الأمور كانت طبيعية داخل شركة الأدوية، لم يكن يدرى أحد أنه خلال أيام قليلة ستتعرض أحدى سيارة الشركة لعملية سطو مسلح كبرى، ويستولى المسلحون المهاجمون للسيارة على مليون و800 ألف جنيه، كل شيئًا كان مخططًا له بعناية، والعقل المدبر كان على دراية بكل تفصيلة صغيرة وكبيرة تحدث داخل الشركة، ليس فقط لكونه صاحب ذكاء حاد، ولكن لأنه أحد أفراد العصابة وابن من أبناء الشركة.
قبل تنفيذ عملية سرقة شركة أدوية كبرى بالهرم، بأيام قليلة عكف "ع.ع" المشرف على سيارات الشركة، والعقل المدبر للعملية، على دراسة كافة التفاصيل الخاصة بالسيارات، تحركاتهم ووجهاتهم وعناصر التأمين المجهزة بها كل سيارة، كل شيئًا دٌرس بعناية فائقة، دعمتها منصب "ع" فى الشركة الذى خول له ذلك، وبعد اطمئنانه إلى سلامة العملية من حيث الترتيبات والحسابات، قرر الشروع فى التنفيذ، عملية ظن أنها ستنقله نقلة نوعية من حيث الأمور المادية، ولم يكن يعلم أنها ستنقله إلى مصير أكثر سوءًا مما رسمه لنفسه.
استعان "ع" بـ6 أشخاص من بينهم شقيقه لتنفيذ عملية السطو على سيارة من سيارات الشركة، وهى السيارة التى تحتوى على مليون و800 ألف جنيه، أثناء توجهها لإيداع تلك المبالغ فى البنك داخل حساب الشركة بمنطقة الدقى، استعد الأشخاص جيدًا ودججوا أنفسهم بالأسلحة النارية؛ من أجل استهداف السيارة التى وقع عليها الاختيار، استقلوا "توك توك" وتتبعوا خط سيرها، حتى وصلت إلى شارع جانبى بالهرم فضيقوا عليها الطريق، مما أجبر قائدها على التوقف.
وتوقف قائد السيارة مضطرًا فنزل الجناة وأشهروا أسلحتهم النارية فى وجه قائدها وموظفى الشركة، الذين أصيبوا بحالة من الذعر والفزع، فلم يكونوا يتوقعوا أن يتعرضوا لعملية سطو مسلحة، خاصة وأن السيارة هى سيارة نقل أدوية وليست سيارة نقل أموال، وبعدما سيطر عليها الجناة، وسرقوا المبلغ المالى المقدر، وحملوا على الـ"توك توك" وفروا هاربين.
لم يتوان المجنى عليهم عن تحرير بلاغًا بواقعة السطو المسلح على أموال الشركة، وبدأت أجهزة الأمن فى التحرى حول الواقعة، وسماع أقوال الشهود، وكان السؤال الرئيسى الذى أجابوه قادهم إلى الجناة، هو من يعلم بما تحمله السيارة من أموال؟، وبتتبع ذلك الخيط، توصلوا إلى أن وراء الجريمة، المشرف على حركة السيارات بالشركة، وعليه وجهت له أصابع الاتهام، ولكنه حاول التماسك والإنكار فى البداية، إلا أنه وبالتضييق عليه وبمواجهته بالأدلة التى توفرت لأجهزة الأمن اعترف بتدبير تلك الجريمة وبدأت الجناة يتساقطون وأحدًا تلو الأخر.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 4 من شركاء المتهم، وأصدر النيابة العامة قرارًا بحبسه وباقى الجناة المضبوطين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأصدرت أمرًا بضبط وإحضار أخرين ما زالوا هاربين، وهم ما كشفت التحريات عن هويتهم، وأرشد الجناة عن مكان إخفائهم المبلغ المالى المسروق، وتبين من خلال التحقيقات، أن أدوار الجناة تنوعت ما بين السطو على السيارة، وإخفاء المسروقات.