على الرغم من أن الكثيرين كانوا يتوقعون خروج عدد من مسئولى إدارة ترامب من مناصبهم بعد انتخابات الكونجرس، وعلى رأسهم وزير العدل جيف سيشنز، إلا أنهم لم يتوقعوا هذه السرعة التى تم اتخاذ بها القرار.
ففى الوقت الذى كانت لا تزال فيه بعد السباقات لم تحسم فى بعض الولايات، أعلن ترامب إقالة سيشنز واختيار رئيس موظفيه ماثيو وايتتاكر قائما بأعماله لحين اختيار مرشح بديل.
وأثار هذا الإعلان قلق كثيرين وأعاد إلى أذهانهم قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية والتحقيقات التى تجرى فيها، بعد أن كانت قد توارت فى الأسابيع الأخيرة لتركيز ترامب على قضية الهجرة وجعلها المحور الرئيسى فى الانتخابات.
أما عن سبب القلق الذى أثاره هذا القرار هو اختيار وايتاكر لقيادة وزارة العدل تحديدا فى هذه المرحلة التى تسبق إعلان المحقق الخاص روبرت مولر عن نتائج تحقيقه بشأن التدخل الروسى واحتمال تواطؤ حملة ترامب مع موسكو.
فقد ذكر موقع "دايلى بيست" أن وايتاكر لديه علاقة قوية بترامب وأعرب مرارا عن عدائه لتحقيقات مولر التى سيشرف عليها الآن بحكم دوره الجديد.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد علقت على إقالة ترامب لوزير العدل، وقالت إن هذا القرار يثير تساؤلات كبرى تتعلق بالتحقيقات التى تجريها الوزارة فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عام 2016.
وأوضحت الصحيفة أن سيشنز تقدم باستقالته أمس، الأربعاء، بطلب من ترامب لتنتهى فترة هذا المسئول الداعم لترامب والمحاصر فى الوقت نفسه والذى فسدت علاقته بالرئيس عندما نأى بنفسه عن تحقيقات التدخل الروسى.
وفى خطاب موجه إلى ترامب، كتب سيشنز يقول إنه تشرف بالخدمة كمدعى عام، وقد عمل لتنفيذ أجندة إنفاذ القانون التى تستند لحكم القانون والتى تشكلت كجزء رئيسى من حملته للرئاسة.
وكان ترامب قد أعلن فى تغريدة أن ماثيو وايتاكر الذى عمل كرئيس موظفى سيشنز سيحل محل الأخير لحين اختيار مرشح دائم للمنصب.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسئول بوزير العدل قوله إن وايتاكر قد يكون له سلطة على المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية لعام 2016، على الرغم من أن دوره سيخضع للمراجعة العادية لمنع الصراعات.
وبعدما عزل سيشنز نفسه، أشرف نائبه رود روزنستين على تحقيقات المحقق الخاص، وتوترت علاقة روزنستين بترامب لكنه يعتبر آمن فى منصبه فى الوقت الراهن. فقذ ذهب إلى البيت الأبيض أمس، فيما وصف بأنه اجتماع مقررا مسبقا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إقالة سيشنز كانت متوقعة، إلا أن تولى وايتاكر المهام أثار المخاوف بأن الرئيس ربما يحاول فرض سيطرة على تحقيقات المحقق الخاص التى يقودها روبرت مولر.
من جانبهم، شن الديمقراطيون الذين فازوا بأغلبية مجلس النواب فى الانتخابات الأخيرة هجوما على قرار، ووصفته نانسى بيلوسى زعيمة الأغلبية فى المجلس بأنه محاولة فاضحة لإعاقة التحقيق أو إنهائه. وقالت بيلوسى، الأوفر حظا لتولى منصب رئيس مجلس النواب، إنه من المستحيل قراءة إقالة سيشنز كأى شىء آخر سوى أنها محاولة واضحة من جانب ترامب لتقويض وإنهاء تحقيق المحقق الخاص. بينما قال زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ السيناتور تشارلز شومر إن الرئيس بالتأكيد لديه شىء يخفيه.
ولم يقتصر الأمر على الديمقراطيين وحدهم وشاركهم فى مخاوفهم بعض الجمهوريين ومنهم السيناتوران سوزان كولينز وميت رومنى اللذين قال إنه لا ينبغى عرقلة تحقيقات مولر بأى شكل من الأشكال.