الفتنة الكروية التى يجرى تحضيرها بين جماهير الأهلى المصرى والترجى التونسى تشبه فتنة مصر والجزائر الشهيرة، الشحن المخيف الذى تتحدث به الصفحات الرياضية والإلكترونية خطير بل فى منتهى الخطورة، وليس أدل على ذلك استشعار الاتحاد الإفريقي خطر الفتنة ووجه « الكاف « رسالته الى الفريقين :» احيوا روح المنافسة الشريفة.. تنافسوا باحترام.. واربحوا بشرف».
دعك من مكايدات جماهير الكرة العادية، تحدث فى كل الملاعب والمقاهى وعلى الحوائط الفيسبوكية، ولكن أن تتحول مباراة كرة إلى حرب كروية، ويسرى تيار انتقامى رهيب ينتظر بعثة الأهلى، وان يتم الشحن على هذا المستوى المخيف، فهذا ما يستوحب التدخل العاجل قبل موقعة رادس يوم الجمعة.
حسنا فعلها العميد مكرم محمد احمد بمناشدته وسائل الاعلام الكف عن الشحن والتحريض الفج غير المسئول، كفاية ما فعلته « بي إن سبورتس « وضيوفها ومعلقوها المتعصبون فى إشعال الفتنة قبل أن تنتهى المباراة الأولى فى استاد « برج العرب « ، سمموا مياه الآبار، وحضّروا للأزمة بتعصب فاضح، وينتظرون الحصاد المر فى رادس.
ما يجرى فتنة سياسية بامتياز، لعن الله من ايقظها وعمل عليها ، سندفع ثمنها فادحاً من العلاقات المصرية التونسية التى لم تعكرها السياسة أبداً، فسقطت فى حبائل فتنة رياضية يراد لها أن تتحول إلى فتنة سياسية بفعل فاعل ، هذا فخ رياضى سيخلّف نتائج سياسية خطيرة.
محزن أن تنطلق دعوات تحذر جماهير الأهلى من السفر إلى « رادس « خشية ما ينتظرهم هناك، أو يطلبون حماية خاصة لبعثة الأهلى، خطيرة هذه الدعوات، بعثة الأهلى تحل ضيوفاً على ديارهم، وليست هذه المرة الأولى.. الأهلى يلعب فى تونس مرتين على الأقل سنوياً، وهذه ليست أول مواجهة ولا آخرها بين الفرق التونسية والمصرية، ونحن فى انتظار قمة كروية تحل سريعاً بين المنتخب الوطنى والمنتخب التونسى يوم 16 نوفمبر الجارى ، الجمعة بعد الجمعة.
وأخطر منها عدم استشعار خطورة المباراة، الشحن التونسى مقلق، والصحافة التونسية تصوّر الأمر على أنه مؤامرة حيكت بليل لحرمان الترجى من الكأس الغالية، وبفعل فاعل الحكم الجزائرى الذى فشل فى إقناع الجماهير بعدالة قراراته وزاد الطين بله تقنية «الفار» التى لوّنت قراراته بالتردد وثبتت الشكوك فى نفوس إخوتنا التوانسة، ناهيك عن تصرف المهاجم المغربى وليد أزارو الصبيانى بتمزيق فانلته لحبك ضربة جزاء قررها الحكم دون أن يرى فعلة «أزارو» الغبية، والتى تستأهل عقاباً أهلاوياً صارماً .. لا يكفى عقوبة الاتحاد الافريقي بل كان يستوجب استباقها ولو كلف القرار الاهلى ما لا يحتمل فى نهائي قاس .
اليقظة واجبة من بعض الأقلام والشاشات الرياضية والسياسية والعامة، ما يراد أخطر بكثير من مباراة كرة قدم، والتربص بالعلاقات المصرية التونسية خطير، والمتربصون كثر، وما جرى فى استديوهات «بى إن سبورت» شقيقة الجزيرة يؤشر على ما نخشاه ونحذر منه.
ظنى أن الصفحات التحريضية ليست رياضية، وأخشى أن تكون مسيسة وإن اتشحت بأعلام الأهلى والترجى، هناك من يتربص بالمباراة، هناك من يتربص بالعلاقات المصرية التونسية، واللبيب بالإشارة يفهم أن صاحب المصلحة فى تخريب هذه العلاقات هم الإخوان، تخريب هذه العلاقات يصب فى بحر الإخوان المسموم، هؤلاء مخربون ولا يتركون فرصة تسنح إلا اهتبلوها لصالح مخططهم التدميرى.
تقديرى أن سفر وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحى ضرورة للجم الموقف المتوتر ، والتزام وانضباط بعثة الأهلى داخل وخارج الملعب مستوجب، وبيان من النادى الأهلى قبيل المباراة يحمل طيب الكلام مهم، فى النهاية هى مباراة كرة قدم، والفائز فريق عربى وفى الأخير تسود الروح الرياضية، المشرحة العربية مش ناقصة أزمات كروية، كفاية المصايب السياسية.