شهد حفل توقيع كتاب "سطوة النص" للكاتبة بسمة عبد العزيز بمكتبة مصر الجديدة جدلا كبيرا حول مؤسسة الأزهر الشريف، والتناقضات التى وقعت فيها مؤسسة الأزهر خلال الأحداث فى الفترات الماضية، وبدورها وثقتها الكاتبة نسمة عبد العزيز فى كتابها الجديد بحضور عدد من المثقفين، وأدار الندوة الكاتب الصحفى خالد البلشى.
وقال الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، إن الكاتبة بسمة عبد العزيز استطاعت من خلال كتابها "سطوة النص" أن تقدم نوعا جديدا من النقد يختلف كثيرا عن النقد الشائع المستخدم فى التشهير، وذلك عبر الدقة المتناهية واستحضار أطراف ودلالات ومقدمات تمهيدية، ثم تبدأ بجملة أخرى وتقدم لها تفسيرا.
وأكد "مغيث" أن بسمة عبد العزيز رصدت تناقضات "الأزهر" والذى يحاول أن يرضى الجميع دون أن يخسر أى طرف من الأطرف الرئيسية الثلاثة وهى السلطة والتى تقدم الدعم المادى للمؤسسة، والرأى العام والذى بدوره يطالب الأزهر بأخذ رأيه فى قضية دينية، والجماعات الدينية التى تنازع الأزهر على سلطته.
وأضاف أنور مغيث، أن الحداثة والتمدن تجنب الفتاوى التى تشير إلى ما هو شرعى أو غير ذلك، والدعوة إلى علمنة الخطاب السياسى هو الشرط الوحيد لكل إصلاح.
وأوضح "مغيث" أن التناقض فى الأزهر ظهر جليا فى أعقاب ثورة 25 يناير عندما أصدر بيانا قبل تنحى مبارك يحرم فيه التظاهر، ويعتبرها خروجا عن الحاكم وهو نموذج يعبر عن حيرة الأزهر لخروجه من المأزق، لافتا إلى أن الأزهر لا تهمه مصالح الناس بقدر ما يهتم بمصالحه كمؤسسة، وبالتالى يلجأ إلى الثقافة الحاكمة الأبوية للسلطة.
وأكد الكاتب أيمن الصياد، أن ما يحكم الثقافة الحاكمة هى نفس السياسة التى تحكم الأزهر وتمثل مكمن المشكلة، وظهر واضحا فى تناقض الأزهر بحادثتى الرسوم المسيئة للرسول عليه السلام من قبل الجريدة الدنماركية والتى أدان الأزهر وقتها هذه التجاوزات واعتبرها ازدراء للأديان، فى حين لم يتحرك الأزهر جراء نفس الرسوم المسيئة التى أصدرتها جريدة شارلى إبدو وأعلن الأزهر إدانته للإرهاب الذى استهدف مقر الجريدة.
وأضاف "الصياد" خلال كلمته، أن هناك اختلافا كبيرا بين تحرير الخطاب الدينى وتجديد الخطاب الدين، وأن الذين يشكون من التطرف، ويطالبون بتجديد الخطاب الدينى وحرق كتب التراث، هم أنفسم يستخدمون نفس الطريقة فى إقصاء الأزهر، ولا يقلون خطورة عن المتطرفين الذين يريدون الفكر الأحادى، مشيرا إلى أنه عندما أُسس الأزهر كان فاطميا والذين حكموا مصر آنذاك كانوا شيعة.
وأشار أيمن الصياد إلى أن هناك اختلافا للأزهر فى التعامل مع الأحداث اليومية والقضايا التى يثار حولها الجدل، فالأزهر عاقب طالبا بكلية الصيدلة بعد ادعائه كذبا بحصوله على جائزة أفضل قارئ قرآن فى العالم بفصله، فى حين قدم أحد كبار رجال الدين كتاب "موسوعة الحضارة الإسلامية" للرئيس السيسى ووضع اسمه على الكتاب بعد أن طمس وأخفى اسم صاحبه الأصلى، ولم يتطرق أحد إلى الأمر.