• أتباع المذهب السلفى يرفعون راية الأزهر ولكنهم يريدون رفع فكرهم ومناهجهم من خلاله
• سألت ابن الشيخ محمد حسين يعقوب هل والدك عالم؟.. فأجاب "لا"
• السلفيون يدخلون أبناءهم الأزهر بحجة تطهيره وإعادته إلى المذهب الصحيح وهم يدعون الإصلاح باسم الإفساد والتعمير باسم التخريب
• كثير من الطلبة منتمى للكلية ولكن فكره ليس له علاقة بالكلية
• وزير الأوقاف السابق فى عهد الإخوان طلعت عفيفى ملتزم بمنهج الأزهر ولو خرج على المنهج سيحاسب
• شيخ الأزهر طالب عمداء الكليات كل من يرى فيه نفسه عدم الكفاءة بأن يترك منصبة
• منعت الطلبة من دخول الكلية بالجلباب القصير
• ميزو شاذ فكرياً وعلمياً وعبارة عن بغبغاء يردد كلام وسفيه وكما يقال "لو أن كل كلب قد عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار"
• إسلام بحيرى يحاسب الآن على التطاول وعدم الأدب وليس الفكر
قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، فى أول حوار له عقب اتهام أحد أبناء الكلية بالاشتراك فى اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، حيث أكد أن هذا الطالب فاشل وكان لا يحضر للكلية، مضيفا فى حواره لـ "انفراد"، أن شيخ الأزهر اجتمع بعمداء الكليات وطالب كل من يرى فى نفسه عدم الكفاءة أن يترك منصبه، لافتا إلى أن السلفيين يدخلون أبنائهم الأزهر على أمل أن ينشروا فكرهم.
فى البداية الأزهر يتعرض لحملة ممنهجة شرسة تشكك فى مناهجه وازدادت هذه الهجمة بعد القبض على 4 طلاب بتهمة الإنتماء للإخوان.. أحدهم تخرج من الأزهر وثلاثة ما زالوا فى الدراسة وقد فصلتهم الجامعة مؤخرا.. وأحدهم طالب بكلية الدعوة، فما ردك على كل من يهاجم الأزهر ويشكك فى مناهجه بأنها تخرج متطرفين وإرهابيين؟
قضية الهجوم على الأزهر الشريف تتجدد كل فترة، يمكن أن تضعف أو تزيد أو تقوى بحسب عوامل كثيرة لكن المقرر أو المعلوم لدى الجميع أن الأزهر رمز الوسيطة والفكر المعتدل، والدليل على ذلك أننا لا نأتى بادعاءات من هنا أو هناك، ولكن الواقع على مدى القرون الطويلة وإقبال العالم الإسلامى من مشارق الأرض ومن مغاربها أن الأزهر فى مقدمة المدارس العلمية الكبرى، وهذا الادعاء لو كان صحيحا ما كان الأزهر بقى إلى اليوم وما حمل الراية أو حفظ مكان الصدارة والواقع يكذب هذه الادعاءات.
والتطرف ليس فى الأزهر، فالمناهج لها مراحل تاريخية ومدارس تعتمد على التعددية الفكرية والخلاف المذهبى، والمقارنة والفرق والمذاهب، بعيداً عن التعصب لفكر معين، بينما نجد هناك جامعات معينة تتبنى فكر أو منهج معين لدرجة أنها تحظر تماماً على الرأى الآخر حتى مجرد ذكره حتى لو لإبطاله أو الرد عليه، فمثلا فى بعض الجامعات الأخرى تعتبر قسم التصوف كأنه من المحرمات والمخدرات وممنوع الاقتراب منه لأنه شىء من التلوث ولأنه شىء ضار، لكن فى الأزهر ليس لدينا هذا وندرس آراء الشيعة وآراء الخوارج والمعتزلة والفرق والتيارات القديمة والمعاصرة ونكون منها رؤية علمية تناسب مع الواقع والأصالة والمعاصرة وهذا هو الأزهر.
والتطرف جاء من خلال الإعارات، ففى بداية الأمر لم يكن هناك إعارات وكانت الوفود تأتى للأزهر، ولكن البعض ممن هم غير مكونين علميا حصلوا على إعارات للخارج ووجدوا الفارق المادى الكبير، ودرسوا مناهج مختلفة من أجل مطامح شخصية أو مادية، فمثلا الفكر الوهابى الذى انتشر فى الجماعة التى تسمى أنفسها أنصار السنة بالدعم المالى والمطبوعات الفخمة.. فهؤلاء حملوا شهادات من الأزهر ودرسوا بالأزهر ووصلوا إلى رؤساء أقسام ولهم تلاميذهم لكنهم يلتزموا بتدريس بمنهج الأزهر وبالنسبة لهم عبارة عن امتحان فقط، لكن بلا ثقافة أو معايشة ولو استطاعوا تغير منهج الأزهر لفعلوا، وبالفعل فقد أرادوا ذلك فى الثورة الدينية الجديدة وسعوا لإلغاء المنهج بادعاء أنهم يريدون تأليف العقيدة دون أدلة المتكلمين بل على الكتاب والسنة، وهذا المدخل شعار لأنه لا يوجد أحد يرفض الكتاب والسنة، لكنهم يريدون أن يضعوا آرائهم ومناهجهم تحت هذا الشعار وكأنهم يضعون السم فى العسل فتجد هذا الأمر مقبول شكليا أو ظاهرياً.. ومن هنا فقد جعلونا أمام دائرتين، وهما الكتاب والسنة والمتكلمين، بالرغم من أنهما دائرة واحدة، وأذكر أنه فى الآونة الأخيرة جامعة الزيتون رفضت تدريس كتاب فقه السنة بحجة أنه مذهب خامس وكأنه طعن فى المذاهب الفقهية على أنها ليس على السنة.. الاشكالية ليست فى المناهج بل فى الغزو الثقافى الفكرى الذى جاء من جهات معينة معروفة للجميع بسبب الحالة المادية أو الاقتصادية أو غيرها.
ماذا عن البعثات ومدى تأثيرها على إدخال بعض المناهج المخالفة أو الجديدة على الأزهر؟
أنا كمبعوث الأزهر أدرس منهج الأزهر ولو اعترضوا عليه سأعود فورا، لكن لا يصح أن أذهب باسم الأزهر وعمامته وشهادته وأدرس منهج مخالف.. أنا أذهب كمبعوث للأزهر.. أنا الذى أفرض وأنا من يطاع وليس يفرض عليا.
ما حقيقة حصول الشيخ محمد حسان على درجة الدكتوراه من كلية الدعوة بجامعة الأزهر فى عهد الإخوان كما ذكر فى الإعلام وروج أتباعه هذا الأمر؟
محمد حسان ليس أزهرياً ولم يحصل على دكتوراه من الأزهر، وما حدث مجرد خدعه قام بها بعض المنتسبين للسلفية وأصحاب الفكر السلفى، والشهادة تتبع الجامعة الامريكية المفتوحة وهو استغل المكان والرسالة ليست فى الكلية، ولكن كان يشرف عليها عميد الكلية السابق، وكان المناقش وزير الأوقاف السابق والشيخ عبد العليم العدوى وهو أزهرى لكنه كان يحمل الفكر السلفى حيث عاش فى السعودية لفترة طويلة.. وهنا نجد أن المناقشة كان من قبل عميد الكلية المشرف واثنين من الأزهر، وتناقش فى كلية الدعوة بجامعة الأزهر فيأتى الانطباع لدى الكل أن هذه الرسالة مأخوذة من كلية الدعوة رغم أنها ليست تابعة لكلية الدعوة أو الجامعة أساسا، ولكنهم أخذوا هذا المكان وكان من الممكن أن يناقشوها فى قاعة أو فندق أو أى مكان آخر.
وتفسيرى أن ما حدث خدعة واستغلال وأنا أرى فى محمد حسان ريبة لأنه هناك مواقف لا يصرح فيها بحقيقة رائيه.. هذا الكلام ربما يحدث فى السياسة لكن لا يصح هذا الكلام أو التدليس وهو عالم دين، فقد سأله الإعلامى عمرو الليثى وقال له مبروك يا فضيلة الشيخ حصولك على الدكتوراه من كلية الدعوة، فلم ينفى ذلك وسكت وهذا يعتبر تدليساً، لأنه أقره وكان المفترض أن يقول له لا، وينفى هذا ويقول له أنه كان استئجار قاعة ومكان ولكنه سكت وهذا يعتبر تدليساً، وفى هذا الشأن أحى مواقف مهمة لمشايخنا وخاصة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ المقارى المصرية حيث قال له أحد المذيعين فى قطر، فضيلة الدكتور عبد الحكيم فرد عليه بأنه ليس حاصلا على الدكتوراه.
ولذا ما حدث كان استغلالاً لأسم الأزهر وهذا يعنى أنهم يعرفون مكانة الجامعة ويريدون أن يقال أنه حصل على الدكتوراه من الأزهر وهذا هو المقصود، ولكن محمد حسان لا يستطيع الحصول على الدكتوراه من الأزهر لأنه مبنى على مناهج علمية قوية ولو ذهب لكلية أصول الدين أو كلية أخرى أو الدعوة لن يستطيع على مناهجه ولذا لجأ إلى جامعه أخرى.. طيب كان ناقشها فى جامعة أخرى أو أى مكان آخر.
وكان على المسئولين فى الجامعة منع ذلك، لأن محمد حسان أوهمهم بأن شيخ الأزهر سيحضر الرسالة وكذلك الأوقاف ولكن كان المفروض العودة إلى المشيحة أو القيادة إذا كانوا اذنوا لهذا الرجل أو لا، ولكن حسان لم يحصل على الدكتوراه من الكلية أو الأزهر عموماً.
كيف ستواجه التسلف المتغلغل فى كلية الدعوة من بعض أعضاء هيئة التدريس الذين نقلوا فكرهم لبعض الطلبة؟
المسئولية كانت ثقيلة وصعبة ولو كنت أعلم أن هناك من يستطيع أداء المهمة غيرى كان رحمة من ربنا أن ابتعد، لكن وجدت أن معالم الفكر الأزهرى والمنهج غائبة عن كثير من الناس، وكل واحد يشكل الأزهر بحسب ثقافته والكل يتشدق وأتباع المذهب السلفى يرفعون راية الأزهر ولكنهم يريدون رفع فكرهم ومناهجهم من خلال الأزهر لأن الناس لن تقبلهم لو قالوا أن هذا فكرهم وسلفيتهم وكأنهم يفرغون الأزهر ويصبون فيه ما يريدون.. والأزهر ليس شهادة أو عمامه بل منهج وفكر وعملية تعليمية لها أبعاد معينة.. وكنت فى الجامعة اعتبر أنى أمثل صوت المعارضة فى الكلية وكنت أكاد أشعر بأننى مثل من يقول أنه "ما بقى على الأرض مسلم غيرى"، وشعرت أنه لا يوجد أزهرى صحيح غير الفقير مثلى، لأن الباقى كان لديه مشكلة وكان لديهم فكر معين يفرضونه على الكلية والبقية على الحياد يرون الصوت العالى وهؤلاء هم المشكلة لأنهم استطاعوا بصمتهم وسلبيتهم أن يكونوا مع أى فريق.. والفكر الخطأ يمثل 5% سواء إخوان أو سلفى، والسلبيين بصمتهم يصلون بالـ 5% إلى 90% مثلما حدث مع مرسى.
الأزهر اسم له تاريخ وماركة قوية مسجلة، وهؤلاء مهما كانت مدارسهم وانتمائهم لن تكون بجوار الأزهر أى شىء، ولذا كانوا يأتون بمناهجهم وسلفيتهم وتطرفهم ويضعونه فى الأزهر.. وأذكر أنه خلال إحدى الامتحانات بمسجد النور التقينا بابن الشيخ محمد حسين يعقوب، واعترف أن والده ليس من العلماء.. هؤلاء دخلوا الأزهر بحجة تطهيره وإعادته إلى المذهب الصحيح هم يدعون الإصلاح باسم الإفساد والتعمير باسم التخريب.
ولذا طالب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بتحديد هوية الأزهر، وقلت لهم هناك ثلاثة معالم تحدد ما هو الأزهر الشريف، أولها عقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا يجب تحديده لأنه يوجد لدينا الآن سلفية ووهابية ومعتزلة وأفكار كثيرة.. وهذا فى الجانب العقائدى، ثانيا وفى الجانب الفقهى إتباع المذاهب الفقهية الأربعة، إلى جانب السلوك والتزكية الذى يشمل أتباع التصوف المبنى على أساس الكتاب والسنة، ومن يتحقق لديه شعبة واحدة من الثلاثة السابق ذكرهم فهو يحمل شىء من الأزهرية، أما من اكتملت فيه الثلاثة شروط فهو هو الأزهرى، وهذا هو المقياس.
هل تطالب بأن تتضمن الشهادة الجامعية العقيدة والمذهب؟
يجب أن يكتب المذهب داخل الشهادات، سواء حنفى أو أشعرى، أو شافعى أو مالكى ويمكن أن نضيف الطريقة الصوفية، حتى نكشف عن كل شىء، ولا يمكن أن تكون أزهريا ولا تنتمى لأى من هذه المذاهب.. كل هذه الأمور اختفت بسبب الغزو الفكرى الخارجى.
هل سيتم تغيير مناهج الكلية بعدما قيل أنها كانت مختطفة من تيارات معينة خلال السنوات الماضية؟
لا أملك تغيير المناهج، فالكلية ليست مستقلة ولكننى بدأت التطوير وأدخلت مواد جديدة، ونقر المادة الإعلامية والقواعد الإعلامية ووسائل الدعوة الحديثة بحيث تكون مواكبة لتطورات العصر وهناك تطوير فى المواد.
كيف استقبلتم خبر اتهام طالب بكلية الدعوة بانتمائه للإخوان؟
هذا طالب فاشل كان لا يحضر، كما كان لا يوجد متابعة حضور أو غياب داخل الجامعة، وكثير من الطلبة منتمى للكلية ولكن فكره ليس له علاقة بالكلية.. الإخوان مثلاً أو السلفية يتحدثون باسم الإسلام ولكن الإسلام غير مسئول عن فكرهم، وهذا انحراف فكرى له عوامل أخرى، فـ"بديع" مثلاً رجل طبيب، ولكن الكلية ليست مسئولة عن تفكيره بل تنظيم الإخوان، ومن هنا فإن الكلية غير مسئولة عن تطرف الطلاب، ولكن ما حدث منهم استغلال لاسم الأزهر كما فعل أبناء الشيخ يعقوب والشيخ اسحاق الحوينى.. وأنا مسئول عن المناهج والدراسة ولكننى غير مسئول عن انتماءات الناس وأفكارهم.. ولذا تكوين الطالب وتربيته وأفكاره ليس مسئولية الكلية.
ماذا عن أعضاء هيئة التدريس المنتمين للإخوان "عبد الله بركات وعمر عبد العزيز وجمال بعد الستار" وكثيرون هاربون وآخرون مقبوض عليهم والوزير السابق للأوقاف فى عهد الإخوان طلعت عفيفى؟
هؤلاء تم فصلهم من الجامعة بعد تجاوزهم لمدة الغياب القانونية، حيث لاذ بعضهم بالفرار والبعض الآخر قبض عليه وحاليا فى السجون، بينما طلعت عفيفى ملتزم بمناهج الأزهر ولو خرج عن المناهج سيحاسب والمتابعة لم تبين لنا شىء.
ما أهم توجيهات شيخ الأزهر فى اجتماعه مع عمداء الكليات عقب اتهام بعض الطلبة بالانتماء للإخوان؟
شيخ الأزهر ركز على الشعور بالمسئولية وخطورة الأمانة، وطالب كل من يرى فيه نفسه عدم الكفاءة بأن يترك منصبة.
كيف تحاول تغيير فكر طلبة الدعوة الإسلامية الذين يأتون للكلية بالجلباب القصير وينتمون للمنهج السلفى؟
من خلال المنهج الصوفى نستدعى فى الموسم الثقافى الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث وسندعو الدكتور على جمعة، ومنعت الجلباب وأى لباس آخر إلا اللباس الوطنى للوافدين، وتعليمات الأمن واضحة.
هل من حق أى خريج أزهرى يرتدى العمامة ويتحدث فى الدين مثل الشيخ ميزو؟
ميزو يتحدث بأفكاره الشخصية فلماذا يرتدى العمامة طالما هو رافض للأزهر ومنهجة.. هذا هو الغرض الخبيث، حيث يتخذ ويستغل الأزهر كمطية، وميزو شاذ فكرياً وعلمياً وعبارة عن بغبغاء يردد كلام.. ولا يليق بأهل العلم أن يخرجوا فى مناظره معه، ويجب محاسبه القناة التى تستضيفه، فهو سفيه وكما يقال "لو أن كل كلب قد عوى القمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار"، ومثل هذه الأشكال يجب أن تنبذ ويجب أن يحاكم وما يفعله لا يقل عن جرم ازدراء الأديان وهذا عنوان للشذوذ والتبرج حيث يطعن فى الثوابت والبخارى.
ماذا عن اتهام الأزهر بحبس الآخرين مثل إسلام بحيرى؟
إسلام بحيرى لم يحبس من أجل الفكر، لكنه ارتكب بذاءات ومخالفات وهذه أشياء يجرمها القانون وازدراء أديان فعلاً، حيث وجه التهم للإمام أبى حنفى وطعن فى ثوابت الأمة ورموزها وهو يحاسب الآن على التطاول وعدم الأدب وليس الفكر.