- الرئيس يدعو المفكرين لشكيل مجموعات عمل للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات..ويعدهم بلقاء بعد شهر
- الرئيس: نحرص على تحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات وبين الاعتبارات الأمنية الضرورية لاستقرار الدولة
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بلفيف من الكتاب والمفكرين، فى حضور حلمى النمنم وزير الثقافة، ووزيرى الثقافة السابقين جابر عصفور ومحمد صابر عرب، وعدداً من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن هذا الاجتماع يأتى فى مستهل سلسلة من اللقاءات التى يعتزم الرئيس إجرائها مع مختلف القوى المصرية الفكرية والسياسية والاقتصادية، والتى تهدف إلى تحقيق مزيد من التواصل والتعاون للتصدى للتحديات وصياغة رؤية مستقبلية لمصر تقوم على أساس الحوار والمشاركة المجتمعية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس استهل الاجتماع بالتأكيد على أهمية تجسير الفجوة بين التنظير والرؤى وبين الواقع العملى من أجل التمكن من تحويل الأفكار والمقترحات إلى سياسات على أرض الواقع.
وأشار الرئيس إلى صعوبة الواقع الإقليمى الذى تشهده المنطقة فى الوقت الراهن وما يشكله ذلك من تحدٍ يتعين تكاتف كافة القوى الوطنية للتغلب عليه من أجل تحقيق آمال وطموحات المصريين.
واستمع الرئيس إلى رؤى ومقترحات الحضور والتى تناولت التأكيد على أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية فى جهود التنمية الشاملة، بما يدعم البُعد التنموى لدور تلك المؤسسات.
وأشار الحاضرون إلى أهمية دور الإعلام والعمل على ضبط الأداء الإعلامى وتصويب ما يشوبه من قصور فى الآونة الأخيرة، فضلاً عن قيامه بإظهار الصورة الحقيقية والتعريف بالجهود التنموية التى تبذلها الدولة وما حققته من إنجازات فى هذا الصدد، مع التركيز على قضايا الوطن المحورية لتعريف المواطنين بالحقائق من منظورٍ يستهدف تحسين الأداء والمساهمة فى دفع عملية التنمية.
وأكد الحاضرون على أهمية تدارك مشكلة الاستقطاب والانقسام اللذين يهددان العديد من دول المنطقة، مشيرين إلى أنهما أصبحا يسودان مختلف مناحى الحياة فى العديد من دول المنطقة سواء على الصعيد السياسى أو الثقافى أو الديني، و أهمية التصدى لكافة محاولات تهديد أو تقسيم الدول العربية.
وشدد الحاضرون على أهمية ضمان حرية الرأى والتعبير دون قيود، وتوفير بيئة مواتية لازدهار الفكر والثقافة بما يتناسب مع كون مصر دولة مدنية، منوهين إلى أن مصر كانت لها إسهاماتها الفاعلة فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وعدد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأكد الحضور على الصلة الوثيقة بين المشكلات الاقتصادية وبين تدهور السلوك الاجتماعى وانتشار الفكر المتطرف، مشيرين إلى أن جهود الإصلاح الاجتماعى وتجديد الخطاب الدينى يتعين أن تتزامن مع التوصل إلى حلول عملية للمشكلات الاقتصادية.
كما أكدوا على أهمية النهوض بقطاعى الصناعة والزراعة فى مصر ومكافحة البطالة، فضلاً عن تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية وليس للنمو فقط، علاوةً على عدالة توزيع الدخول.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى، عقّب على مداخلات المتحدثين بالتأكيد على أن أعظم إنجازات ثورتى المصريين هو القضاء على احتكار السلطة أو البقاء فيها ضد إرادة الشعب المصرى.
وأشار الرئيس إلى أن الأولوية خلال المرحلة الراهنة هى للحفاظ على الدولة المصرية وصيانة مؤسساتها، مع العمل على إصلاحها.
وأكد الرئيس حرص الدولة على تحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات وبين الاعتبارات الأمنية الضرورية لاستقرار الدولة ومواصلة مسيرتها، أخذاً فى الاعتبار مسئولية الدولة عن مصير ومستقبل 90 مليون مصرى.
وقال الرئيس، فى هذا الصدد، إنه تم الإفراج عن أربع دفعات من المحبوسين بمبادرات من المجلس القومى لحقوق الإنسان، وشباب الإعلاميين.
وأكد "السيسى"، على ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لتوفير ظروف إنسانية أفضل لمحدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية مثل قاطنى العشوائيات، وذلك جنباً إلى جنب مع الحقوق المدنية والسياسية التى يتعين تنميتها وازدهارها، مشيراً إلى حرص لدولة على توفير فرص العمل، موضحاً أن المشروعات التنموية التى تنفذها الدولة وفرت ما بين 2-3 ملايين فرصة عمل.
وشدد الرئيس السيسى، على أن الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد، وأنه حرص على مصارحة الشعب المصرى منذ البداية بصعوبة الواقع الاقتصادى فى مصر، والذى يقتضى تكاتف الجهود وتحمُل الظروف الصعبة حتى تحقق البلاد مستقبلا أفضل، مشيراً إلى أنه على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية لمصر إلا أنها حافظت على استقرار القرار الوطنى، وراعت مصالح شعبها قبل أى اعتبار آخر.
وقال الرئيس، إن حرية الإعلام تستهدف منح هذا القطاع الحيوى الفرصة للتنظيم الذاتى والقيام بدوره الوطنى فى تلك المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن، مشيراً إلى أن العديد من الحاضرين يعملون فى هذا المجال وتُتاح لهم الفرصة للتعبير عن رؤاهم وتوجهاتهم فى العديد من المنابر الإعلامية.
وأكد الرئيس، على أهمية دور المرأة المصرية الذى يحظى بكل احترام وتقدير، فضلاً عن مشاركتها الواعية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الداخلى والدولى. وأشار الرئيس إلى المكانة السامية التى تتميز بها المرأة فى الإسلام الحنيف.
وفى إطار أهمية دور المثقفين والمفكرين فى المشاركة فى قضايا الوطن، دعا الرئيس الحاضرين إلى تشكيل مجموعات عمل يضمون إليها من يرون من الخبرات المصرية للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات التى تواجه الدولة المصرية، مع طرح سُبل التصدى لتلك التحديات على أرض الواقع.
وأوضح الرئيس أنه سيلتقى بالحاضرين بعد شهر لمناقشة ما تم التوصل إليه من توصيات فى هذا الشأن، مشدداً على إيمان الدولة المصرية بأهمية الحوار والمشاركة المجتمعية، مشيراً إلى أنه لا احتكار للسلطة فى مصر فرئيس الدولة ذاته هو اِبن من أبناء مصر.