اغتصاب مع سبق الإصرار والترصد لبراءة الأطفال وأحلامهم البريئة، تقوم به جماعة داعش الإرهابية كل يوم، مع مئات وربما ألاف الأطفال ممن كتب عليهم القدر الوقوع بين براثن ذلك الوحش الغادر، وآخرهم هو الطفل الأيزيدى "أبو أدم"، الذى تم خطفه وضمه إلى تنظيم داعش الإرهابى وهو مازال فى العاشرة من عمره، حيث دربته الجماعة الإرهابية على قتل كل أعداء التنظيم، وقطع رقاب غير المسلمين –على حد قوله- حتى لو كانوا أبائهم، إضافة إلى حمل الكلاشنكوف والقيام بالتمرينات العسكرية فى المعسكر الذى أعده التنظيم لتدريب الأطفال على وجه التحديد.
مئات الأطفال يُخطفون من الأسر السورية والعراقية:
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن هناك ملف كبير من الجرائم التى يقوم بها تنظيم داعش الإرهابى فى حق الأطفال، حيث يدرب مئات منهم ويقوم بخطفهم من أسرهم السورية والعراقية لضمهم إلى صفوف الإرهاب.
وأضافت الصحيفة، إن داعش هى من اطلقت أسم"أبو أدم" على الطفل ليكون بمثابة شهرة له، كما كان أبن العشر سنوات جزءاً من جيش "أشبال الخلافة" فى التنظيم.
وظهر "أبو أدم" فى الصور التى نشرها الموقع غطاء رأسه الأزرق وعيونه البنية البريئة، هو وعدة أطفال آخرون وهم يرتدون السترات العسكرية، ويحملون العلم الأسود لداعش والأسلحة الثقيلة بعد أن تم غسل دماغهم بالأفكار الإرهابية.
التنظيم يعلم "أشبال الخلافة" قطع الرقاب:
ويقول "أبو أدم": "داعش علمتنى قطع رقاب كل من لا يتبع الإسلام، وكانوا يجبروننا على خوض التدريبات العسكرية، من أجل القتال فى صفوف الشيخ البغدادى".
وأضاف أبن العشر سنوات: "كانت وحدتى فقط تضم 150 طفلا تحت لواء أشبال الخليفة، وتم تعليمى كيفية الإمساك بالكلاشنكوف والقتال به، إضافة إلى حمل سكين حاد لقطع الرقاب به".
تحرير الأطفال بالفدية والأسر الأيزيدية تدفع الثمن:
وتم تحرير "أبو أدم" ضمن 2245 شخصا آخر، من خلال دفع فدية نقدية للتنظيم، وعن ذلك يقول الطفل الفالت من براثن التنظيم: "داعش تقبض على عشرات الأطفال من الأسر الأيزيدية كل يوم، وترسلهم إلى الرقة، وأسرنا تجبر على جمع الفدية النقدية لإعادتنا مجدداً".
ويستطرد الطفل:" نصف الأطفال الموجودين فى داعش تقريباً من الأيزيديين، وبعد فصلهم عن أسرهم وإرسالهم للرقة، يتم إجبارهم على قول الشهادة وتغيير أسمائهم والصلاة خمس مرات فى اليوم، ونبات كل 20 طفل فى غرفة واحدة، ونستيقظ كل يوم فى الرابعة صباحاً لنصلى الفجر، ثم نفطر، ونتلقى دروس فى الشريعة من 6 صباحاً إلى 12 مساءاً، وفى الـ1 ظهراً نتوجه إلى التدريب العسكرى بعد تناول وجبة الغداء".
التنظيم يجبر الأطفال تحت العاشرة على الصوم في رمضان:
وأكد الطفل "أبو أدم"، أنه أزدد قوة بكثير بعد دخوله للتنظيم، بفضل التدريبات العسكرية وتمارين الدفع ورفع الأثقال والجري، التى يقومون بها فى معسكر "أشبال الخليفة"، وقال:" تدربت على حمل الكلاشنكوف والتصويب على زجاجات المياه والأشجار، ووفى البداية كان القائد يلثم وجهى بالباندانا، ولكن بعد فترة تعلمت القيام بذلك بنفسى".
وأضاف: "أسوأ وقت كان يمر على الأطفال فى شهر رمضان، حيث يغلق التنظيم المطبخ ويجبر جميع الأطفال حتى دون سن العاشرة، على الالتزام بالصوم الكامل دون غذاء أو ماء من أذان الفجر وحتى أذان المغرب".
واختتم "أبو أدم": "أنا سعيد بتحريرى، فلم أنس يوماً جذورى الأيزيدية، واتمنى أن يتم تحرير بقية الأطفال الموجودين فى التنظيم".