مثل كلمة طيبة، علق الدكتور حسام بدراوى على مقالى «تبرعوا لبناء مدرسة» بفكرة طيبة غرست فى أرض طيبة.
يقول بدراوى: وأود أن أقول إننى وزملائى فى جمعية «تكاتف» نسلم الدولة مدرسة حكومية مجانية مجددة كل سبعة أشهر، كامله التجهيز، وندرب مدرسيها ونعقد الجلسات التثقيفية لأولياء الأمور والطلاب ونرعاهم صحيا. ولأن لنا فلسفة فإننا ابتدعنا أسلوبا فى البناء والألوان وفى الإصرار على وجود الملاعب والمسرح والموسيقى، وعندما ندخل منطقه نقوم بتكوين «حجم حرج» فعال من المدارس فيها حتى يحس المواطنون بالأثر لتطوير التعليم بها.
فى آخر خمس سنوات كان لنا شرف ومتعة إعادة بناء مدارس «خطاب السبكى، وسوق السلاح، وفاطمة النبوية» وعدد آخر فى «الدرب الأحمر» مع تجديد ملاعب مركز شباب المنطقة وعياده طبية للمدرسين. كما أعدنا بناء وتطوير مدرسة «أم المؤمنين ومحمد على بالسيدة زينب، والكمال فى الجمالية، وعطف أفوه الابتدائى، وعطف أفوه الإعدادى، وصفط الشرقية فى بنى سويف، وهدى شعراوى فى المطرية» ومدرسة أخرى فى السويس، وغيرها تخدم حوالى عشرة آلاف تلميذة وتلميذ، ونفتتح إن شاء الله فى عام 2020/2019 ثلاث مدارس جديدة، هذا بالإضافة إلى مكتبة للأطفال بالعجوزة.
أما عن شخصى وزملائى فى مؤسسة التعليم، فأولا وبمبادرة غير مسبوقة من مدرسة «الجيل الجديد» الدولية التى قدمت إمكانات المدرسة وعلاقاتها الدولية فى سابقة مجتمعية بإعداد برنامج تدريبى لمديرى ووكلاء المدارس الحكومية للغات ومدرسى العلوم والرياضيات واللغات، وهم أكثر من سبعمائة مدرسة عبر البلاد، ويتم ذلك باحتراف وتعاون مع «جامعة فلوريدا» الذين يقومون بعمل مشابه فى أمريكا، مدربون محترفون مصريون عبر ثلاث سنوات أبدعوا تأثيرا إيجابيا فى أكثر من 20 ألف مدرس وناظر ووكيل، مع برامج لرعاية الطلاب المتميزين.. كل هذا دون تكلفه نهائيا على الدولة.
أقول هذا لأن التبرع للدولة بكل ما فيه من خير، ليس السبيل الأمثل بل هو العمل المجتمعى المنظم وجمعياته الأهلية المنجزة، إعطاء الدولة أموالا لن يكون بقدر الموازنة ولا الديون التى تحصل عليهاالحكومة التى تتعدى فى تقديرى الثمانين مليار جنيه سنويا للتعليم ولا بقدر المساعدات التى تأتيها ولا نرى أثرا كبيرا تراكميا لها.
إن ما فعلناه وما تفعله جمعيات أخرى غيرنا فى التعليم شىء يفخر به المجتمع، مما جعل جهات متعددة من البنوك والقطاع الخاص بل والسفارات تتوجه إلينا بالدعم لعلمهم بجدية الإنجاز بلا تكلفة على الموازنة العامة ولا بيروقراطية اتخاذ القرارات فى الحكومة التى تجعلها تعيد مخصصات من موازنة بناء المدارس وصيانتها فى نهاية العام المالى لعدم إنفاقها.
إننى مقتنع أن العمل الأهلى والجمعيات التى تثبت جدية هى وسيلتنا فى الإضافه وليس إعطاء أموال جديدة.
إلى الوزارة ونحن نعلم أن أكثر من %85 من الموازنة يذهب مرتبات وحوافز لوزارة عليها أن تطور من حوكمة إدارتها وتدرب مسؤوليها على اللامركزية كما تقول «رؤية مصر فى التعليم» التى لا يوليها الإعلام حقها من النشر واتخاذ أهدافها وسيلة لتقييم أى تطوير.
فلتتبرع الدولة بالأرض، وأؤكد أن المجتمع الأهلى المنظم قادر على فعل المستحيل ومساندة الدولة والأهالى فى استعادة حقهم فى تعليم عالى المستوى لا يعتمد على إمكاناتهم المالية بل حق مكتسب بالمواطنة.
وأخيرا: فلتجعل دعوتك إلى ذلك وليس صندوقا يذهب إلى الحكومة مرة أخرى فنكرر الفعل بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة.. والله فى عون المسؤولين وعوننا.