بهويتهم الوطنية السورية ورفضهم هذا المخطط الخطير، مشددين على أن تحرير الجولان المحتل من الاحتلال سيتم مهما طال الزمن.
من جهته عبر الشيخ حمد صبرا عن رفض أبناء الجولان مثل هذه الانتخابات، وقال نحن عرب سوريون ننتمى إلى وطننا العربى السورى ولا نرضى بهذه الانتخابات وهى مرفوضة ولاغية من قبلنا.
وقالت تقارير إعلامية، إن الناخبين الذين يحق لهم التصويت يبلغ عددهم 6.6 ملايين مقيم ممن تبلغ أعمارهم 17 سنة وما فوق، وخلافا للانتخابات العامة التى لا يمكن أن يصوت فيها سوى حملة الجنسية الإسرائيلية، يمكن أن يصوت فى الانتخابات البلدية المقيمون بصورة دائمة فى إسرائيل، بمن فيهم الدروز فى هضبة الجولان السورية المحتلة والفلسطينيون فى القدس الشرقية المحتلة.
بدوره قال وائل طربية مسئول البرنامج الثقافى فى مركز حقوق الانسان "المرصد" الذى يوجد مقره فى الجولان، إن الدروز حاملى الجنسية الإسرائيلية فقط يمكن أن ينتخبوا كرئيس بلدية، مؤكدا أن المقيمون الدائمون فى إسرائيل يمكنهم فقط التصويت فى الانتخابات البلدية.
ويتهم "المرصد" منظمى الانتخابات بانتهاك المادة 43 من اتفاقية لاهاى التى تفيد أن القوة المحتلة يجب أن تحترم "القوانين السارية فى البلاد"، لكن محامين دروزا هم من قدموا شكوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على قرار إجراء الانتخابات.
وتروج دولة الاحتلال الإسرائيلى إلى أكاذيب حول الجولان المحتل ورغبة الشباب السورى فى الانتماء لإسرائيل، زاعمة أن غالبية أبناء الجولان يرفضون الدراسة فى الجامعات السورية أو الانتماء لحكومة دمشق.
فيما قال هايل مسعود من أبناء الجولان السورى المحتل، إن ما يسمى "انتخابات المجالس المحلية" الذى تسعى إليه سلطات الاحتلال مشروع خطير يمسنا ويمس كرامتنا ونحن نؤكد أننا سنبقى عربا سوريين فى الجولان السورى المحتل الذى سيحرره الجيش السورى عاجلا أم آجلا وسيرفع راية العز والكرامة فوق ربوعه.
من جهته يقول أمل أبو شاهين (47 عاما) "هويتنا سورية" وهو يشير إلى علم سورى رسم على حائط خلفه، مضيفا "هذه الانتخابات ليست لنا".
وتحاول وسائل إعلام إسرائيلية الترويج للانتخابات فى الجولان المحتل، ونشر أكاذيب وشائعات حول رغبة الشباب السورى المشاركة فى العملية الانتخابية، ومحاولة إضفاء صفة الوجود الشرعى لدولة الاحتلال فى الجولان السورى.
ويرفض السوريون كافة المحاولات التى تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلى فى بلدة مجدل شمس، والتحرك فى الحدود المتنازع عليها والقيام بتحركات لدفع الشباب السوريين للاعتراف بالوجود الإسرائيلى فى الجولان.
وتشهد قرى الجولان السورى المحتل حراكا شبابيا واسعا، وصلت ذروتها بتظاهرة كبيرة فى مجدل شمس الأسبوع الماضى، هتف فيها المتظاهرون للحرية وضد الهوية الإسرائيلية، متشبثين بهويتهم السورية.
وقال الحراك الشبابى فى الجولان السورى المحتل، فى بيان سابق، إن الانتخابات المقررة إقامتها فى قرى الجولان السورى المحتل "ليست إلا محاولة للاستخفاف بعقول أهلنا، والتوقع منا بأن نقبل بالفتات وأن نشكر المحتل بعد ذلك، وهو أمر مضحك، فهذه دولة احتلال وقوانينها قوانين احتلال تعبر عن مشاريعه وهيمنته فقط".