بالصور.. "انفراد" ينفرد بأول حوار مع مدرب الطفل صاحب ذهبية "المواى تاى" بعد فوزه على إسرائيل ورفع علم مصر.. "عبد الله" باكيا: حصلنا على 6 ميداليات.. وبنام على الأرض ومفيش مسئول مصرى عبّرنا

- سافرت مصابا بتهتك فى الصدر بعد منع الطبيب لى من السفر.. والأطفال يتولون إسعافى طوال الرحلة - رفضت اللعب مع إسرائيل وانسحبت العام الماضى فاتهمونا بالعنصرية ونافستهم العام الجارى لأثبت لهم أننا الأقوى - فوجئت بطلب إسرائيل مواجهتنا فى بداية البطولة لإبعادنا عن الميدليات فقولت للاعبنا "أنت جندى مصرى وبتحارب بسلاحك" - مستوى لاعبنا ضعف لتشجيع الدول الكيان الصهيونى فقلت له "عيب عليك أنت بتلعب باسم مصر فين حق مصر عليك" - كرمنا رئيس الوزراء التايلاندى.. ودعتنا الجزائر وفرنسا للتكريم ومفيش مسئول مصرى عبرنا - الفرنسيون وزعوا 5 آلاف منشور بصورة لاعبنا بعد فوزه على لاعب إسرائيل - نفسى مسئول ينتظر الأطفال ولو بوردة فى المطار لأن نفسيتهم "زفت" - لاعب كان بيموت بنوبة برد شديدة وطلبت منه عدم اللعب فقال لى "لا أنا هلعب علشان مصر".

أكد محمد عبد الله، مدرب الفريق الذى مثل مصر مؤخرا ببطولة العالم للعبة الدفاع عن النفس الـ"مواى تاى" والتى أقيمت مؤخرا فى دولة تايلاند، وحصلت مصر على 4 ميداليات ذهبية و2 فضية، أنه فوجئ بطلب إسرائيل اللعب مباشرة مع مصر فى الجولة الأولى كى تخرج مصر من البطولة لا تحصل على أى ميداليات.

وأضاف فى أول حوار له، والذى ينفرد به "انفراد"، باكيا، أنهم ينفقون على أنفسهم بالمسابقة من الجهود الذاتية ولا تمولهم أى جهة وينامون على الأرض بالفندق ويأكلون أطعمة بسيطة معلبة من القاهرة لعدم توافر أى أموال لديهم. وإلى نص الحوار..

- بداية.. ما هى لعبة الـ"مواى تاى" أو "التاى بوكسينج"؟ عبارة عن أحد فنون القتال ساعد سكان تايلاند على التصدى للبيرمانيين أثناء الغزو، واليوم تمارس كأحد أنواع الملاكمة فى العالم أجمع، لكنها غير معروفة نسبيا بمصر وليس لها اتحاد وتستخدم فى هذا النوع من المصارعة الأطراف الثمانية وهى اليدين والكوعين والرجلين والركبتين ويجب أن يتوافر فى اللاعب القوة واللايقة وسرعة رد الفعل.

- كيف دخلت مجال التدريب باللعبة؟ منذ 28 سنة وأنا ألعب كونغو فو ودخلت مجال التدريب منذ 17 سنة وحصلت مراكز حتى أطور من نفسى ودعيت خبراء أجانب لإدخال الخبرة الخارجية لبلدى لأنه ليس لدينا علوم كافية فى مصر عن كيفية خلق لاعبين دوليين وعشقت اللعبة. أين تتدربون؟ بالأكاديمية المصرية الدولية للألعاب القتالية وتم تدشينها بالجهود الذاتية بالشراكة مع أولياء الأمور، ونتدرب بساحة القوات المسلحة، وشاركنا فى 6 بطولات عالم، وحصلنا على العديد من الميداليات وقبل أى بطولة أقوم بعمل معسكرات مغلقة وبرنامج غذائى للأطفال، وأنتقى اللاعبين الذى سيشاركون بالبطولات كى لا نتكلف أعباء مالية ولا يحقق اللاعبون أى إنجاز وتشوه صورة مصر.

كيف حصلت على 6 ميداليات ببطولة العالم للعبة مذ يومين؟ اخترت 6 أطفال فقط للمشاركة من الإسكندرية وكفر الدوار وتمكن أحمد سامح محمد عادل 13 سنة، ومنة الله محمد 11 عاما، ومحمد أحمد عزت 9 سنوات، وأحمد على الشريف 9 سنوات من الفوز بميداليات ذهبية، وفاز محمد أيمن عبد الوهاب 12 عاما، وإسلام السيد مرسى 10 سنوات بميداليتين فضيتين وعزف السلام الوطنى المصرى 4 مرات بالبطولة أمام 53 دولة مشاركة لم تحدث فى التاريخ أن حصلت دولة على هذا العدد من الميداليات فى البطولة.

- ما الصعوبات التى واجهتكم خلال الرحلة؟ ارتفاع سعر الدولار أدى إلى ارتفاع سعر التذكرة وصعوبة استخراج التأشيرات للأطفال المشاركين نظرا لضعف الإمكانيات، وأنا اللى بأكل وبشرب الأولاد لأن مفيش فلوس ونسكن فى غرفة واحدة ثلاثية وإحنا 7 أفراد، ونقوم بإنزال مرتبة السرير وننام على الأرض، ونأكل معلبات وطعام مصرى مثل الفول والتونة والجبنة والحلاوة للتوفير، وكمان فيه لاعبين أصيبوا بنزلات برد وواجهت صعوبة فى علاجهم لأنى مش متخصص وكان المفروض يكون فيه طبيب فى الفريق، كل دولة مخصصة 4 مدربين لكل لاعب وأنا لوحدى مع 6 لاعبين.

سافرت من مصر وأنا مصاب بتهتك فى القفص الصدرى وقرر الطبيب احتجازى بالمستشفى لكننى رفضت وصممت على السفر والأطفال يسعفونى طوال الرحلة. - كيف جاءت مواجهة مصر مع إسرائيل بالبطولة؟ كنت متوقع أن اللاعب أحمد سامح سيلعب مع اللاعب الإسرائيلى الذى انسحبنا من ملاقاته العام الماضى وهاجمنا الإعلام الإسرائيلى ووصفنا بالعنصريين، لذلك حضر "سامح" معى القرعة كى أحفزه على ملاقاته وفوجئت بطلب إسرائيل اللعب مباشرة معنا فى الجولة الأولى أملا فى أن يخرجونا من البطولة لا نحصل على ميداليات، خاصة أن لاعبهم حصل على المركز الأول العام الماضى.

- لماذا انسحبت العام الماضى من ملاقاة اللاعب الإسرائيلى؟ رفضنا اللعب معه بسبب أنهم كيان محتل.

- كيف أعددت اللاعب للمباراة؟ القرعة رست على أن لاعبنا سيلاقى الإسرائيلى فى الدور قبل النهائى فشحنته نفسيا ومعنويا ودربته جيدا لأن اللاعب الإسرائيلى قوى وبطل إسرائيل وبطل العالم، وجلست معه قبل المباراة، وقلت له "أنا دورى انتهى أنت جندى مصرى وبتحارب بسلاحك.. لك الاختيار فى اللعب أو الانسحاب فرد على قائلا "أنت يا كابتن علمتنا إننا مننسحبش من المعركة وأنا هلعب علشان بلدى علشان إحنا مش خايفين".

- وكيف كانت المباراة؟ لاعبنا كان ضعيفا فى الجولة الأولى من المباراة، خاصة أن العديد من دول العالم كانت تشجع لاعب إسرائيل.

- وكيف تغلب على هذا؟ بعد انتهاء الجولة الأولى ذهبت لـ"سامح"، وقلت له "عيب عليك أنت بتلعب باسم مصر فين حق مصر عليك"، وفوجئت به يقول لى "متقلقش يا كابتن أنا شايل كل قوتى للجولة التانية"، وبالفعل نزل الحلبة حد تانى وقلب المباراة.

- وما شعورك بعد الفوز؟ كل طفل كان بيفوز كنا بنبكى كلنا من الفرح لكن فوز أحمد كان ليه طعم تانى ومبقتش حاسس بنفسى لما فاز، وعلمت أن المنظمين سيعزفون النشيد الوطنى موسيقى فقط لكننى صممت أن يعزف موسيقى وإنشاد باللغة العربية، وجبت "سى دى" من مصر تحسبا لهذا، ومفيش دولة فى البطولة عزف سلامها الوطنى 4 مرات وكرمنا من رئيس الحكومة التايلاندية. - وماذا حدث بعد المباراة؟ جميع الصحف هنا تحدثت عنا بعد تجاوزنا التصفيات لأن جميع اللاعبين المصريين وصلوا للنهائى وقام 5 آلاف فرنسى عربى بطبع منشورات عليها صورة اللاعب أحمد سامح لفوزه على اللاعب الإسرائيلى ووزعوها فى كل مكان وفى فرنسا.

- أكثر موقف أو كلمات أثرت فيك من اللاعبين؟ ابنتى "منة الله" حينما سألتنى "ليه يا كابتن لما بنطلع برة مصر بنلاقى الناس بتحبنا وفى مصر مفيش حد بيحبنا"، وموقف آخر حينما أصيب أحد اللاعبين بنوبة برد شديد وكان بيموت وطلبت منه عدم اللعب ورفض، وقالى "لا أنا هلعب علشان مصر" وحصل على الميدالية الذهبية.

- هل اتصل بكم أى مسئول كى يهنئكم؟ محدش عبرنا ومشوفتش أى تقدير من مسئول مصرى طوال السنين اللى فاتت كان نفسى حد يتصل بيا يقول للأولاد ويقولى شكرا على اللى عملتوه لمصر لكن أكبر مكافأة لينا إننا نشوف علم مصر أعلى من علم كل الدول.

- وماذا كانت ردود الدول الأخرى تجاهكم؟ طلبت منا بعض الدول العربية الذهاب إليها لتكريمنا ومنها الجزائر، بالإضافة إلى أن فرنسا، كما طلبت منى تايلاند تدريب الأطفال المصريين على نفقتها حينما رأوا أداء لاعبينا ولم يسأل فينا مسئول مصر.

- وماذا عنك بعد البطولة؟ جاءتنى عروضا كثيرة لتدريب شباب دول أخرى للخارج لكن لا أستطيع أن أترك اللاعبين المصريين لأنهم "عيالى" وأتعامل معهم على أنهم أولادى وهم جزء منى.

- ماذا تتمنون عند العودة لمصر؟ إحنا فخر لكل المصريين من أول رئيس الجمهورية لأصغر طفل نفسى مسئول ينتظر الأطفال ولو بوردة وياخدهم فى حضنه فى المطار، لأن نفسيتهم زفت من اللى بيشوفوه من الدول الأخرى مع لاعبيها للأسف مصر تهتم بالفنانين فقط، وعارف إننا فى تايلاند بنتقدر وفى بلدنا "هنتكدر" وهنتبهدل فى إنهاء إجراءات الخروج من مطار القاهرة إحنا هنرجع بكرة ظهرا ونفسى حد يقابلنا.