فكنوش الدرجات العلمية.. مباحث الإنترنت تكشف أسرار مافيا بيع الشهادات الجامعية المضروبة عبر الفيس بوك.. الليسانس بـ500 جنيه والدكتوراه بـ 1200 وشهادة الخبرة بـ 800 جنيه.. و"الشات" يقود الأمن لضبط الجنا

بـ 1200 جنيه فقط، يحصل الشخص على درجة الدكتوراه من جامعات أجنبية، وبـ 500 جنيه ينهى دراسته، وبـ 800 جنيه يمتلك شهادة خبرة، لكن جميع هذه الوثائق والشهادات مزورة. "شهادات مضروبة مش هتعرف تفرقها من الصحيحة"، هكذا يقنع صاحب صفحة "شهادات دولية معتمدة وأصلية" بالفيس بوك زبائنه، للحصول على أموالهم، لتبدأ بعدها مرحلة التفاوض على السعر، ويمكنك فى نهاية الحديث مع صاحب الصفحة الحصول على دكتوراة فخرية "على البيعة" مجاناً. وبمجرد ظهور الصفحة على الفيس بوك تبارى المئات من المواطنين للتعامل مع صاحبها للحصول على الشهادات المختلفة، للتقديم بها فى العديد من الجهات، حيث أن اكتشاف تزويرها يحتاج لمتخصصين. المتهم لم يعتمد على الفيس بوك فقط للتواصل، وإنما توسع فى نشاطه الإجرامى، وصولاً لعدة جروبات على الواتس أب، للحديث مع الزبائن عن الأسعار وعرض نماذج من الشهادات والوثائق المضروبة. المزور نجح فى غضون أشهر قليلة فى جمع الآف الأموال من الزبائن خاصة الراغبين فى الحصول على شهادات جامعية ودكتوراه دون عناء، والراغبين فى التقدم لوظائف بأماكن عامة وخاصة وليس لديهم خبرات كافية، وجدوا من المزور طوق النجاة للحصول على شهادات خبرة. "ابن القنصل" كما لقبه بعض الزبائن لم يستمر في جرائمه كثيراً، حيث سرعان ما سقط في قبضة قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، بعدما أكدت معلومات وتحريات قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قيام المسئول عن إدارة الصفحة المسماة بـ "شهادات دولية معتمدة وأصلية" بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بنشر مشاركات تتضمن الإعلان عن تزوير المحررات الرسمية والشهادات الجامعية، وغيرها من المستندات بمقابل مادى. وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن وراء إرتكاب الواقعة "محمد.ج" 31 سنة، مقيم بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية تم إستهداف المتهم وضبطه بمحل إقامته ، وبالفحص وتفتيش منزله تم ضبط "4 هواتف محمول، وجهازين لاب توب ، وجهاز راوتر"، وبفحص المضبوطات تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن مشاركات ورسائل بينه وبين أشخاص آخرين، تتضمن طلبهم تحرير شهادات ومحررات رسمية على غير الحقيقة بمقابل مادى. وتبين إنشاء المتهم حساب على تطبيق "واتس آب" للتواصل مع عملائه من المواطنين الراغبين فى عمل المحررات والشهادات المزورة، ووجود محادثات عبر ذات التطبيق بين المتهم وأحد الاشخاص، يقوم من خلالها بتكليفه بالإتفاق مادياً مع الراغبين على مواقع التواصل الاجتماعى بتحرير محررات منسوبة لجهات مختلفة على غير الحقيقة، وإرسالها له لتحريرها بمعرفته، واعترف المتهم بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع آخر بتحرير المستندات والشهادات المزورة، واستلام الأخير المبالغ المالية. وبلغة الأرقام، نجحت مباحث الأموال العامة خلال الأشهر الماضية فى ضبط 4924 قضية فى عدة مجالات أبرزها التزييف والتزوير.