تحل علينا اليوم الأربعاء، الذكرى التاسعة لرحيل العالم العربى الكبير مصطفى محمود والذى ترك عالمنا صباح يوم السبت 31 أكتوبر 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر عن عمر ناهز 88 عاما، تاركا وراءه ميراثا من العلم فى مختلف مجالات الفكر والعمل الإنسانى والعلوم وخاصة علم الفلك.
إسهاماته فى علم الفلك
وفى ذكرى رحيله حرصت العديد من جمعيات الفلك حول العالم وعلماء وأساتذة الفلك على إحياء ذكراه حيث أكدت الجمعية الفلكية بجدة، على أن العالم الجليل الدكتور مصطفى محمود كانت له إسهامات عظيمة فى نشر علم الفلك فى الوطن العربى وكان مسافرا بنا عبر الزمن بأسلوبه البسيط الممتع فى برنامجه العلم والإيمان الذى ضم عشرات الحلقات التى تتحدث عن أسرار نظامنا الشمسى والإبحار فى أعماق الكون شارحا الظواهر الفلكية المختلفة.
وأكد الدكتور ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية، فى تقرير له بمناسبة ذكرى رحيل العالم الجليل، على أن العالم الراحل لم يكتف بالجانب النظرى بل قام ببناء مرصده الفلكى ليكون نافذة علمية راقية لدراسة علم الفلك فى مصر إلى جانب ما أثره من الجوانب الإنسانية التى سطرها فى الأعمال الخيرية.
سافر بين النجوم والكواكب
وأضاف التقرير، أن مصطفى محمود لم يكن إلا امتدادا طبيعيا للحضارة الفرعونية القديمة التى ازدهرت على ضفاف النيل، امتدادا لأولئك العباقرة الذين وضعوا تقويما دقيقًا فى ذلك الزمن للتنبؤ بموعد فيضان نهر النيل بالتزامن مع ظهور نجم الشعرى فى سماء الفجر.
وتابع التقري : "وليس مستغربًا أن ينبغ من قام أجداده ببناء الأهرامات الشامخة وجعلوا أحد ممرات هرم خوفو الأكبر تواجه نجم القطب الشمالى كما كان آنذاك".
وأكد التقرير، على أن العالم الراحل مصطفى محمود قدم الكثير لعلم الفلك أقدم العلوم الذى لا يزال مجالا لكثير من التطورات المثيرة، حيث تنقل بنا ما بين العجائب والغرائب لاستكشاف أبعاد الفضاء والزمان مسافر ما بين النجوم والكواكب والمجرات والأجسام الغامضة.
استكشف عالم النجوم
وأشارت الجمعية الفلكية، إلى أنه تعلمنا من الراحل أن علم الفلك ليس موضوع ساكنا فهناك دائما أفكارا واكتشافات جديدة وأنه يحمل دائما الكثير من الأحجيات، لذلك فان البشر سوف يصادفون باستمرار ألغاز أعمق، متابعة: "أننا لا يمكن أن نوجز سيرة العالم مصطفى محمود فى بضعة سطور ولكن يمكن القول بأننا معه خطونا خطواتنا الأولى فى رحلتنا نحو استكشاف عوالم جديدة وإرساء حياتنا العربية ما بين النجوم".
أما معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، قام بإحياء ذكرى الراحل بنشر حلقات من برنامجه الشهير العلم والإيمان، مؤكدًا على أن العالم الجليل رمزا للأمة العربية أثرى حياتنا بالعديد من المؤلفات.
له 89 مؤلفا
وقال معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن الراحل له رصيد بلغ 89 مؤلفا فى عدة مجالات وتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، إضافة لتقديمه برنامج العلم والإيمان الشهير والتى شملت على عدة حلقات ساحرة وفاتنة عن علم الفلك واستكشاف الفضاء والتى كان لها الدور الكبير والرئيسى فى جعل الكثيرون يعشقون أسرار الكون.
واختتم المعهد بيانه: "رحل مصطفى محمود صبيحة يوم السبت 31 أكتوبر 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما.. شكرا مصطفى محمود لن ننساك وستبقى حيا فى قلوبنا".