بالفيديو والصور.. الأم المثالية عن ذوى الإعاقة ببنى سويف: فقدت بصرى منذ الصغر.. أتممت حفظ القرآن فى الثامنة عشرة.. احترفت قراءته بالمآتم للإنفاق على 4 أبناء تركهم زوجى.. وقضينا 4 سنوات فى خيمة

التقى "انفراد" غالية ياسين عطية، أو "الشيخة غالية" كما يطلق عليها، 70 سنة، أرملة، الأم المثالية عن ذوى الإعاقة ببنى سويف بعد أن كرمها المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف فى احتفالية الأمهات المثاليات بالمحافظة. وقالت: فقدت نظرى منذ الصغر فلم أحظ بالتعليم فى المدارس ولذلك اتفق والدى مع أحد المشايخ ليعلمنى قواعد وأحكام ترتيل وتجويد القرآن الكريم وفى الثانية عشرة من عمرى بدأت تجربة قراءة القرآن للسيدات فى سرادقات المآتم صباحًا وعندما بلغت 18 عامًا أتممت حفظ كتاب الله كاملاً وتزوجت موظفًا بالوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف وبمرور السنوات رزقنا الله بأربعة أبناء "2 بنين ومثلهم بنات" وحرصنا على تعليمهم وفى عام 1995 توفى زوجى ولم يكن لدى سوى 180 جنيهًا معاش زوجى لذلك احترفت تجويد القرآن الكريم فى المآتم لزيادة الدخل ومجابهة نفقات الحياة من دروس ومتطلبات المدارس والمعيشة وكنت حريصة على مراعاة أبنائى وطهى الطعام بنفسى رغم ظروف إعاقتى البصرية.

وأضافت لـ"انفراد": أقمنا لمدة 4 سنوات فى إحدى الخيام التى أقامتها المحافظة لسكان الإيواء العاجل بملعب الشبان المسلمين بمدينة بنى سويف وذلك قبل نقلنا للإقامة بغرفة داخل شقة ذات حمام مشترك تابعة للإيواء مع أسرة أخرى بإيجار 30 جنيهًا شهريًا وعقب ترك الأسرة للحجرة أقمنا بمفردنا مقابل رفع الإيجار إلى 60 جنيهًا ورغم معاناتى إلا أننى تحليت بالصبر والاستعانة بكتاب الله راغبة فى الفوز بالجنة نتيجة تربيتى لأولادى الأيتام الذين حباهم الله بالقناعة وعدم المبالغة فى الملبس والمأكل ومراعاة ظروفنا المادية.

تابعت: حظيت بمساعدة شقيقى "سيد" موجه عام لغة عربية بالتربية والتعليم بالمعاش، بعد رحيل زوجى وعبر السنوات الماضية حيث كان داعمًا للأبناء فى جميع مراحلهم التعليمية وخلال الإعداد لزواجهم بالإضافة إلى أننى فى اختيار زوجى ابنتى لم أغال فى التجهيزات والمتطلبات وكان شرطى حسن خلق العريس وأسرته الطيبة وبعد زواجهم جميعًا أقام ابنى الأصغر برفقتى فى الشقة التابعة للإيواء أما الأكبر فاستأجر شقة للإقامة بها مع زوجته وأولاده.

وجميع أبنائى وأحفادى يحرصون على زيارتى والبقاء معى لفترات فهم من خرجت بهم من الدنيا وما زلت أبذل قصارى جهدى لإسعادهم. وقالت: اقترح أحد العاملين بالتضامن الاجتماعى على ابنتى وزوجها تقديم أوراقى ضمن مسابقة الأم المثالية العام الماضى وبالفعل شاركت فيها ولكن لم يحالفني الحظ وهذا العام أصر أبنائى على مشاركتى مرة أخرى وشاء المولى عز وجل أن أفوز بلقب الأم المثالية.